الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود حمدي زقزوق.. الوزير الفيلسوف

محمود حمدي زقزوق
محمود حمدي زقزوق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لله والتاريخ أشهد أنكم كنتم الإنسان المترفع عن كل الصغائر، والعالم الكبير الشديد التواضع.. جميع المناصب العلمية والحكومية التي تقلدتموها هي التي سعت إليك، وأشهد أنك لم تسع إليها".. كلمات حملت ألمًا وحزنًا شديدًا في قلب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وهو ينعي إلى الأمة رحيل الدكتور محمود حمدي زقزوق، الذي رحل عن عالمنا أمس عن عمر ناهز الـ87، بعد صراعٍ مع المرض.
مولده وحياته العملية والعلمية:
ولد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ووزير الأوقاف الأسبق، بمحافظة الدقهلية، وبالتحديد في قرية الظهيرة التابعة لمركز شربين في الـ27 من ديسمبر لعام 1933، وتدرج منذ نعومة أظفاره في التعليم الأزهري حتى حصل على أعلى الدرجات العلمية، منها الشهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية عام 1960م، ودرجة الدكتوراة في الفلسفة من ميونخ بألمانيا عام 1968م، وكان موضوعها المنهج الفلسفي عند الغزالي وديكارت دراسة مقارنة عام 1959، ثم الشهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1960.. ثم دكتوراه الفلسفة من جامعة ميونخ بألمانيا عام 1968. 
كما حفلت حياة الوزير الفيلسوف بالكثير من المناصب والتدرج الإداري والوظيفى حيث عين مدرسا للفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1969، ثم أستاذا مساعدا عام 1974، ثم أستاذا عام 1979، ثم وكيلًا لكلية أصول الدين بالقاهرة ورئيس قسم الفلسفة والعقيدة عام 1978. كما عين عميدًا لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر مرتين، الأولى في الفترة من عام 1987 وحتى 1989، والثانية من عام 1991 حتى 1995 ثم نائبا لرئيس جامعة الأزهر عام 1995، بعدها تولى حقيبة الأوقاف عام 1996 قبل أن يرحل عنها عام 2011، ليتقلد بعدها العديد من المناصب أبرزها عضوية كبار العلماء ومجلس حكماء المسلمين، كما شغل رئاسة الجمعية الفلسفية، ورئاسة لمركز الحوار بالأزهر.
من أهم مؤلفاته:
الإسلام وقضايا العصر، حقائق الإسلام في مواجهة حملات التشكيك، مقاصد الشريعة الإسلامية وضرورات التجديد، الشك المنهجي بين ديكارت والغزالي، الإسلام في تصورات الغرب، دراسات في الفلسفة الحديثة، الفكر الديني وقضايا العصر، الحضارة فريضة إسلامية.
آراءه:
يذهب "زقزوق"إلى القول بأن المواطنة تتجسد في مصر، حيث إن المصريين مسيحيين ومسلمين عاشوا قرونًا مع بعضهم في ظل علاقات سادها الاحترام، مضيفًا أنه عندما كان طفلًا لم يكن يعرف الفرق بين المسيحيين والمسلمين، وأن الإسلام يحمى الكنائس المسيحية وأى مكان يذكر فيه اسم الله، إذ أن جميع دور العبادة كلها واحدة، موضحًا أن القرآن الكريم تكلم عن القواسم المشتركة التى تشترك فيها الديانات السماوية الثلاث.
وعن زى المرأة، يقول إن الإسلام فرض على المرأة المسلمة زيًا لا يشف ولا يكشف عورتها، مشددًا على أن النقاب مرفوض إسلاميًا وليس سنة أو فريضة، وأن من يصر على النقاب يلغى الآية القرآنية التى تقول "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون"، إذ طالب المولى عز وجل الشباب بغض البصر، موضحا أن الإسلام يمنع المرأة من تغطية وجهها في الحج والعمرة، وأن النقاب يمنع التواصل مع الناس وليس من مصلحة المجتمع انتشاره لأنه يستخدم في أعمال إجرامية.
ويذهب إلى أن المسلم الحق الذى يريده الإسلام، يكون متفتح العقل، متيقظ الوعى، يعيش دنياه ويعيش عصره، ولكنه لا ينسى صلته بخالقه، بل يظل موصولًا بأصله الروحى، مؤكدًا أن الإسلام يريد مسلمًا يعمل على تقدم مجتمعه وتطويره، متسلحًا بالعلم والوعى بمتغيرات العصر، متفاعلًا مع الآخرين ويتعايش في سلام مع كل الناس من كل الأعراق والأديان والحضارات.
تكريمه:
نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1997، وكان آخر تكريم ناله الوزير الأسبق وعضو كبار العلماء بالأزهر، خلال مؤتمر الأزهر للتجديد في الفكر الإسلامي والذي عقد في فبراير الماضي، حيث كرمه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي لجهوده في تجديد الفكر الإسلامي. 
وفاته:
توفي عضو هيئة كبار العلماء، ومجلس حكماء المسلمين، يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر أبريل لعام 2020، بعد صراعٍ طويل مع المرض.