الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

غرفة الصالون السر في قتل صاحب شقة الخصوص.. الأهالي: مراته ذبحته ونزلت السوق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يتخيل «محمود»، الشاب الثلاثينى أن مطالبته لزوجته بالموافقة على بيع أثاث المنزل (الأنتريه)، ستكتب الفصل الأخير في حياته في واقعة مؤسفة دارت أحداثها على مرأى ومسمع من أطفاله الصغار، تاركا إياهم في مواجهة مصير مجهول، بينما ملابسات الجريمة لا تزال عالقة في أذهان سكان العقار، لتصبح كابوسًا يطاردهم بلا رحمة، بحسب جيران القتيل، فلم يشفع له العيش والملح، وتحمله للمتهمة لأكثر من ٨ سنوات، أفنى خلالها زهرة شبابه في العمل، لتوفير احتياجات عش الزوجية، فقد تناست الزوجة كل ذلك، وسلمت عقلها للشيطان في لحظة ضعف، وانهالت على الضحية بـ"سكين المطبخ»، مسددة له طعنة نافذة في منطقة الصدر ليلقى مصرعه في الحال.
"ساكن عندى من ٣ شهور»، بهذه الكلمات بدأ الحاج «نبيل»، صاحب العقار الذى شهد الجريمة يروى تفاصيل الواقعة، قائلا: محمود شغال فرد أمن في إحدى شركات الحراسات الخاصة، وقدم إلى منذ ثلاثة أشهر، طالبا منى استئجار شقة داخل العقار الذى أملكه، وهو ما حدث بالفعل، بعدما أخبرنى أنه متزوج ولديه ٣ أطفال أكبرهم «ولد» يبلغ من العمر ٦ سنوات، إلا أن الجيران أخبرونى منذ الأسبوع الأول له في العقار بكثرة خلافاته مع زوجته واعتدائه عليها بالضرب، وهو الأمر الذى لم أتوقعه وعندما تحدثت معه أخبرنى أنه سئم من تصرفات زوجته وتبوبيخها المستمر له بسبب الضائقة المالية التى يمر بها".
وأضاف: كانت حياة «محمود» تسير على وتيرة واحدة، يقضى معظم وقته بعمله، حتى يستطيع الإنفاق على بيته، لكن الدخل كان قليلا في يد الزوجة، مما كان يؤدى إلى التشاجر كل يوم داخل عش الزوجية، ومن هنا ساءت حياة الزوج، فلم تكن تقنع بدخل الضحية وترغب في شراء بعض الأشياء باهظة الثمن، ورغم كل الشكوى التى وصلت إلى من السكان لم أطلب منه مغادرة الشقة، رأفة بظروفه.
وتابع: مساء الخميس الماضى ورد لى اتصال من السكان أخبرونى بوقوع الجريمة، وعلى الفور توجهت نحو العقار الذى شهد الجريمة، وفور وصولى وجدت حالة من الفزع والرعب بين الأهالى بسبب اعتقادهم أنه يوجد حالة بفيروس «كورونا» داخل البيت، وبعد الاستعلام عن الواقعة أخبرنى أحد الجيران أن «أم محمد» قتلت زوجها بسبب رغبته في بيع أثاث المنزل (الأنتريه)، الأمر الذى قابلته الزوجة بالرفض، فتطورت إلى مشاجرة قامت خلالها الزوجة بالإمساك بسكين المطبخ وسددت له طعنة في منطقة الصدر، مستطردا: «المتهمة بعد تنفيذ الجريمة نزلت إلى السوق وتركت جثة الضحية في الشقة، ثم عادت إلى الشقة وظلت تصرخ لتخبر الجيران أنها عثرت على زوجها مقتولا".
قبل وصول عقارب الساعة للثامنة مساء الخميس الماضى، كان المقدم محمد شديد، رئيس مباحث قسم شرطة الخصوص، يجلس في مكتبه يتفقد دفتر النوبتجية، وينهى بعض الأعمال الإدارية اليومية قبل مغادرته القسم بعد يوم عمل شاق، للمرور على الكمائن والنقاط الأمنية بدائرة القسم، خلال فترة حظر التجوال التى فرضها مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، إلا أن السيناريو المُعد سلفا تبدد مع سماع صوت جهاز اللاسلكى أمامه، معلنا وقوع جريمة قتل والضحية شاب في مقتبل العمر، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، العميد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائى بالقليوبية.
في أقل من ١٠ دقائق وصل النقيبان محمد نصير ومحمود عليوة، معاونا مباحث قسم الخصوص، لمسرح الجريمة وبرفقتهما القوة المرافقة لهما، فور وصوله عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، وأطلع المقدم محمد شديد رئيس المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لشاب في العقد الثالث من العمر، يرتدى ملابسه كاملة، وبها جرح نافذ في منطقة الصدر، ليوجه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها.
رويدا رويدا بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأن الزوجة وراء ارتكاب الواقعة بسبب خلافاتهما المستمرة لشكهما في بعضهما البعض، ليتم ضبطها، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، وأنه كان دائم الشجار معها، بسبب شكه في سلوكها، ويوم الحادث تجددت الخلافات بينهما، وتشاجرا مع بعضهما البعض، فطعنته بسكين بصدره حتى وافته المنية.
تحرر محضر بالواقعة، وجرى التحفظ على جثة المتوفى تحت تصرف النيابة العامة، وتولت النيابة التحقيق.