الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«كورونا».. أحدث ملفات الصراع بين واشنطن وطهران

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كورونا».. أحدث ملفات الصراع بين واشنطن وطهران
الولايات المتحدة تتهم إيران بالتسبب في انتشار الفيروس.. والأخيرة ترد: نتعرض لحرب بيولوجية
واشنطن تطالب بتنفيذ اتفاق الرياض في اليمن في مواجهة حلفاء طهران
«ترامب»: 12 شرطًا أهمها وقف دعم الجماعات المسلحة للعودة إلى «الاتفاق النووى»




تزايدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في المنطقة منذ فترة ليست بالقصيرة، ولكن كانت حادثة اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى في يناير الماضى، كانت بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، التى ظهرت على إثرها كثير من التداعيات السلبية لهذا الحدث، الأمر الذى تمثل في إصرار طهران على الانتقام لسليمانى والقيام بهجمات متتالية على المصالح الأمريكية في المنطقة ولاسيما في العراق معقل النفوذ الأمريكى في الشرق الأوسط.
كما يوجد عدد من القضايا الخلافية بين الطرفين التى تتمثل في الاتفاق النووى الذى خرجت منه الولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2018؛ حيث يعد أحد أبرز القضايا العالقة والتى يمكن القول إنها بمثابة الدافع لكل ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تصعيد خلال الفترة الحالية، وهو الأمر الذى أدى لوجود عدد من التصريحات المتراشقة بين وزيرى خارجية الدولتين على خلفية سوء الإدارة وانعدام الشفافية المرتبط بأزمة تفشى فيروس (كوفيد 19) المعروف بكورونا في إيران، ورفض واشنطن لرفع العقوبات عنها.


الاتفاق النووى.. بين الترغيب والترهيب
على الرغم من أن طهران مازالت ملتزمة بخطة العمل المشتركة الشاملة التى عقدتها مع دول (5+1) في عام 2015؛ إلا أن هناك حالة من التصعيد المتبادل بين طهران من جانب والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من جانب آخر، لاسيما بعد خروج هذه الأخيرة منه في عام 2018. وعليه، توالت الانتهاكات الإيرانية فيما بعد، الأمر الذى تمثل في تجاوز الحد الأدنى المنصوص عليه ضمن الاتفاق النووى لتخزين اليورانيوم المخصب، استئناف العمل داخل منشأة فوردو، فضلًا عن تشغيل أجهزة طرد مركزى متقدمة.
وعليه، حدثت موجة غير مسبوقة من التصعيد المتبادل بين الطرفين تمثلت في تقديم الولايات المتحدة الأمريكية لنحو 12 شرطًا لطهران إذا أرادت عقد اتفاق نووى جديد؛ تمثل أبرزها في التوقف عن دعم الميليشيات التابعة لها في المنطقة، الامتناع عن تهديد مصالح واشنطن وحلفائها، فضلًا عن تقديم تقرير مفصل للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أبعاد البرنامج النووى الحالى. يتوازى ذلك، مع اقتراح الدول الأوروبية استخدام آلية فض النزاع؛ حيث أعلنت الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق النووى (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا)، خلال بيان مشترك في 14 يناير2020 العمل على تفعيل الآلية التى ينص عليها الاتفاق النووى بهدف إلزام طهران بالعودة إلى احترام تعهداتها. وتتمثل أبرز التداعيات السلبية التى يمكن أن تنتج عن تفعيل هذه الآلية في إمكانية فرض عقوبات على طهران من جانب الأمم المتحدة.


