الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"صبر كامل".. العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، عظته الأسبوعية من المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بدون شعب للأسبوع الثالث على التوالي.
وجاءت العظة كالتالي:
أُعيد على مسامعكم المزمور ٢٤ وهو المزمور الذي نتأمل فيه خلال فترة الصوم المقدس
" لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا. لأَنَّهُ عَلَى الْبِحَارِ أَسَّسَهَا، وَعَلَى الأَنْهَارِ ثَبَّتَهَا. مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ، الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ حَلَفَ كَذِبًا. يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، وَبِرًّا مِنْ إِلهِ خَلاَصِهِ. هذَا هُوَ الْجِيلُ الطَّالِبُهُ، الْمُلْتَمِسُونَ وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ."
اختارنا هذا المزمور لأن به سؤال ينتظر إجابة وهو "من يصعد إلى جبل الرب"وكلمة يصعد أي ارتفاع ومن يصعد بها نوع من البحث من الناس التي تقدر ان تصعد للجبل من يريد أن يعيش حياته على الأرض والسماء ويحدد صفتين هما: الطاهر اليدين والنقي القلب وهذا نعبر عنه في صلاة القسمة في الصوم الكبير واسترجع معكم هذه الدرجات هي:
١.بقلب طاهر
٢.شفتين نقيتين
٣.نفس مستنيره
٤.وجه غير مخزي
٥.ايمان بلا رياء
٦.نية نقية
٧.صبر كامل
٨.رجاء ثابت
اليوم نتحدث عن الدرجة السابعة "صبر كامل"
و الصبر صورة وصفة وحياة وضرورة اجتماعية لحياة الإنسان والإنسان يتعرض لمواقف كثيرة ومتاعب والصبر هو الإجابة وهو ترجمة لمعنى الإيمان أن الله هو ضابط الكل وهو سيد التاريخ وضابط الزمن. الإنسان ليس بيده شيء يفعله للأحداث التي تحدث صبر في أحداث المرض صبر على العلاج الصبر هو وقت الانتظار.ووقت الانتظار كيف يكون؟ نرى مريض ينتظر في عيادة طبيب ولكنه لا يصبر يسأل باستمرار عن دوره.يقول لنا السيد المسيح "من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص". الصبر الكامل نضع امامه عدة مفاهيم
١.صبر على الآخرين بطول اناة "صبر مرتبط باحتمال"
بصبركم اقتنوا انفسكم ومن يصبر على الآخر ويكسب سلامه.فالصبر والاحتمال مرتبطين ببعض
٢. الصبر في الضيقات والشدائد "الصبر المرتبط بالإيمان"
كل البشر يتعرضون لمواقف تحتاج للصبر وهذا يحتاج الإنسان أن يمتلك فضيلة الصبر بولس الرسول يقول "نفتخر بكم في كنائس الله من أجل ايمانكم وصبركم" والصبر مرتبط بالإيمان وهنا نعرف ان الضيقة تنشئ صبر وتعطي الإنسان فضيلة الصبر والصبر يعطي التذكية والتذكية تعطي رجاء لا يخزي من يعيش بايمان مسيحي يوجد لديه رجاء.
٣.الصبر المرتبط بالألم
هذا اصعب نوع والسيد المسيح اجتاز آلامات كثيرة وهذا حتى عندما نتعرض للألم نشاركه يقول المزمور " حتى أن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي" فالمسيح هو رفيق للمتألمين.اضع أمامك بعض المشاهد التي تبين صبر المسيح على الآخرين لنتعلم الصبر على الآخرين يوميًا ويقال أن المصريين لأن تاريخهم كان حول النيل وارتباطهم بالزراعة تكون لدي الإنسان المصري شكل من اشكال الصبر والجلد عكس المجتمع الصناعي يريد كل شيء بسرعة ويمكن الله سمح بهذا الوباء لكي نجلس في البيت لكي نتعلم قليل من الصبر لأن الإنسان أصبح مستعجل.انظر السيد المسيح وما واجه من آلام بصبر كامل وعندما رأى قلة إيمان في التلاميذ صبر عليهم وأذكركم بمشهد كان خميس العهد عندما أراد المسيح غسل أرجل بطرس وهو رفض فقال له "لست أنت تعلم الأن ما أنا افعل ولكنك ستفهم فيما بعد" وبعد ساعات بطرس انكر وبعد القيامة عاد للصيد لكن المسيح أراد رجوعه وكأن السيد المسيح اعطاه درس في الصبر والمحبة وأن لا يخطئ ثانيًا أيضًا صبر المسيح على الشخص المنعدم البصيرة الذي لايفكر جيدًا مثل فيلبس كان مع التلاميذ لكن بصيرته كانت مغلقه.فهو أحد التلاميذ لكن لايستطيع أن يقدر هذه التلمذة والمسيح كان يشفق عليه هذا ولكن هذا الأمر كان يحتاج للصبر وأيضا المسيح صبر على من خانه وهذا ألم نفسي شديد لكن الله أطال صبره على يهوذا واحتمله وهذه المواقف لا تعالج إلا بالصبر والآلامات الجسدية التي تعرض لها وكل هذا مع صبر من أجل الإنسان وخلاصه على عود الصليب. المواقف كثيرة في ألم الإنسان وما يتعرض له لكنه يحتاج أن يتحلى بالصبر وأصوامنا في الكنيسة بها شكل من اشكال الصبر..صبرك في البيت.في الخدمة وفي عملك.كل هذا ينجح حياة الإنسان وتكون قوية وقد يتركك حبيب أو عمل أو خدمة ولكن اصبر.ونحن اليوم لم نكن نتخيل غلق الكنيسة من أجل الوقاية وعندما نأخذ إجراءات والدولة تأخذ من أجل سلامة مواطنينا وأبنائنا اصبر...نقول هذه الخطوة السابعة "الصبر الكامل" في من يصعد لجبل الرب. لالهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد أمين.