من قلب المحنة تولد المنحة .. فرغم أجواء الفزع والهلع التي تجتاح العالم من الانتشار المخيف لفيروس كورونا المهلك فإننا يجب أن نتمسك بالأمل في الخروج من تلك الهوة السحيقة وذلك بإعلاء قيم الإنسانية الرفيعة التي تجعلنا جديرين بالحياة وبتدخل العناية الإلهية لإنقاذنا .
إن كان على الموت فجميع البشر يدركون أنه آت لا محالة وأنه الحقيقة المؤكدة الوحيدة في هذا الكون ، فحين نولد لا نعلم إن كنا سنتعلم أم لا ، سنتزوج أم لا ، سنغتني أم لا ، في حين أننا جميعا على يقين بأننا سنموت .. ولكنها سنة الله في اعمار الأرض .
وإننا رغم قسوة الفيروس الشرس ، إلا أننا نلمح ظاهرة لا تخفى على أحد أنه أخرج أروع ما فينا ، فأرى كثيرين تخلوا عن أنانيتهم وسارعوا إلى مد يد العون والمساعدة لمن حولهم ، وأرى أهل خير يضاعفون من تبرعاتهم ومساعداتهم لغير القادرين ، وأرى متخاصمين قد تألفت قلوبهم بعد أن أدركوا حقيقة هذه الدنيا الفانية ، وأرى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وقد اكتست بالحكمة والموعظة الحسنة والاستعانة بقدرة الخالق العظيم .
ولعلها من المرات القليلة ، بل النادرة ، التي نرى جموع البشر يسعون وراء هدف واحد هو إيجاد مخرج من المأزق ، وظني بالله العلي القدير أننا لو حافظنا على هذه الروح سننجو من الهلاك وسيدوم إعمار كوكب الأرض .