التوتر في العراق واليمن.. مساندة الحلفاء والدفاع عن المصالح
قامت الولايات المتحدة الأمريكية في 12 مارس الجارى بشن هجمات انتقامية على مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة كتائب حزب التابعة لطهران في العراق، على خلفية قيام هذه الجماعة بهجوم صاروخى كبير على قاعدة التاجى الأمريكية بالعراق في اليوم السابق، الأمر الذى أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وعسكرى بريطاني. وتأتى هذه الهجمات على خلفية، حالة التصعيد المستمرة بين الطرفين الأمريكى والإيرانى في المنطقة، خاصًة بعد حادثة اغتيال سليمانى والتهديدات التى صرح بها المسئولون الإيرانيون في ذلك الوقت باستمرار الانتقام لسليمانى لسنوات عدة قادمة.
وردت الولايات المتحدة الأمريكية على التهديدات، مؤكدة أنها لن تتسامح مع أى هجمات على شعبها، مصالحها أو مصالح حلفائها، فضلًا عن رغبتها في الخروج من العراق، ويمكن الاستشهاد بحديث قائد المنطقة المركزية الجنرال كينيث ماكنزى في 14 مارس 2020، عندما قال في ذلك: «لن نترك العراق، إن الأكراد يريدوننا أن نبقى، والسنّة أيضًا ونصف الشيعة». الأمر الذى يمكن القول إنه يأتى في إطار الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التى ترغب واشنطن باتباعها في التعامل مع إيران في المنطقة، وهى فرض السيطرة من جانبها باعتبارها الطرف الأقوى.
أما فيما يتعلق باليمن، وفى إطار رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في دعم جهود حليفتها المملكة العربية السعودية، أعلنت واشنطن رغبتها في تنفيذ اتفاق الرياض الذى وقعته السلطات السعودية في 5 نوفمبر 2019 بين التحالف الدولى لدعم الشرعية والمجلس الانتقالى الذى تدعمه أبوظبي، على خلفية أحداث العنف الأخيرة المتصاعدة في الجوف وما يمكن أن يحدث في مدينة مأرب فيما بعد.
ويأتى ذلك، بعد إصدار مكتب حقوق الإنسان بصنعاء في 15 مارس الجاري، تقريره الحقوقى حول انتهاكات ميليشيا الحوثى فيما يتعلق بحقوق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، ورصد التقرير أكثر من 18 ألف جريمة ارتكبتها ميليشيا الحوثى في صنعاء خلال عام واحد، الأمر الذى شمل حالات قتل خارج القانون وإخفاء قسرى وتعذيب ونهب ممتلكات وغيرها. لذا، ترغب الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هذه الجهود الحد من نفوذ جماعة الحوثى التابعة لإيران في اليمن.


كورونا... سوء الإدارة وغياب الشفافية
تزايدت حدة التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد تفشى فيروس (كوفيد19)، الأمر الذى خلف عددًا كبيرًا من الإصابات والضحايا؛ حيث نددت واشنطن على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو بسوء إدارة السلطات الإيرانية للأزمة، فضلًا عن تأخرها في اتخاذ بعض التدابير الاحترازية التى من شأنها الحد من تفشى الفيروس. وهو الأمر الذى ردت عليه طهران بأنها تواجه حربًا بيولوجية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما علق عليه قائد الحرس الثورى الإيرانى حسين سلامى، قائلًا: «إننا نواجه اليوم حربا بيولوجية، إلا أن البلاد تقاوم، إن العدو مازال يؤكد على الضغوط الاقتصادية والحرب النفسية، ويستغل أى فرصة للتضييق على شعبنا، فالعدو بصدد استغلال التطورات الإقليمية لصالحه، ولكن بعد استشهاد الحاج قاسم تغيرت الظروف الإقليمية بشكل خارج عن تصور العدو، فمن أجل أن نتغلب على العدو علينا أن نصبح أقوياء، ومن أجل تجاوز هذه الظروف علينا أن نتغلب على الأعداء.
فعلى الرغم من رفض طهران العرض الذى قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لها بتقديم بعض المساعدات التى من شأنها مساعدتها على تخطى أزمة فيروس كورونا، ولكنها طالبت واشنطن في مرحلة لاحقة بتخفيف بعض العقوبات الاقتصادية، أو إزالة بعض منها وهو الأمر الذى تلقته إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرفض القاطع، وبررت واشنطن ذلك، بأنه لايمكن الوثوق بالنظام في توجيه أى أموال قد يحصل عليها من وراء تخفيف العقوبات إلى النشاط الإنساني. ولكن المؤكد أن النخبة ستقوم باستخدامها لصالح تمويل الجماعات التابعة لها في المنطقة. وهو الأمر الذى رد عليه الرئيس الإيرانى حسن روحانى، قائلًا: «أمريكا مسئولة عن جزء من البطالة وصعوبة الحياة وعدم الاستثمار في إيران، ومسئولة عن نقص بعض الأدوية في إيران.. أمريكا تتحمل مسئولية جرائمها في إيران وهى ترتكب أكبر الجرائم في المنطقة.. أمريكا تمنع عنا مياه النبع وتعرض علينا كأسا من الماء العكر.. لا نريد كأس الماء العكر الذى تعرضه أمريكا، كما أن إرهابها بات واضحًا للعالم، لذا، فإن إدعاءها بالرغبة في مساعدتنا بات إحدى الأكاذيب الكبرى في التاريخ».