السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الصين تقود العالم.. العمل والتعليم عن بعد عصب الحياة المقبلة.. الفيروس القاتل يضع نهاية عصر العولمة وبكين تطيح بواشنطن من مراكز القيادة.. شيوع الخوف يجتاح الحدود المغلقة.. وترامب مشغول بالفيروس الصيني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الصين تقود العالم.. والعمل والتعليم عن بعد عصب الحياة المقبلة.. الفيروس القاتل يضع نهاية عصر العولمة وبكين تطيح بواشنطن من مراكز القيادة وشيوع الخوف يجتاح الحدود المغلقة وترامب مشغول بـ«الفيروس الصينى» فورين أفيرز: «كوفيد ــــ ١٩» أبرز التناقض الكبير بين تعامل بكين وواشنطن


حرب عالمية تشنها الطبيعة الغاضبة على الإنسان المستهتر، دفعته إلى المكوث ببيته مجبرًا، ودعت الحكومات إلى فرض الحظر على الذين يحاولون عناد «الفيروس»، الذى لا يفرق بين فقير وغني، فتحصن الجمع بـ«الكمامات الطبية» لمواجهة عدو خفي.

منذ أعلنت الصين عن اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» وتكاثرت وتضاعفت الإصابات والوفيات وتصدرت الصين ترتيب الدول المصابة بوباء كورونا، وانتقلت فيما بعد «الكورونا» بفعل «العولمة» و«القرية الصغيرة» إلى «القارة العجوز» أوروبا؛ لتسجل حتى الآن أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا إلى جانب بؤر أخرى في مختلف أنحاء العالم، مثل إيران وكوريا الجنوبية في قارة آسيا.

ولكن بعد ذلك خفت لهيب «كوفيد- 19» في الصين وشُفى كثيرون من الفيروس القاتل واتجهت بكين إلى مساعدة العالم؛ لتلعب دور رجل الإطفاء بعدما كاد الحريق يقضى عليها.

إلا أن ثمة تغيرات سيراها العالم تسبب فيها فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، الذى هدد عرش العولمة والاقتصاد المتشابك والحدود المفتوحة، وحلت مكانها «عولمة الخوف»، الذى اجتاح الحدود المغلقة، وسافر لكل البلدان رغم إلغاء رحلات الطيران، وتجسد على الوجوه التى اكتست بالكمامات الطبية ورفعت الأكف بالدعاء لرفع البلاء والوباء من الأرض، مكسوة بالقفازات.

 

ولكن ماذا عن اليوم التالى للخلاص من هذا كابوس فيروس كورونا؟ هل سيعود العالم إلى ما قبل الحادى والثلاثين من ديسمبر ٢٠١٩؟ أم سيتغير النظام الدولى وفق معطيات الأشهر الماضية، التى شهدت تغيرات جذرية في تعاطى الحكومات والشعوب مع أكبر أزمة تواجهها في القرن الحادى والعشرين؟


العولمة

أجمع عدد كبير من الخبراء والباحثين والسياسيين على أن فيروس كورونا سيضع نهاية لعصر العولمة، وتحدث الكاتبان كورت كامبل، مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ، خلال الفترة «٢٠٠٩-٢٠١٣»، وروش دوشى مدير المبادرة الإستراتيجية حول الصين في معهد بروكنجز، عن تلك التغيرات في المقالة التى حظيت باهتمام كبير، والمنشورة في موقع «فورين أفيرز» الأمريكى في ١٨ مارس ٢٠٢٠ حول أثر فيروس كورونا المستجد «كوفيد-١٩» على العولمة وأن الكورونا ستكون بمثابة المسمار الأخير في نعشها.

ويقول الكاتبان: «إن الاعتماد المتبادل بين الدول هو أمر خلقته العولمة التى تمخض عنها ظهور شبكة متشابكة من الإنتاج ربطت الاقتصاد العالمى ببعضه، حيث يمكن الآن تصنيع مكونات منتج معين في عشرات الدول».

وأضافا أنه «تبعا لذلك خلقت العولمة سوقا دولية مزدهرة، وسميت ثروة الأمم بثروة العالم، حيث استفادت الشركات من تقسيم العمل المعولم، وأنتج التخصص كفاءة أكبر، مما أدى بدوره إلى النمو».

