الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الخسارة تطال الجميع.. كيف تهاوت أسطورة تقدم الغرب أمام «كورونا»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعيش العالم، داخل أسطورة الدول الغربية وتقدمها، وكيف استطاعت تلك المنظومات مواجهة المشكلات السياسية والصحية والحفاظ على حياة مواطنيها، إلى أن أتى فيروس كورونا، والذى لا يرى بالعين المجردة، ليهزم تلك الأسطورة ويكشف النقاب عن عجز طال دول كانت ولوقت قريب جدا حلما لجميع شباب العرب.

تأتى الولايات المتحدة فى مقدمة الدول التى خفت نجم أسطورتها في الفترة الأخيرة، بعدما كشف الفيروس مدى هشاشة النظام الطبى هناك، وكيف بات شعبها يعانى من سوء الأحوال الصحية نتيجة تردى المنظومة بالكامل، وهو ما أكده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في خطابه الخير حيث قال: "أيام صعبة" تنتظر الأمريكيين في غضون الأسبوعين المقبلين، تزامنا مع تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فى البلاد.
وأضاف ترامب، في غرفة الإحاطة فى البيت الأبيض: "أريد أن يكون كل أمريكى مُستعدًا للأيام الصعبة التي تنتظرنا. سنمر بأسبوعين صعبين للغاية".
وتابع ترامب أن الولايات المتحدة تعيش أسوأ أوضاعها بسبب فيروس كورونا، مُشيرًا إلى أن التوقعات كانت حول توقف حدة الوباء فى الصين "لكن هذا لم يحدث".
وقال ترامب إن الوقت ما زال مُبكرًا لتحديد نجاح عقاقير علاج كورونا، وأن الاختبارات عليها مُستمرة. ولفت إلى أن عقار هيدروكسى كلوروكين قد يحقق نجاحًا فى تعافى المرضى.
وذكر ترامب أنه سيجري توفير المزيد من أجهزة التنفس "إذا كان هناك حاجة لذلك"، منوها بأنه تم توفير الكثير من أجهزة التنفس فى ولاية نيويورك، على الرغم من اعتقاد البعض أنها غير كافية.
وحسب إحصاء لـCNN Health، فإنه يوجد 178.322 حالة إصابة مؤكدة لفيروس كورونا فى الولايات المتحدة، فيما توفى 3561 شخصًا.

وفى وقت سابق، قالت رئيس مجلس النواب الأمريكى، نانسي بيلوسى، إن الأرواح ربما تم إنقاذها لو لم يقض ترامب أسابيع فى إنكار خطورة الوباء القادمة، وتبنى إجراءات قوية للاستعداد له.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نشرت تقريرًا فجرت فيه فضيحة مدوية كشفت عجز المنظومة الصحية فى الولايات المتحدة عن التصدى بكفاءة لانتشار وباء كورونا.
وبحسب الصحيفة، فوجئ كثير من الأمريكيين برفض المستشفيات والمعامل فى أنحاء البلاد إجراء الفحص اللازم لاكتشاف الإصابة بالفيروس لأسباب عديدة، وفى بعض الأحيان واهية.
وأوضحت الصحيفة أن بعض المتقدمين لإجراء الفحص رُفض طلبهم بحجة أن أعراض الوباء لا تبدو عليهم، بالرغم من إبلاغهم عن مخالطتهم لأشخاص ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، وقيل للبعض الآخر إنه لا داعى لإجراء الفحص لأنهم لم يسافروا إلى دول موبوءة بالخارج، بالرغم من ظهور أعراض شبيهة بأعراض الإصابة بكورونا عليهم وإقامتهم في مدن أمريكية يتسارع فيها انتشار الوباء.
ووفقًا لآخر بيانات المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية، انتشر فيروس كورونا فى 44 ولاية أمريكية بخلاف مدينة واشنطن العاصمة، وأكثر الولايات تضررًا هي ولاية واشنطن في أقصى الشمال الغربى، وتخطى إجمالى عدد الإصابات فى الولايات المتحدة 1300 حالة، بينما بلغت الوفيات 38 حالة على الأقل. 
وفى إيطاليا حلم هجرة الشباب الأفريقى الأول، لا تزال أعداد المصابين بفيروس كورونا فى تزايد مستمر، وهو ما أثار حفيظة العالم أجمع بتخطى روما أرقام إصابات لم تصل له الصين بلد منشأ الفيروس.

وفى تقرير بعنوان "وباء كورونا.. كيف تصرفت دول آسيا بينما يقف الغرب مرتجفا؟"، نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية مقارنة بسيطة بين تفشى الفيروس في آسيا وإيطاليا، حيث قالت: "إن أول حالة في تايوان وإيطاليا لم يفصل بينهما سوى 10 أيام فقط لكن حتى صبيحة الأحد لم تسجل تايوان التي ترتبط بعلاقات تاريخية وثقافية بالصين سوى 153 إصابة بفيروس كورونا توفى منهم اثنان بينما سجلت إيطاليا أكثر من 47 ألف إصابة وارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 4 آلاف شخص".
وتضيف الصحيفة أن إيطاليا تشهد أسوأ آثار للوباء على مستوى العالم؛ فعدد الوفيات فيها تخطى نظيره في الصين التي بدأ اندلاع الفيروس على أراضيها، منوهة بأن المسئولين فى إقليم لومبارديا شمالى إيطاليا أكدوا أن عدد الوفيات في الإقليم قفز بعد وفاة 546 شخصا خلال يوم السبت فقط.
وبحسب التقرير فإن ذلك يأتى بعد أسابيع من التراخى الحكومى فى مواجهة الانفجار المتسارع لعدد حالات الإصابة والوفاة بشكل متكرر فى دول الغرب بداية من إسبانيا وفرنسا وألمانيا حتى بريطانيا والولايات المتحدة.
كما أن قادة دول الغرب يتخذون حاليا قرارات لم يكن التفكير فيها ممكنا قبل أسابيع أو حتى أيام سابقة، من إغلاق مدن بكاملها بما فيها من عشرات الملايين من السكان من برلين حتى مدريد وسان فرانسيسكو، كما ضخوا مليارات الدولارات لدعم جهود مكافحة الوباء.
وتؤكد الصحيفة أن هؤلاء الساسة لو تحركوا قبل أسابيع قليلة لكان بوسعهم تجنيب مجتمعاتهم الكثير من جوانب المأساة الإنسانية التي نعيشها والكارثة الاقتصادية التى تواجهها، مشيرة إلى أن تايوان وسنغافورة وهونغ كونغ سجلت أولى حالات الإصابة قبل دول أوروبا لكن الحكومات هناك اتخذت قرارات سريعة ومبكرة وبالتالى لا يزال عدد الوفيات هناك قليلا.