الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أبو منصور الحلاج.. بوح الأسرار

الحسين بن منصور الحلاج
الحسين بن منصور الحلاج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لما حضر الحلاج للقتل تقدم وهو يضحك فقيل له: يا سيدى ما هذه الحال. قال: دلال الجمال، الجالب إليه أهل الوصال"، هكذا يختتم على بن أنجب الساعى المؤرخ كتابه «أخبار الحلاج» وهو موقف عجيب نقله عن رجل يسمى الحلواني.
ويتابع ابن الساعي تأريخه للحظات الأخيرة من حياة الحلاج الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الخميس: قال بعضهم: «رأيت حسين الحلاج وقد سمع قارئًا يقرأ فأخذه وجد فرأيته يرقص ورجلاه مرفوعتان عن الأرض فإذا هو يقول: «من أطلعوه على سر فباح به/لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا/وعاقبوه على ما كان من زللٍ/وأبدلوه مكان الأنس إيحاشا».
يعتبر الحسين بن منصور الحلاج «٢٤٤-٣٠٩ هـ» من أشهر وأغرب متصوفة العالم الإسلامى، فكانت حياته مليئة بالوقائع الغريبة، بالإضافة لامتلاكه لغة ملغزة وتكاد تكون سرية، تحتاج فك طلاسمها.
ومن أخباره: «عن أبى يعقوب النهرجورى قال: دخل الحلاج مكة أول دخله، وجلس في صحن المسجد سنةً لم يبرح من موضعه إلاّ للطهارة والطواف، ولم يحترز من الشمس ولا من المطر، وكان يُحمل إليه في كل عشية كوز ماء وقرص من أقراص مكة، وكان عند الصباح يُرى القرص على رأس الكوز، وقد عض منه ثلاث عضات أو أربعًا فيحمل من عنده».
ونقل ابن الساعى نصًا يناقض ما تم نقله عن الحلاج من التصريح بوحدة الوجود، وفكرة الاتحاد بين الإله والإنسان، حيث تتضمن الفقرة التالية توضيحًا كبيرًا ورفضًا لهذه الفكرة. يقول ابن الساعي: « قال الحلاج: من ظن أن الإلهية تمتزج بالبشرية أو البشرية بالإلهية فقد كفر، فإن الله تعالى تفرد بذاته وصفاته عن ذوات الخلق وصفاتهم، فلا يشبههم بوجه من الوجوه، ولا يشبهونه بشيء من الأشياء، وكيف يتصور الشبه بين القديم والمحدث، ومن زعم أن البارى في كل مكان أو على مكان أو متصل بمكان أو يتصور على الضمير أو يتخايل في الأوهام أو يدخل تحت الصفة والنعت فقد أشرك».
ومن غرائبه: «رأيت الحلاج في سوق القطيعة قائمًا على باب المسجد وهو يقول: يا أيها الناس، إذا استولى الحق على قلبٍ أخلاه عن غيره، وإذا لازم أحدًا أفناه عمن سواه، وإذا أحب عبدًا حثّ عباده بالعداوة عليه، حتى يتقرب العبد مقبلًا عليه. فكيف لى ولم أجد من الله شمّةً، ولا قربًا منه لمحةً، وقد ظلّ الناس يعادوننى. ثم بكى حتى أخذ أهل السوق بالبكاء. فلما بكوا عاد ضاحكًا وكاد يقهقه، ثم أخذ في الصياح صيحات متواليات مزعجات».