ويأتى حديث الصحيفة الأمريكية على خلاف رؤية الباحث النيوزيلندى الدكتور ورويك موراي، في كتابه الصادر عام ٢٠١٣ والمعنون بـ«جغرافيا العولمة.. قراءة في تحديات العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية» عن الجغرافيا التى اندثرت وتلاشت كإحدى ضحايا العولمة، يقول الكاتب «إننا نعيش في عالم لم يحلم به عدد من أجدادنا وعادة ما نسمع مقولة أنه عالم صغير جدًا ويرتبط كثير من هذا بثورة القرن العشرين في تكنولوجيا النقل والاتصالات التى استولت على الخيال الشعبي.. إننا نعيش- لو صدقنا المقارنة المبالغ فيها- في «قرية عالمية» والمصطلح الأكثر شيوعا للإحالة على هذا التقلص الواضح هو العولمة»، إلا أن الفيروس القاتل أصبح بمثابة «الترياق» الذى أعاد الجغرافيا والحدود للحياة مجددًا.

وبدت الإجراءات التى اتخذتها الدول انقلابا على العولمة وفق «فورين أفيرز»: «حيث شرعت دول العالم في إغلاق الحدود وتعليق رحلات الطيران، وحظر تصدير المواد الطبية، ما أكد هشاشة نظام العولمة، بعدما فشلت الدول المنتجة للمواد الطبية من تلبية حاجة العالم إنما لجأت إلى الاحتفاظ بما لديها لتتفجر أزمة عالمية».

ويستحضر مقال «فورين أفيرز» من جديد أزمة السويس ١٩٥٦ التى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر بريطانيا، حيث تأرجحت المملكة المتحدة من عليائها بعدما كانت قوة عظمى، ويرى الكاتبان أن الولايات المتحدة حاليا في نفس موقف بريطاينا إبان العدوان الثلاثى على مصر التى اشتركت في بريطانيا مع فرنسا وإسرائيل في الحادى والثلاثين من أكتوبر عام ١٩٥٦.

ويتساءل المقال «هل سيكون لوباء كورونا تداعيات على الهيمنة الأمريكية مماثلة تلك التى تلت العدوان الثلاثى بالنسبة للإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية ؟».

ويؤكد الكاتبان على أن «سنة ١٩٥٦، أماط تدخل فاشل في السويس اللثام عن تراجع كبير في قدرات بريطانيا وشكل نهاية دورها كقوة دولية أساسية، واليوم على صناع القرار في الولايات المتحدة أن يعترفوا بأن بلادهم إذا لم تستطع أن تكون على مستوى التحدي، فإن وباء كورونا سيمثل بالنسبة إليها لحظة (سويس) أخرى».

وكان الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل قد سرد أثر أزمة السويس على بريطانيا وفرنسا في كتابه «قصة السويس.. آخر الحروب في عصر العمالقة»، قائلًا: «لقد أدت معركة السويس إلى تغييرات عنيفة في مواقع القوة في النظام الدولي، وتحولت بريطانيا- كما كانت خشية إيدن أثناء المعركة- من دولة كبرى إلى دولة متوسطة، وسقطت الجمهورية الفرنسية الرابعة، وجاء ديجول بالجمهورية الخامسة، وأدركت أوروبا كلها أن عصر الكيانات الصغيرة والمبعثرة لم يعد يكفل المن والرخاء، وهكذا تطور مجتمع الفحم والصلب إلى سوق أوروبية مشتركة، ما لبثت أن وجدت لنفسها غطاء سياسيا بفكرة الوحدة الأوروبية».


