السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"السنجة".. الصراع من أجل البقاء

 الكاتب الراحل أحمد
الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في روايته "السنجة" تناول الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، والذي تحل ذكرى رحيله غدًا 3 أبريل، حياة المطحونين الذين يُتاجر بهم الأثرياء حتى يبيعوا عظامهم، وما يفعلوه هم بأنفسهم، لتُبرز الرواية التي تنتمي إلى عالم الديستوبيا -المدينة الفاسدة- مدى قسوة الجميع في عالم صار بلا رحمة.
تبدأ بالبحث عن "عصام الشرقاوي" الذي يختفي في ظروفٍ غامضة، لينتقل بسلاسة إلى "عفاف"، الفتاة التي تقرر الانتحار فجأة وسط عالم غريب، بينما تتعدد الحكايات حول سبب انتحارها المفاجئ. هكذا تدور الرواية لتستكشف الأحداث المتشابكة في تلك المنطقة الشعبية المجهولة من هوامش المدينة والتي أطلق عليها اسم "دحديرة الشنّاوي".
الـ"دحديرة" كما تتناولها بعض معاجم المصطلحات هي "المكان المائل للنزول"، عبر هذا الاسم ينحدر القارئ مع سنجة العراب إلى عالم أبطاله من المهمشين والمطحونين تحت وطأة الحياة، الذين كانوا ولا يزالون يصارعون للحصول على لقمة العيش ويصارعون لكي يبقوا فقط على قيد الحياة، بينما كل شيء من حولهم يمتلئ بالقهر.
يُلقي أحمد خالد توفيق في وجه القارئ بشخصيات قد يلقاها في أي مكان أو يصطدم بها في حياته اليومية، فهناك البلطجي "حماصة" الذي يفرض سيطرته وقوته على الجميع، و"حسين" الشاب الطموح الذي يتحد العالم كله ضده حتى يقرر أن ينتقم، و"جمال الفقي" غريب الأطوار، و"إبراهيم أبو غصيبة" مريض الكبد الذي يعتبر كل ما يحدث له كابوس سيتخلص منه ويعود لحياته، وبالطبع "مصطفى المزين" الذي يحث الناس على التقوى والصلاح بينما تتابع عيناه كل صغيرة وكبيرة في المكان، بين هؤلاء جميعًا "عفاف" الفتاة المقهورة، ذات الحكاية المأساوية منذ طفولتها وحياتها والذي يعتبروها جميعًا عارًا يجب التخلص منه حتى قادوها إلى الانتحار؛ ليُقدّم أحمد خالد توفيق، بين السخرية حينًا وبين التصوير المأساوي أحيانًا أخرى، العشوائيات، بكل ما تتضمنه تفاصيلها من قسوة وثراء وشخصيات معقّدة.