الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب ألبير هشام نعوم يكتب.. "الشعانين" في زمن الكورونا

الأب ألبير هشام نعوم
الأب ألبير هشام نعوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدأ الأسبوع المقدس بعيد الشعانين، وهو عيد دخول المسيح الاحتفالي إلى أورشليم (متّى 20: 29 - 21: 22). ونعيشه اليوم في زمن الكورونا بطريقةٍ مختلفة، فلا قداديس تحضرها الجماعة ولا مراسيم مهيبة... ولكن، يبقى الناس البسطاء المؤمنون والمستعدّون للإيمان نموذجًا لمن يستقبلون يسوع، بينما ينتقده بل يتآمر عليه الكبار ويسلموه إلى الموت. ومن يستقبل يسوع اليوم في زمن الكورونا، لا بدّ أن يهتمّ بتهيئة طريق يسوع إلى قلبه. لنرَ سويةً مراحل هذا الطريق: 
في البداية يرسل يسوع اثنين من تلاميذه إلى القرية التي أمامهما لكي يجلبا الحيوانين، الأتان والجحش ليركبه يسوع في "الطريق". وكأن يسوع هو الذي يعدّ أولاً "الطريق" الذي سيسير فيه، إنه طريق آلامه في النهاية. ولذلك لن يعترض أحدٌ على التلميذين، إذ يقول لهما يسوع: "إن قال لكما أحدٌ شيئًا فقولا له: الربّ محتاجٌ إليهما فللوقتِ يرسلهما إلى ههنا". فهناك عند ربّنا "إرادة" و"حاجة متواضعة" (كما تنبأ زكريا) لتأسيس هذا "الطريق"، ولن تكون هناك إرادة بشرية تقف عائقًا أمام هذا الطريق لأن أصله إلهي. وهذا ما يشجعنا كثيرًا، وخاصّةً في هذا زمن الوباء، فربّنا نفسه يأتي إلينا ويقول مرةً أخرى: "لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا فتثمروا..." (يوحنا 15/ 16). 
وسيجعل ربّنا البشر يشتركون في تكملة هذا "الطريق"؛ فيقول الإنجيل إن كثيرًا من الجموع كانوا "يفرشون ثيابهم في الطريق"، وهناك آخرون "يقطعون أغصانًا من الشجر ويطرحونها في الطريق". وهناك جموع في الطريق، بعضهم يتقدمون يسوع وآخرون يتبعونه، يصرخون: أوشعنا... 
الثياب والأغصان والهتافات، كيف نستطيع فهمها اليوم؟ الثياب جزء من واقع الإنسان الخاطئ، فآدم وحواء قبل أن يسقطا في الخطيئة، يقول سفر التكوين: "كانا كلاهما عريانين... وهما لا يخجلان" (2/ 25). وكأني بالجماهير تفرش واقعها الخاطئ أمام يسوع الملك الرحيم والمتواضع، وهو يقبله ناسيًا خطايا البشر من أجل خلاصهم. 
أغصان الزيتون تذكرنا بأننا فروع ننتمي إلى أصلٍ واحد، كما يقول القديس بولس لكلّ واحد من أهل رومة: "فلا تفتخر على الفروع. وإذا افتخرتَ، فاذكر أنّك لا تحملُ الأصل، بل الأصل يحملك" (11/ 17 و18). فلا مجال للافتخار بأصلنا مقارنةً بالآخرين، لأن أصلنا هو واحد ويحمل جميعنا. 
أما الهتافات فهي تنبع من قلب الحاجة إلى الخلاص، أوشعنا: يا ربّ خلّص! وكما يصرخ المزمّر: "من الأعماق صرختُ إليكَ يا ربّ" (130/ 1).
فنحن في زمن الوباء، نحتاج إلى هذه الأمور الثلاثة لنبدأ مسيرة الأسبوع المقدس مع ربّنا في "الطريق": تسليم حياتنا بما يتضمنه الاستعداد للإيمان (فرش الثياب)، الارتباط مع الجماعة أكثر (فروع الأغصان)، والإعلان لربّنا عن حاجتنا إلى الخلاص (أوشعنا).