على الرغم مما تعانيه دول أوروبا من مآسى بسبب فيروس كورونا المستجد أو «كوفيد -19»، الذى كان قاسيا في تبعاته على بعض الدول الأوربية، لكن تزامنه مع الأول من أبريل، حيث «كذبة أبريل» الشهيرة، وحيث يشتهر هذا اليوم بعمل خدع في الآخرين، فهو يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
تلك المزحة مُنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ثقافاتها وتذهب أغلبية آراء الباحثين إلى أن «كذبة أبريل» تقليد أوروبى قائم على المزاح، يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الشائعات أو الأكاذيب، ويطلق على من يصدق هذه الشائعات أو الأكاذيب اسم «ضحية كذبة أبريل».
يوم كذبة أبريل الذى تميز بالمزاح وعمل خدع في الآخرين، لن تحتفل به الدول الأوروبية في أشكاله المعتادة، خاصة أنه لا مجال للهو، فالجميع حبيس المنازل للوقاية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى ان آلاف الحالات تعانى في المستشفيات، وآلاف الضحايا، وإذا بحث أحد عن الخداع فيبحث عن خداع الفيروس للنجاة بالحياة، عن طريق البقاء في المنزل من أجل تجنب العدوى.
عودة إلى أصل الحكاية، حيث لا حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، هناك فقط أكثر من احتمال لأصل كذبة أبريل، فيعتقد البعض أنه يتوافق مع عيد هولى المعروف في الهند، والذى يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء يوم الأول من أبريل.
ويرى البعض الآخر من الباحثين، أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى، إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيطلق سراحهم في أول الشهر، ويصلى العقلاء من أجلهم، وفى ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد «جميع المجانين» أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها، وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل، ويعلق البعض على هذا بالقول: إن شهر أبريل يقع في فصل الربيع، ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.
