الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"سيتا" يروج لهدم القومية الوطنية والعربية لصالح التوسع العثماني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية فى تونس، شريكًا رئيسيًّا لمركز الأبحاث التركى «سيتا»؛ إذ يستغله الأخير كأداة تسويق سياسى لما تهدف الأجندة التركية لتحقيقه بالمنطقة العربية، لاسيما فى ليبيا.
وتسعى الحكومة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان للتدخل عسكريًّا وسياسيًا بالأراضى الليبية؛ لتنفيذ عدد من المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، ومنها السيطرة على غاز البحر الأبيض المتوسط، وتصعيد قيادات جماعة الإخوان وعناصرها للحكم؛ لضمان استفادة التنظيم الدولى من الأوضاع بالبلاد، وذلك بمساعدة حزب النهضة التونسى، التابع للجماعة.
وفى سبيل ذلك، توظف تركيا مراكز الأبحاث والدراسات السياسية؛ لتبرير أفعالها فى المنطقة، ووضع تصورات مغلوطة لحقيقة اقتحامها الوضع السياسى الليبى، وكذلك كل مواقفها، ويعتبر مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، من أبرز هذه المراكز فى تونس، والمنطقة ككل.
ويحرص مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية، على عقد اجتماعات دورية مع خبراء مركز سيتا، كما تركز الاجتماعات على الاهتمام بالشخصيات السياسية فى ليبيا وتونس وتركيا، وتكون أغلب هذه الاجتماعات؛ للحديث عن ليبيا والتعاون بين الدول الثلاث.
ففى ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦، عقد اجتماع من هذه النوعية، تحدث فيه المجتمعون عن ليبيا واتفاق الصخيرات، وكيفية تمكين فايز السراج وحكومته من الأوضاع فى البلاد، عن طريق شرح مجريات الأمور بالداخل، وفقًا للأجندة التركية وتبرير التدخلات بالمنطقة.
ويتضح من اجتماعات المراكز، وما تفرزه من مناقشات، وجود حرص دائم على الإشارة للخلافة العثمانية ومفرداتها السياسية والتاريخية والدينية، والاحتفاء بما قدمته للمنطقة العربية؛ إذ يروج الحاضرون بأن الخلافة العثمانية لا تمتلك ماضيًا سيئًا مع دول المغرب العربى، بل الترابط الحضارى القديم بينهم كان جيدًا.
إذ يدفع خبراء سيتا، بأن الدولة العثمانية حرصت على إجلاء الإسبانيين عن تونس، وإبعاد القوى الاستعمارية الغربية عنهم، كما أن نموذج التقدم السياسى بالبلدين متشابهًا، وبنى على مقومات متقاربة؛ لذا فمن الأجدر، أن تتصاعد الارتباطات السياسية بين البلدين.
والأخطر من ذلك، أن باحثى سيتا يروجون فى أحاديثهم أثناء الاجتماعات المشتركة، أن القومية الوطنية والعربية أبعدت بينهم وبين الأتراك فى الماضى القريب، ولكنها لم تعد ترضى طموح المواطنين العرب للانفتاح والتعامل مع أنقرة، وهو ما يظهر فى ضرورة زيادة الاستثمارات بين المغرب العربى وتركيا، أى تدفع الرابطة المريبة بين الإخوان والأتراك إلى أن القومية الوطنية والعربية مقومات سياسية بالية.