الصين تتسلم قيادة العالم

ويبدو أن التغير الأكبر بعد «وفاة العولمة» هو ترنح الولايات المتحدة، خاصة بعد التخبط الذى أظهرته إدارة الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع أزمة كورونا على عكس الثبات والثقة الكبيرة التى ظهرت بها الصين أمام العالم ما يؤهلها لتسلم القيادة حاليًا، وإزاحة الولايات المتحدة من عرش الزعامة العالمية، حيث أبرزت مجلة «فورين بوليسي» الرسالة التى وجهتها الصين إلى أعضاء الأمم المتحدة، ومن بينهم الولايات المتحدة عن تمكنها من احتواء فيروس كورونا، وهو الأمر الذى فسرته المجلة الأمريكية على أنه محاولة من الصين لتكريس نفسها قائدة للعالم في مواجهة الخطر الأكبر الذى يواجه البشرية.

ولم تكتف الصين بالتصدى لكورونا، إنما اتجهت إلى مساعدة المناطق التى تفشى فيها الوباء، وأعلنت تقديم مساعدة إلى ٨٢ دولة حول العالم، ليتبين التناقض الكبير بين تعامل بكين وواشنطن، في تلك الأزمة. تقول «فورين أبوليسي»: «في الوقت الذى ينصب فيه تركيز الصين على التعاون الدولى بشكل رئيسى ينصب تركيز البيت الأبيض على استخدام الأزمة لإلقاء اللوم على بكين»، وتجسد ذلك في تغريدة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في ١٧ مارس الجارى هاجم خلالها الصين وقال فيها: «ستدعم الولايات المتحدة بقوة الصناعات، مثل الخطوط الجوية وغيرها، التى تتأثر بشكل خاص بالفيروس الصيني» في إشارة إلى تورط الصين في صناعة ونشر الفيروس القاتل.

وفى ٢١ مارس خاطب الرئيس الصينى شى جين بينغ، عددا من رؤساء وملوك العالم، عارضا مساعدته عليهم للتغلب على فيروس كورونا المستجد، من بينهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذلك الملك الإسبانى فيليب السادس، وقال الرئيس الصينى لنظيره الصربى ألكسندر فوشيتش في رسالة تعاطف إن «الصين سوف تقدم المساعدة لصربيا في المعدات الواقية والمواد الطبية وترسل مجموعة من الخبراء الطبيين لمساعدتها في احتواء مرض فيروس كورونا الجديد «كوفيد-١٩».


مستقبل الاتحاد الأوروبى

أما عن مستقبل الاتحاد الأوروبي، يقول «كامبل» و«دوشي» إن «الاتحاد الأوروبى الذى هو من المفترض أن تكون له سوق واحدة اتجه فيه عدد من الدول إلى حظر تصدير «الكمامات» ومن بينها ألمانيا وفرنسا، وهو الأمر الذى دعا مسئولى الاتحاد الأوروبى إلى القول بأن هذه الإجراءات تقوض التضامن بين دول التكتل وانتهاج نهج مشترك لمكافحة كورونا».

وتواصل «فورين أفيرز» في رصد ارتدادات أزمة كورونا على أوروبا قائلة: «طلبت إيطاليا من نظرائها في الاتحاد الأوروبى مساعدتها في توفير احتياجاتها الطبية، إلا أن نقص تلك الإمدادات أجبر الأطباء على اتخاذ قرارات مفجعة بشأن المرضى الذين يجب أن ينقذوا، والذين يجب أن يموتوا» لتكشف تلك الإجراءات الأحادية من جانب كل دولة في الاتحاد الأوروبى إلى ازدياد أعداد المصابين والقتلى في إيطاليا.

وليس خافيًا على أحد تصريحات الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيش الذى قال: «إن التضامن العالمى أمر غير موجود والتضامن الأوروبى غير موجود، لقد كان قصة خيالية على الورق»، قبل أن يخاطب الصين، واصفا إياها بـ«الطرف الوحيد القادر على مساعدتنا في هذا الوضع الصعب».


الدول القومية

وبعدما أصبحت العولمة شهيدة الكورونا، مثل ذلك التحول دفعا ودعما للقادة الشعبويين والقوميين، وفق رؤية الكاتب طارق الشامى التى أوردها في مقاله بموقع «إندبندنت عربية» تحت عنوان «هل سيصبح كورونا المسمار الأخير في نعش العولمة؟»، وقال فيه إنه «ليس هناك شك في أن أزمة هذا الوباء، ستصب في صالح أنصار السياسات القومية الوطنية، الذين يرغبون في الإسراع بفرض ضوابط لحماية الصناعات الوطنية وتقليص معدلات الهجرة الخارجية باعتبار الأجانب خطرًا».

