تحل اليوم الخميس ذكرى سقوط مدينة قرطبة من العام 1091 ميلادية، بيد دولة المرابطين، حيث اجتاز الأمير يوسف بن تاشفين إلى الأندلس من بلاد المغرب ونجح في إخضاع ملوك الطوائف والقضاء عليهم، وأنزلهم جميعا عن عروشهم واعتبرهم مسئولين أمام الله وأمام المؤمنين عن التفرقة التي حدثت في هذا العصر، وذلك وفق ما ينقله الكاتب محمد بن عبد السلام بن عبود في كتابه تاريخ المغرب.
وقد أوضح بن أبي زرع - مؤرخ مات في القرن الثامن الهجري_ أن المرابطين ينتمون إلى قبيلة لمتونة وهي فخد من صنهاجة التي تنقسم إلى سبعين قبيلة، منهم لمتونة وكدالة ومسوفة ولمطة وتكالاته ومنداسة وغيرها.
وذكر أن بلادهم تقع بين بلاد البربر وبلاد السودان كما يذكر عنهم قوله "ومنهم قوم لا يعرفون حرثا ولا زرعا ولا ثمارا وإنما أموالهم الأنعام وعيشهم اللحم واللبن يقيم أحدهم عمره لا يأكل خبزا إلا أن يمر ببلادهم التجار فيتحفونهم بالخبز والدقيق وكثيرهم على السنة والجماعة يجاهدون السودان".
وقد امتد ملك الدولة المرابطية على عهد أمير المسلمين يوسف بن تاشفين إلى مدينة إفرنجة من قاصية شرق الأندلس إلى مدينة لشبونة على البحر المحيط من غرب الأندلس، وملك بعدوة المغرب من جزائر بني مزغنة إلى طنجة إلى آخر السوس الأقصى إلى جبال الذهب من بلاد المسلمين.
ودام وجود الملثمين أي المرابطين في الأندلس أحلافا ثم حكاما ستين سنة، وذلك وفق ما ينقله الباحث في التاريخ الدكتور عادل يحيي عبد المنعم في كتابه "النقد الاجتماعي عند المؤرخين والكتاب الأندلسيين من القرن الثالت للقرن التاسع الهجري".
