الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تراثيات| "تقلون عند الطمع".. وصف النبي لأهل المدينة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ورد في كتاب "الكامل" للمبرد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار في كلام جرى: "إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع".. والفزع في كلام العرب على وجهين أحدهما ما تستعمله العامة تريد به الذعر، والأخر الاستنجاد والاستصراخ، من ذلك قول سلامة بن جندل:
كنا إذا ما آتانا صارخ فزع.. كان الصراخ له قرع الظنابيب
يقول: إذا أتانا مستغيث كانت إغاثته الجد في نصرته، يقال: قرع لذلك الأمر ظنبوبه: إذا جد فيه ولم يفتر.. ويشتق من هذا المعنى أن يقع "فزع" في معنى أغاث، كما قال الكلحة اليربوعي "هبيرة بن يربوع":
فقلت لكأسٍ ألجميها فإنما.. حللت الكثيب من زرود لأفزعا
يقول: لأغيث. وكأس، اسم جارية، وإنما أمرها بإلجام فرسه ليغيث.. والظنبوب: مقدم عظم الساق. 
وهذا نص من كتاب الكامل للمبرد يشرح فيه معنى كلمة الفزع في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تحدث إلى الأنصار من أهل المدينة يصفهم بالنجدة والإغاثة عند الخوف، لذلك يجدهم قد اجتمعوا حوله، وفي مواطن الطمع والجشع يجدهم قد انفضوا.
وكتاب المبرد يجمع قطوفا أدبية، حيث يقول المؤلف في مقدمته: "هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبا من الآداب ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، ومثل سائر، وموعظة بالغة، واختيار من خطبة شريفة، ورسالة بليغة، والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب أو معنى مستغلق، وأن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحا شافيًا حتى يكون هذا الكتاب مكتفيا بنفسه، وعن أن يرجع إلى أحد في تفسيره مستغنيا وبالله التوفيق والحول والقوة".