الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الإمام طنطاوي.. علم الأزهر

الدكتور محمد سيد
الدكتور محمد سيد طنطاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفي الأزهر خلال الشهر الجاري بمرور عقد كامل "عشرة أعوام" على تقلد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شياخة المؤسسة السنية الأولي بالعالم الإسلامي، وما حققته المشيخة من إنجازات، وفي الوقت نفسه تحل اليوم السابع والعشرين من مارس ذكرى تقلد الإمام الثالث والأربعين في تاريخ المشيخة الدكتور محمد سيد طنطاوي.

النشأة ورحلته في طلب العلم
ولد الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج، قبل أن يتلقى تعليمه وحفظ القرآن بمحافظة الإسكندرية، ثم حصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، عمل بعدها إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف عام 1960.
وعقب حصوله على درجة الدكتوراة في الحديث والتفسير عام 1966 تم تعيينه مدرسا في كلية أصول الدين عام 1968، ثم تدرج في عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين في أسيوط حتى انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات، وفى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسا لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، إلى جانب العمل الأكاديمى تولى الكثير من المناصب القيادية في المؤسسة السنية الأولى في العالم، كما عُين مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986 حتى تم تعيينه في 27 مارس 1996 شيخًا للأزهر حتى رحيله في عام مارس من عام 2010 عن عمر ناهز 82 عامًا.
وعن نشأته يقول "والدتي توفيت بعد ولادتي بأشهر قليلة، لم أرها، وتزوج والدي بسيدة فاضلة أنجبت ستة ذكور سواي، وهذه السيدة الفاضلة التي تزوج بها والدي رحمه الله بعد وفاة والدتي كانت رحمها الله تعاملني كما تعامل أبناءها تمامًا هذه المعاملة الكريمة من جانب تلك السيدة أثرت في نفسي تأثيرًا عميقًا".

الارتقاء الأول للمنبر
يروي الشيخ الراحل اللحظات الأولى من صعود المنبر قائلًا: "أذكر بأنى نظرًا لأن المرحلة الابتدائية والثانوية وهي 9 سنين قضيتهم في معهد الإسكندرية، وكنت أسكن في حي يسمى بحي الحضرة، وتصادف بأن إمام وخطيب المسجد الذي كنت أصلي به – وهو مسجد صغير– توفي، كنت في أول المرحلة الثانوية – أذكر بأني كنت في أولى ثانوي – فأهل المنطقة كلفوني بأن أتولى خطبة الجمعة، وأتولى – أيضًا- إمامة الناس في الصلوات، ووفيت بوعدي معهم، وكنت حريصًا على أن أؤدي صلاة الجماعة، وكنت حريصًا – أيضًا- على أن أؤدي صلاة الجمعة معهم".

الراحل مفتيًا
روي الإمام الأكبر رحلته حول الصعود إلى قمة دار الإفتاء في 28 أكتوبر 1986، قائلًا فوجئت باتصال من الشيخ جاد الحق - رحمه الله- يطلب حضوري، فلما حضرت أخبرني بخلو وظيفة وكيل الأزهر وأنه يريد ترشيحه لها، فاستبشرت وشكرته على ذلك، وبينما انتظر ما ستؤل إليه الأمور وبعد مرور أسبوع من الاتصال الأول، كان الاتصال الثاني الذي تبعه مفاجأة ألا وهي منصب الإفتاء"، مضيفًا: "والله أنا لا أعرف أين دار الإفتاء؟، فأنا خريج أصول دين وفي السلك الجامعي وجرت العادة أن المفتي الذي توفي من كلية الشريعة، والذى قبله من كلية الشريعة وهو من كلية الشريعة وكل المفتين منذ 70-80 سنة كلهم من كلية الشريعة ( تخصص )" وبعد مراجعة قال له الإمام إن الإفتاء "ليس تخصصي، أنا مدرس تفسير ولست مدرس فقه،والمفتي يكون من خريجي كلية الشريعة لأنه يجب أن يكون ملمًا بالأحوال الفقهية وأنا لم آخذ الفقه إلا في المرحلة الابتدائية والثانوية كلية أصول الدين تخصصها تفسير وحديث وفلسفة وعقيدة وتاريخ وهكذا "
وتابع: كل هذه التبريرات لم تغير شيئًا وانتهى الأمر إلى أنه الشيخ جاد الحق قال له: "سأعطيك 24 ساعة لتفكر". فقال له "طنطاوي": "يا مولانا بدل أن تعطيني 24 ساعة، اسمح لي من الآن. أنا أعتذر. لا أستطيع. أنا عميد لكلية ولا أشعر أنى كفؤ لهذه الوظيفة"، ومع كل ذلك طلب منه الحضور في الغد فذهب إليه فأطلعه على أنه عرض هذه الوظيفة على عدد من الأساتذة خريجي كلية الشريعة ولكنهم اعتذروا، وأضاف: "إن الإفتاء أمانة في رقبة العلماء وإن لم تقبل ربما تُلغى هذه الوظيفة لإشكالات معينة" أطلعه على جانب منها فما كان من الإمام - رحمه الله- إلا أن قال له "يا أستاذنا مادام الأمر كذلك وما دامت المسألة لخدمة الدين، أنا أستعين بالله وأقبل".
جائزة التسامح والحوار
أعادت جامعة سوهاج، العام قبل الماضي، جائزة "التسامح والحوار الديني"، باسم شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى، وذلك في الفترة من 1 أكتوبر إلى 31 ديسمبر من العام 2018، بعد انقطاع دام 6 سنوات، لتؤكد الجامعة من خلال رئيسها الحالي الدكتور أحمد عزيز، بأنها أقل ما يمكن تقديمه لأحد إعلام الأزهر ومحافظة سوهاج على وجه الخصوص.
مؤلفاته
يعد كتابه "الفقه الميسر" واحدًا من أعلام المؤلفات التي تركها الإمام الأكبر في المؤسسة الأزهرية حتى عام 2010، والذي صنف العديد من المؤلفات المشهود لها بالوسطية ونبذ التطرف والتشدد.
رحيله
تُوفي في اليوم العاشر من مارس الجاري لعام 2010، أثناء تواجده بالمملكة العربية السعودية، ليدفن على أرضها من خلال مقابر البقيع، وذلك بعد أربع سنوات قضاها على رأس المؤسسة السنية الأعلى في العالمين العربي والإسلامي.