الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

عمرو عبدالراضي.. صاحب القلب الأبيض

الزميل الراحل عمرو
الزميل الراحل عمرو عبد الراضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ويكفى أيها الراحل الجميل، أن القبح حينما كان يقترب منك يصبح جميلًا، عرفتك دومًا هكذا صاحب قلب أبيض لايكره ولا يحقد ولا يحمل غلًا، صاحب بسمة ولو كان القلب يحمل حزنًا، ودومًا كنت لا تسامح ولا تتسامح فقط، بل يمتلك قلبك القدرة على الغفران.. ودومًا ترحم ضعف الآخرين، وتدرك أن الآخرين وإن أخطأوا، فذلك لايعنى أنهم سيئون بل إنهم بشر. 
عمر عبدالراضي.. كان القلب الصافى الممتلئ حبًا صافيًا دافقًا للآخرين، هو ذلك الذى ينطق لسانه بالحق وتمتد يده دومًا بالخير للجميع، ومن كان دومًا يعرف أن الثقة بالنفس لا تعنى الغرور، وأن دموع العين لا تعنى أبدًا أننا ضعاف القلب، وحينما يرى دمعة من يحب يعمل جاهدًا على إزالتها.
عمر عبدالراضي.. هو ذاك الإنسان الجميل، الذى حينما كانت تتساقط القيم حوله، يحاول أن يظل إنسانًا، ويرتقى بنفسه ولو سقط الكل حوله، ومن كان يفتش في صدره عن مواطن الجمال في داخله ليهبها للآخرين، كان دومًا يرى الحق حقًا ولو ضلله الجميع، ويرى الليل ليلًا ولو خدعه الكل، ويرى الفضيلة فضيلة ولو زيفوا كل شيء،.
عمر عبدالراضي.. يبقى رغم رحيله بتسامحه وطيبته وبساطته وعفويته، بصمة في جدار الذاكرة من الصعب على عوامل الزمن أن تلغيها، أو متغيرات الظروف أن تحجبها، ومعه خلال فترة قصيرة عرفته بها، أدركت كما غيرى من زملاء وأصدقاء، أن الأكرم هو المتسامح، وأن الأجمل هو المتواضع، وأن الأغنى هو القانع، وأن الإنسان الجميل، هو من يجعل العالم مكانًا مناسبًا للحياة، ومعه يشعر الآخرون أن الحياة تجربة جميلة تستحق أن تُعاش.
أيها الراحل الجميل.. كنت لنا نحن زملاؤك وأصدقاؤك خلال رحلة حياة، كالضوء من الصعب احتكاره لكن نستظل بإشعاعه، ومرارا أشعرتنا بقيمة الأشياء، لأنه يشاركنا في تفاصيلها من يستحق، ومعك عرفت ياصديق أن الإنسان الجميل هو الجميل في تعامله وحديثه وتصرفاته، ببساطته الاسرة يقتحم أعماق كل من يقابله ويحظى من ثم باحترام الجميع، ويجبرهم بطريقته المذهبة للإصغاء إلى حديثه، لأنه يؤمن بمقولة: «كن بسيطًا تكن أجمل».. وحتى نلتقى وداعنا ياصاحبى على أمل اللقاء.