الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"كتاب أثمن من قصر" حكمة للقدماء المصريين تعرف على قصتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر موقعها الرسمي موضوعا تحت عنوان " كتاب أثمن من قصر" ضمن مبادرة "خليك في بيتك.. الثقافة بين يديك" التي أطلقتها وزارة الثقافة.
قالت أسماء عبدالهادي مقدمة البحث: "إن كتابا واحد يعتبر أكثر قيمة من بيت.. إنه أثمن من قصر" حكمة مصرية قديمة، تعد المكتبات المركز الرئيسي الذي يُستقى منه العلم وتكتسب منها المعرفة، لما تضمه من مختلف مجالات العلوم والمعرفة. 
وتابعت: لم يقتصر دور المكتبة على حفظ الكتب والاطلاع فقط، وإنما يأتي في المقام الأول رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير في المجالات الثقافية والفنية المختلفة. وحتى وإن اختلف شكلها الحالي بظهور المكتبات الإلكترونية، إلا أن دورها التنويري لا يزال محافظا على ثباته.
وأوضحت عبدالهادي في هذا البحث أن المكتبات تعتبر علامة بارزة في طريق الحضارة المصرية، فمن الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحضارة المصرية القديمة في ميادين مختلفة "كالعلوم والآداب والمعارف والفن والعمارة وغيرها.." إصدارها للكتب في شكلها الأول، والتي سُجلت على البرديات والحجارة والفخار وغيرها من مواد الكتابة. والتي كانت تحفظ بعناية في مكان آمن يسمح للدارسين بالاطلاع عليها.
وأشارت عبدالهادي إلى أن القدماء المصريين أطلقوا على الكتب "مِجات" وعلى المكتبة " بِر مِجات" أي بيت الكتب، كما أطلق عليها لفظة "بِر عنخ" أي بيت الحياة، فالكتب كانت بمثابة الحياة. وقد كان للمكتبات هيئة كاملة تُشرف عليها، حيث كان يعمل بها الكاتب وهو المسئول الأول عن الكتابة والنسخ والمخطوطات، مفتش المكتبة والذي يهتم بالتدريب على الكتابة والتسجيل، مفتش دار الكتب، مفتش أختام دار الكتب، رئيس المكتبة، والمشرف على أسرار دار الكتب، أمين المكتبة، خادم دار الكتب، وقد أوصى أحد الكتاب في مصر القديمة بنصيحة يذكر فيها: "كن كاتبا ماهرا في دار الكتب لتصبح أمينا للكتب".
وكان الملوك المصريون يحرصون على زيارة المكتبات وترميمها وأحيانا كتابة مخطوطات بأنفسهم، كما كان الفلاسفة اليونانيون والمفكرون والفنانون يحرصون على التوجه للمكتبات المصرية للاطلاع على الوثائق التي سجلت في المعابد والقصور والتي وضعت في المؤسسات التعليمية والدينية. 
كما أن كثيرا من الآلهة والآلهات كانوا أربابا للكتابة مثل: إيزيس، حتحور، ماعت، جحوتي، آتوم، أمون وعلى رأسهم سيشات والتي أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة مجلة ثقافية تحمل اسمها بإقليم جنوب الصعيد الثقافي.
ولأن دور المكتبات مؤثر سواء كانت ورقية أو إلكترونية، اتجهت الهيئة العامة لقصور الثقافة لتوسيع انتشار مكتباتها في القرى والنجوع، لتسهيل الاطلاع والمعرفة والبحث بمجموع مكتبات، تضم آلاف الكتب من مختلف الفنون والعلوم والآداب، كما تحرص على تزويدها بإصدارات حديثة لمواجهة التطرف بالتنوير.