الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مملكة داود وسليمان" كتاب يكشف زيف حق اليهود التاريخي بفلسطين

كتاب مملكة داوود
كتاب مملكة داوود وسليمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة الإصدارات الخاصة، كتاب" مملكة داود وسليمان العبرية.. أوهام لا نهاية لها" للكاتب والناقد أحمد عزت سليم، والكتاب الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والستين لإعلان قيام دولة إسرائيل في مايو 1948 يقع في 284 صفحة كبيرة القطع.
ويرى سليم أن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تنطلق من تصورات دينية لليهود عن "الأغيار" ومنهم العرب.. ولكنه يرفض تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع ديني، حيث يقول إن الرؤى الدينية تحدد الاستراتيجيات العسكرية لإسرائيل وفيها يختلط الأسطوري بالواقعي والماضي بالحاضر فيصير التاريخ لاهوتا، واللاهوت تاريخا انطلاقاً من اقتناع مؤسسي وقادة إسرائيل بأنهم ورثة مملكة داود وسليمان القديمة، ومع ذلك يؤكد الكاتب أن تحويل الصراع إلى صراع عقائدي يشكل خطورة كبرى تهدد كيان المجتمع العربي وتفضي إلى تغييب حقيقة الكيان الصهيوني العنصري ككيان استيطاني احتلالي ذي وظيفة قتالية وكقاعدة استعمارية استراتيجية للغرب".
ويستشهد على ذلك بتسجيل قول "تيودور هرتزل" أبرز القادة الصهاينة منذ المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897: إن اليهود عندما يعودون إلى وطنهم التاريخي (فلسطين التاريخية) سيفعلون ذلك بوصفهم ممثلين للحضارة الأوروبية".
ويقول المؤلف: إن التصورات الدينية تجعل من اليهود البشر الوحيدين محل القداسة وتجعلهم الشعب الأسمى والمختار وتجعل الدولة دولة أنبياء ومملكة كهنوت، ويصبح الوجود والبقاء اليهودي كغاية مرتبط بنفي الآخر ومحوه.
ويضيف أن "لاهوت العنصرية الإسرائيلية كطاقة مقدسة تؤثر بقوتها العلوية على ما هو غير مقدس وتصير مبرراً للامساواة والاستغلال والحروب... هذه العنصرية المدعمة دينياً تقف خلف السلوك اليهودي في مستوياته المختلفة وتمنح المبرر النفسي لسلوك الإسرائيليين تجاه غيرهم وفي مقدمتهم الفلسطينيون والعرب.
وينفي المؤلف بشكل قاطع فكرة النقاء العرقي لليهود مشدداً على تنوع المستويات الثقافية والعرقية للجماعات والأفراد اليهود الذين تتفاوت مستوياتهم العقلية والثقافية تبعاً للمجتمعات التي عاشوا فيها فلا يوجد في رأيه تشابه بين يهود إثيوبيا "الفلاشا" ويهود غرب أوروبا مثلاً.
ويورد سليم بعضا من أدبيات عنصرية تجاوزت القادة السياسيين إلى الأدباء والشعراء حتى قبل إعلان قيام إسرائيل ومنهم الشاعر الروسي شاؤول تشرنحوفسكي (1875-1943) الذي يقول في إحدى قصائده.. "نرضع من أنهار الدم رشفة رشفة-قطرة قطرة-نسكر من الحزن ونسكر من الآهات".
ويقول تشرنحوفسكي ، الذي يكتب بالعبرية، في قصيدة أخرى.. "وأجعل سيفي يشرب فخورا من دمهم-وستستحم خطواتي في دماء الصرعى-وتدوس قدماي على شعر رؤوسهم-سأقطع من يمين وأحصد من شمال-فقد اشتعل غضبي وصار جحيما-لقد ضايقني كثيرون... لن يبقى أحد بعد المذبحة-نعم سوف أفنيهم جميعا".
ويرى سليم أن "الصراع العربي-الصهيوني هو صراع يتعارض فيه الوجود العربي مع الوجود الصهيوني" غير أن الحلول التلفيقة-حسب تعبير الكاتب- والمعبرة عن ميل ميزان القوى لصالح إسرائيل تؤجل حسم الصراع حالياً.
ويرد الكاتب محللاً أكاذيب الصهيونية حول مملكة داود وسليمان العبرية ويكشف حقيقتها ويؤكد أنه لا وجود لهذه المملكة المزعومة فليس هناك تلك الوحدة التي تؤدى إلى وجود مثل هذا الكيان المزعوم، فـ " الجميع " فى هذه المملكة المزعومة انتهى إلي جماعات لا تتميز بأصل واحد أو بنية موحدة، وقد يكون أقرب تعبير حقيقي وموضوعي لتوصيفه هو مصطلح " الجمهور أو الجماهير" وهو ما اعترف به النص التوراتي . ـ وأن هذه الجماهير تحكمت فيها أقلية تستند إلى قوة عسكرية ، لها حرس كهنوتي وإلهى . وليس هناك أدل على المسكوت عنه فى النص (وهو فقدان الوحدة الأثنية) أكثر من توزيع الأماكن التي تم الاستيلاء عليها ، كلٌ على سبط بعينه وما يعبر عنه هذا التوزيع من سيادة الحالة البدائية القبائلية ، كما يكشف عن فقدان السمات الكلية المميزة المشتركة التي يمكن أن تشكل ما يسمى بـ"السكان" .هذا بدوره أدى إلى فقدان تأثير هذا " الجميع " على الشعوب الأخرى سواء كان هذا التأثير سياسياً أو ثقافياً أو دينياً.
وقد غلب الصراع والتناحر الديني على تاريخ هذا " الجميع " حتى ذُكر أن أيام حكم سليمان -حسب النص التوراتي- انتهت وهو يسعى وراء عشتروت إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين وبنى مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل تجاه أورشاليم و يالها من عبارة " تجاه أورشاليم " فهي تكشف عن : التناقض وتصدع العلاقات والتوافق مع أورشاليم المزعومة كرمز، والصراع معها وعمل ما هو مواز لقوتها . وعدم قداستها فقد بنى رجساً مقابلاً وموازياً لها وكذلك فعل لجميع النساء الغريبات اللاتي تزوجهن - ومعنى الغريبات هنا أي اللواتي من غير بني اسرائيل- وكن يوقدن ويذبحن لآلهتهن في المعابد التي أنشأها سليمان خصيصاً لزوجاته الوثنيات، وبناء على ذلك تبددت كل مزاعم وجود المملكة ومقوماتها من الأساس .
والكاتب أحمد عزت سليم (58 عاما) هو ناقد وروائي وباحث له روايتان هما "المقامات" و"الطوراة" ودراسات منها "ضد هدم التاريخ وموت الكتابة" و"قراءة المعاني في بحر التحولات.. دراسة في الأدب الشعبي".