الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كارثة إنسانية.. قطر تحول 2 مليون عامل من المشاركين في بناء مشروعات كأس العالم إلى "قنبلة موقوتة" بسبب تفشي فيروس كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كارثة إنسانية غير مسبوقة ترتكبها قطر، تجاه نحو 2 مليون من العمالة المشاركة في بناء مشروعات كأس العالم 2022، لتتحول تلك العمالة إلى "قنبلة موقوتة" في وجه العالم، قد تنفجر في أي لحظة جراء تفشي فيروس كورونا بين العمال، وهو الأمر الذي تعاملت معه السلطات القطرية بلا مسئولية، حيث رفضت علاجهم واكتفت بوضع أعداد كبيرة منهم في مستشفيات غير مؤهلة.
وبالرغم من مطالبة منظمة الصحة العالمية السلطات القطرية بإجراء كشف دوري على العمالة المشاركة في بناء مشروعات كأس العالم للتحقق من إصابتهم بالفيروس الخطير إلا أن الدوحة لم تراع الإنسانية في ذلك ورفضت تعليمات المنظمات لعلاج العمالة بتجهيز مستشفى طبي كامل، إضافة إلى رفضها عودتهم للعلاج في بلادهم، وهددت من يحاول السفر، ما أدى لتظاهر العديد منهم في شوارع الدوحة.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نحو مليوني عامل مهاجر في قطر، معظمهم من جنوب آسيا وشرق أفريقيا، وهم يشكلون 95% من السكان العاملين، وازدادت أعدادهم بسرعة في السنوات الأخيرة، تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبالرغم من أن منظمات حقوقية كانت قد طالبت قطر بوجود تأمين صحي للعاملين في مشروعات كأس العالم 2022، لكن الدوحة رفضت الأمر، كما رفضت السلطات القطرية توصيات المنظمات الحقوقية بتوفير أماكن إقامة جديدة للعاملين لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا بينهم.

من جانبها أكدت منظمة العفو الدولية، إصابة عمال في قطر بفيروس كورونا، مؤكدة أن السلطات القطرية رفضت علاج العمال، ووضعت أعدادا كبيرة منهم في مستشفيات غير مؤهلة.
وأعلنت منظمة العفو الدولية إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة بسبب مئات الإصابات بفيروس كورونا.
وذكرت أن أماكن العمال في قطر مكتظة وتنقصها خدمات المياه والصرف الصحي.
إلى ذلك، أكدت المنظمة أن العمال في قطر أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس.
من ناحية أخرى حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها، من الوتيرة السريعة لتفشي فيروس كورونا في قطر نظرا لتساهلها في معالجة وضع عمالة كأس العالم، والذين يتكدسون في الحافلات، ومواقع العمل من غير أي إجراءات للسلامة من الفيروس، مما يؤدي لارتفاع سريع في عدد المصابين بالفيروس.
واتهم التقرير قطر بسوء معاملة العمال ووضعهم في بيئة غير لائقة تساعد في انتشار الفيروس.
وقالت، إن أكبر معسكر عمل للعمال المهاجرين في قطر بات بمثابة سجن افتراضي لهم، بعد وضعه في حالة إغلاق تام نتيجة لإصابة مئات عمال البناء بفيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19)، حيث تحرس الشرطة محيط منطقة ضخمة داخل المنطقة الصناعية، لا يمكن لأي شخص الدخول أو المغادرة، بحسب ما قال العمال الذين يعيشون في المنطقة، والذين عمل الكثير منهم في مشاريع البنية التحتية لكأس العالم 2022.
وتابع التقرير أن إغلاق مخيمات المهاجرين في قطر وضع الآلاف من العمال المحاصرين في ظروف مزرية ومزدحمة، حيث أغلقت الشرطة منطقة ضخمة من المنطقة الصناعية بالدوحة، وهو ما ترك هذه الأعداد الضخمة محاصرين في مخيمات مزدحمة ومكتظة بالسكان، حيث يمكن أن ينتشر الفيروس بسرعة أكبر ويصيب المزيد داخل المخيمات المعزولة، ويصف العمال جوًا من الخوف والريبة.
والمنطقة الصناعية هي مساحة شاسعة من المستودعات والمصانع وسكن العمال تقع على بعد نحو نصف ساعة من العاصمة القطرية، وهي موطن لمئات الآلاف من الرجال، ومعظمهم يعيشون في مهاجع ضيقة، وغالبًا ما تكون معبأة بثمانية أو عشرة رجال في الغرفة، مما يجعل من الصعب للغاية وقف انتقال الفيروس، كما أنه غالبًا ما تكون المطابخ والمراحيض مشتركة يشاركها عشرات الرجال، ما يجعل الأوضاع غير صحية بالمرة.
وقالت مصادر داخل المخيم لصحيفة الجارديان إن بعض العمال كانوا في إجازة دون أجر حتى إشعار آخر مع تغطية تكاليف الطعام والسكن فقط.

وقال أحد العمال من بنجلاديش: الوضع يزداد سوءًا كل يوم، العمال من المخيم 1 إلى المخيم 32 محاصرين، جميع من هناك يشعر بالذعر الشديد.
وقالت عاملة نيبالية تعيش داخل المنطقة تحت حظر، إنها ممنوعة من مغادرة المنطقة، متابعة: لا يُسمح لنا بالسير في مجموعات أو تناول الطعام في مقهى، أنا قلقة بشأن عائلتي في المنزل، لن يكون هناك من يعتني بهم إذا حدث لي أي شيء.
وقال عامل نيبالي آخر: الوضع متوتر للغاية هنا.
ويبدو أن الإغلاق قد تم تطبيقه بعد أن أعلنت الحكومة عن 238 حالة إصابة بالفيروس بين العمال الأجانب في 11 مارس، وتم تحديد 113 حالة أخرى خلال الأيام الخمسة التالية.
ومع ذلك، بينما أغلقت قطر جميع الأماكن العامة تقريبًا في مواجهة الوباء العالمي، قال بعض عمال البناء الذين لم تثبت إصابتهم بـ فيروس كورونا إنهم لا يزالون مجبرين على العمل. 
وقالت فاني ساراسواثي، الصحفية المتخصصة في حقوق المهاجرين، التي عاشت في قطر لمدة 17 عامًا: كيف يمكن للعمال حماية أنفسهم في حين أن معظم المخيمات لا تحتوي على مياه جارية ولا تحتوي على مطهرات يدوية؟ كيف يمكنك تطبيق المسافة الآمنة بين الأشخاص في مخيم يعيش فيه الآلاف من الرجال جنبًا إلى جنب؟
وأفادت الصحيفة البريطانية أن العمال الآخرين خشوا التحدث إليهم؛ خشية ترحيلهم بسبب التحدث إلى وسائل الإعلام.
وكانت حكومة قطر أكدت سابقًا أن معظم حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد تقع في المنطقة الصناعية، وسجلت 460 حالة، دون وفيات حتى الآن.