الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بيتهوفن.. الأصم الذي أطرب العالم بموسيقاه

بيتهوفن
بيتهوفن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لودفيغ فان بيتهوفن، موسيقار ألماني، ويعتبر من أهم الموسيقيين العالميين على مدى التاريخ، ألف الكثير من السيمفونيات والمقطوعات الموسيقية الرائعة، ولاسيما السيمفونية التاسعة، وسوناتا القمر، ولد في مقاطعة بون سنة 1770، واشتهر نتيجة موسيقاه الرائعة، وخصوصًا مقاطع السوناتا والسيمفونيات والرباعيات وغيرها.
كانت حياته الشخصية بائسة، فقد عاش وحيدًا، وأصيب بالصمم في أواخر أيامه، ولكنه تمكن رغم ذلك من تأليف أهم أعماله الموسيقية في تلك الفترة، بما في ذلك السيمفونية التاسعة، وكان مغنيًا اشتهر بإدمانه على الكحول أكثر من اشتهاره بقدراته الغنائية، وكان جد بيتهوفن الموسيقار الأكثر شهرة ونجاحًا في بون، فشكل مصدر إلهامٍ كبير له.
نظم أول حفل موسيقي لبيتهوفن بتاريخ 26 مارس سنة 1778، ووصفه على غرار موزارت قائلًا إنه "الطفل المعجزة ذو الست سنوات" كان أداء بيتهوفن في الحفل جميلًا ولافتًا للنظر، لكن لم تسلط عليه الأضواء كثيرًا في ذلك اليوم، وكان بيتهوفن في أفضل الأحوال طالبًا متوسطًا، وقد افترض بعض كتاب السيرة الذاتية أنه كان يعاني ربما من عسر القراءة، وفي عمر العاشرة، ترك بيتهوفن مدرسته كي يتفرغ لدراسة الموسيقى مع كريستيان غوتلوب نيفي.
عندما بلغ عمره 12 سنة، نشر أول عمل موسيقي ألفه، وهو عبارة عن تنويعات موسيقية لأحد الألحان التي ألفها الموسيقي الكلاسيكي دريسلر، لكن بحلول عام 1784، تدهورت الحالة الصحية للأب نتيجة إدمانه على الكحول، ولم يعد قادرًا على الغناء وإعالة الأسرة، فطلب بيتهوفن تعيينه عازف أورغن في الأبرشية، وحظي طلبه بالموافقة رغم حداثة سنه، وهكذا تقاضى بيتهوفن راتبًا سنويًا مقدره 150 فلورينز.
عندما توفي الإمبراطور الروماني، جوزيف الثاني، عام 1790، نال بيتهوفن شرف تأليف معزوفة موسيقية تكريمًا له وتخليدًا لذكراه، ولكن لأسباب مجهولة، لم تعزف تلك المقطوعة أبدًأ، فافترض الكثيرون أن بيتهوفن غير كفؤ للمهمة الموكلة إليه، وبعد مرور أكثر من 100 عام، اكتشف المؤلف الموسيقي، يوهان براهمز، أن معزوفة بيتهوفن المسماة "كانتاتا" كانت عملًا جميلًا وراقيًا، وهي تعتبر الآن أقدم عملٍ موسيقي مميز لبيتهوفن.
ومن أبرز إنجازات بيتهوفن، عزم المغادرة إلى فيينا بعد اجتياح القوات الفرنسية الثورية مقاطعة كولونيا، وهناك دأب على دراسة الموسيقى بجهد وإخلاص مع كبار الموسيقيين أمثال هايدن، وأنطونيو ساليري ويوهان ألبريشتسبيرجر، فاكتسب شهرة واسعة لكونه عازف بيانو موهوبًا، ولاسيما أنه كان بارعًا جدًا في الارتجال وقد صادف بيتهوفن خلال تلك الفترة عددًا من الأشخاص الذين تبنوه وقدموا له السكن والأموال.
وفي 29 مارس عام 1795، كان ظهوره العلني الأول في إحدى الحفلات، حيث أدى وفقًا لبعض الباحثين والمؤرخين أول كونشيرتو بيانو له، وتلا الحفلة بفترةٍ وجيزة قيام بيتهوفن بنشر سلسلة " Opus 1" للبيانو، التي لاقت نجاحًا ماليًا كبيرًا.
في بداية شهر أبريل سنة 1800، عزفت السيمفونية الأولى لبيتهوفن في المسرح الملكي الإمبراطوري في فيينا، فلاقت ترحيبًا وإعجابًا كبيرين، وأضحى بيتهوفن بعدها من الموسيقيين البارزين في أوروبا، وتابع بيتهوفن بعدها تأليف القطع الموسيقية المختلفة، التي رسخت سمعته بوصفه موسيقيًا بارعًا.
وفي عام 1801، نشر "الرباعيات الوترية الستة" التي ضاهت في براعتها وجمالها مؤلفات موزارت وهايدن، ومن ثم ألف باليه "The Creatures of Prometheus"، التي تمتعت بشعبية جارفة، وبعدها ألف السيمفونية الثالثة التي تعتبر أعظم أعماله وأكثرها أصالة.
وفي ذات الوقت الذي كان فيه بيتهوفن يؤلف أعماله الموسيقية الخالدة والعظيمة، عاني من مشكلة صحية خطيرة حاول إخفاءها قدر الإمكان، إذ كان على وشك الإصابة بالصمم الكلي، وقد كشف بيتهوفن في رسالة بعثها إلى صديقه فرانز فيغلر سنة 1801 مدى تعاسته وحزنه بسبب حالته الصحية: "لا بد لي من الإقرار بأنني أعيش حياة بائسة للغاية، فقد امتنعت عن حضور المناسبات الاجتماعية على مدى العامين الماضيين، لأنه يستحيل عليّ إخبار الناس بأني أصمّ. لو كنت أعمل في مجال آخر، لواجهت عجزي عن السمع واحتملته، ولكنه عائق كبير في مجال الموسيقى".
تمكن بيتهوفن بأعجوبة من مواصلة تأليف الأعمال الموسيقية بين عامي 1803 و1812، وعرفت هذه الفترة باسم "الفترة البطولية"، ألف بيتهوفن خلالها 6 سيمفونيات، و5 رباعيات وترية، و6 سوناتات وترية، و7 سوناتات بيانو، و72 نشيدًا وأوبرا وحيدة هي "Fidelio"، ولعل أشهر تلك المعزوفات "Moonlight Sonata"، وسوناتا الكمان "Kreutzer".