الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عمرو عبدالراضي.. قسوة الفقد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأبى طائر الموت الحزين إلا أن يزيد من أحزاننا التى تتراكم وتكاد تخنق الحياة حولنا.. لم أتصور يومًا أن يأتى زمنٌ أجدنى أنعى فيه ابنى الغالى عمرو عبدالراضى.. تعودنا أن ندردش معًا كل ليلة ونشكو همومنا لبعضنا ونتبادل الآراء في قضايا عديدة.. لا أدرى ماذا أكتب وقد انتابنى الذهول غير مصدق حتى الآن أننى لن أراك مرة أخرى ياعمرو؟
لماذا يا عمرو قررت الرحيل المفاجئ وقد كنت في منتهى التفاؤل وأنت تتحدث معى في الليلة السابقة؟ لماذا ياعمرو وما زالت أحلامك كبيرة والمشروعات في ذهنك بلا حدود؟
عاجز أنا عن تحمل الصدمة.. عمرو الذى جاءنى طالبًا ينهى مرحلته الجامعية ويتدفق حيوية ونشاطًا ويمتلىء حماسًا للعمل الصحفى، وانخرط في عجلة العمل من خلال جريدة «الأهالى».. يتعلم ويستفيد ويقترح العديد من الموضوعات التى تنم عن عقلية في منتهى الذكاء، وكم كنتَ رائعًا ياعمرو وأنت ترفع رأسى مع كل موضوع تقدمه للنشر.
اختار عمرو طريقه منحازًا لقضايا الفقراء والمعدمين ومحدودى الدخل، وشارك في عدة حملات صحفية تدافع عن حقوقهم، لعل أشهرها حملة قوانين الإسكان.
اهتم عمرو بالقراءة والتحصيل؛ ولذلك كان دائمًا محيطًا بكل ما يتصل بالموضوع الذى يتناوله، وحرص على البحث عن المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة ونجح في تكوين مصادر صحفية عديدة.. قدم عمرو العديد من التحقيقات الصحفية، وطلب ذات مرة أن يكون مندوبًا في البرلمان، واستطاع أن يثبت جدارته حتى أنه لفت نظر زملائه الصحفيين البرلمانيين آنذاك، وكانت له «خبطات» صحفية عديدة من داخل كواليس البرلمان وبعيدًا عن الجلسات العامة التى تميزت تغطيته لها أبضاً بحس سياسى واضح.
هكذا هو عمرو عبدالراضى الذى لم يتلون ولم يتغير، وحافظ على نقائه، وظل مدافعًا عن الحق صامدًا أمام العواصف شامخًا رغم كل المحن.
هكذا هو عمرو الخلوق الطيب الإنسان الصحفى الذى يتقن عمله ويدير العمل باحترافية لا مثيل لها.
هكذا هو عمرو الذى كان يوزع ابتساماته على الجميع ويمنحهم طاقة تفاؤل ومحبة، فإذا به يرحل ليتركنا نعانى الفقد وآلامه وأحزانه.
سلامٌ عليك ياحبيبى وعزائى لنفسى ولزوجتك الفاضلة عايدة زهران ولأودك ولكل أهلك وأصدقائك وزملائك وعارفى فضلك..
سلامٌ حتى يأذن الله باللقاء.