الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تعرف على أبرز تحديات أفريقيا في مواجهة كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل حالة العجز التي تعانيها الدول الكبرى بكل ما تملك من مال وإمكانيات في مواجهة فيروس "كورونا" القاتل، تقف القارة السمراء مكتوفة الأيدي بأوضاع تجعل من المستحيل تقريبا السيطرة على المرض بمعطيات يطغي عليها الفقر وضعف الإمكانيات وماضي الصراعات الذي لا يزال يلقي بظلاله الدامية على المشهد.
فعلى الرغم من خبرة القارة الأفريقية في التعامل مع الأوبئة الخطيرة التي تفشت بها كالإيبولا والملاريا، إلا أن فيروس "كورونا" يظل الأقوي وسط تحذيرات من تأثيرات اقتصادية تفوق الحرب العالمية الثانية وفقا لبعض الخبراء.
وبلغ إجمالي الإصابات المؤكدة بالفيروس في الدول الأفريقية 2327 إصابة، إلى جانب 63 حالة وفاة، بحسب الإحصائيات الرسمية لدول القارة.
ويعتبر الوضع في أفريقيا أكثر خطورة من غيرها نظرا لاكتظاظها بالمناطق الفقيرة التي تعاني من عوامل معيشية بائسة فضلا عن الازدحام الذي يمنح الفيروس فرصة كبيرة للانتشار بسهولة، فضلا عن أن المستشفيات في أنحاء القارة مثقلة بالفعل بحالات الحصبة والملاريا وغيرهما من الأمراض المعدية.
كما لا يمكنا إغفال تأثير الصراعات التي تعاني منها القارة على مدى عقود طويلة ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف وتدمير البنية التحتية.
كما أن سلاح "العزل المنزلي" لن يجدي نفعا مع شعوب أفريقيا، حيث تعيش عائلات كبيرة في منزل واحد وقد تتشارك عدة عائلات في الحي في صنابير المياه والمراحيض، وتعيش على ما تكسبه من العمل اليومي.
كما لا يملك كثير من الناس في القارة السمراء رفاهية استخدام المياه النظيفة، ناهيك عن النقص في الموارد للتعامل مع تفشي الفيروس وعدم وجود ما يكفي من العمالة المدربة في قطاع الصحة.
وفي الوقت الذي تطالب فيه منظمة الصحة العالمية الناس بغسل اليدين، لا يستطيع الكثيرين في الدولة الفقيرة التي تقع شرقي أفريقيا ويبلغ عدد سكانها 12 مليونا، شراء الصابون، بل ليست لديهم مياه نظيفة جارية.
ويمكن أن نستشف خطورة الوضع في من خلال تصريح مدير حوادث التفشي في وزارة الصحة بجنوب السودان أنجوك جوردون كول الذي قال إنه "لا يوجد لدى الحكومة سوى 24 سريرا لعزل المرضى".
وجنوب أفريقيا أحدي المناطق التي وقعت فريسة للصراعات ودمرتها الحرب على مدى خمس سنوات كاملة.
وفي بوركينا فاسو، التي تواجه جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة، قالت وزارة الصحة في تقرير إن البلاد لا تملك الموارد للتعامل مع تفشي الفيروس.
وقال التقرير إنه لا توجد عند المعابر الحدودية مواقع لعزل الحالات المشتبه بإصابتها، ولا يوجد في الدولة الواقعة في غربي أفريقيا ما يكفي من العمالة المدربة في قطاع الصحة.
وأودت الإيبولا بحياة أكثر من 11 ألف شخص في غرب أفريقيا بين عامي 2013 و2016، معظمهم في غينيا وليبيريا وسيراليون، ودمر المرض مجتمعات لكنه قدم دروسا ثمينة.
ومن جهتها، سلطت صحيفة "بو إس إيه توداى" الأمريكية الضوء على ضعف البنية التحتية الصحية والأنظمة الصحية في أفريقيا، وأشارت إلى أن في مالى، هناك جهاز تنفس صناعى واحد لكل مليون شخص، وإجمالى عددهم 20، وفقا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والعدوى، والتى تخدم 31 من أصل 54 دولة في أفريقيا.
وتعتبر هذه الأجهزة حاسمة في المساعدة على منع فشل الجهاز التنفسى الذى ساهم في ارتفاع عدد وفيات كورونا إلى أكثر من 23 ألف.
وتمتلك كينيا، وهى دولة يزيد عدد سكانها عن 50 مليون نسمة، 550 سريرا من وحدات العناية المركزة، والعديد من دول جنوب الصحراء الكبرى لديها عدد قليل من العاملين وبعضهم ليس لديه عنابر عزل.