ويضيف الشامى في مقاله، المنشور بمنتصف مارس الجارى، إنه «وفى الوقت الذى تحدث قادة دوليون بعبارات لطيفة حول الحاجة إلى التعاون الدولى لمواجهة الفيروس، إلا أن أفعالهم كانت تسير في اتجاه آخر، وفرضت الحكومات الليبرالية قيودًا أكثر شدة وحزمًا على حركة السفر والتجارة من تلك التى فرضها ترامب في ذروة صراعه التجارى مع الصين».

وذهب كذلك الكاتب مايكل نايتس إلى الأمر نفسه، حيث أكد في مقاله موقع «معهد واشنطن» أنه «في مستقبل حافلٍ بالأوبئة العالمية، قد تصبح الدول القومية أكثر قوة، لأنها تحدد بوضوح مَن الذى يمكن أن يدخلها ومَن يجب أن يخرج منها بناءً على جنسيته، ولأن حدودها مضبوطة جيدًا. ولكن الدول لن تزداد شرعية إلا إذا أثبتت فاعليتها عند خضوعها للاختبار، إذا كان ذلك من الأوبئة أو من التهديدات الأخرى».


العمل عن بعد

تأكيد الخبراء والباحثين على أن فيروس كورونا سيصبح حدا فاصلا بين ما قبله وما بعده، بشأن الأنظمة السياسية والاقتصادية، ولكن ماذا عن الإنسان؟ الذى فقد عمله وطُلب منه المكوث ببيته أو أُرغم على ذلك للنجاة من فيروس كورونا.. هل سيتغير الإنسان بعد اندثار ذلك الوباء؟.

فيما يتعلق بذلك الأمر، تحدث موقع «ستاندر ميديا» البريطانى عن التغيرات التى ينتظر أن تطرأ على الأشخاص حوال العالم، وأهمها العمل عن بعد.. وكذلك التعليم عن بعد والتجارة الإلكترونية في تقرير له نشر منتصف مارس قائلا: «إن المتاجر الإلكترونية ستكون المستفيد الأكبر في عصر ما بعد فيروس كورونا، وسيصبح التعليم عن بعد والعمل عن بعد هما عصب الحياة».

وفيما يتصل بالمعاملات اليومية بين الأفراد تحدث «ستاندر ميديا» عن عادة السلام بالأيدى قائلا: «سيصبح السلام باليد عادة قديمة غير مستحبة، وتطغى لغة الإشارة لتترسخ العزلة بين الناس في الأماكن العامة والحافلات».

وهو الأمر الذى أكدته صحيفة «فورين بوليسى» الأمريكية في تقرير لها قائلة: «إن عصر ما بعد كورونا سيشهد تضاؤل نمو قطاع الطيران والسفر بعدما اتجه العالم، خلال الشهور القليلة الماضية، إما لإلغاء المؤتمرات أو عقدها عن طريق الفيديو مستعيضًا بذلك عن سفر الأشخاص والوفود للقاء في مكان واحد».

وتقول الصحيفة الأمريكية في المقالة المنشورة في منتصف مارس ٢٠٢٠: «ظل أنصار التكنولوجيا يجادلون بأن تطبيقات عقد المؤتمرات والاجتماعات والمناقشات عبر الفيديو ستلغى الحاجة إلى معظم رحلات السفر الخاصة بالعمل، كما ستسمح لكثيرين من الموظفين والإداريين بالعمل من المنزل».

وعددت «فورين بوليسي» فوائد ذلك الأمر، قائلة: «إن البدائل التكنولوجية تؤدى المهمة، وتفيد الحياة الأسرية وتقلل التكاليف، ومن جانب آخر ينخفض تأثر المناخ بالانبعاثات الناتجة عن الطائرات».


حصار إسرائيل

إلى جانب التصورات المستقبلية للعالم ما بعد كورونا، أحدث الخطر الداهم تغيرات في الوقت الحالي، لم تكن تخطر ببال أكثر المتفائلين بعد تقارب عدة أطراف معادية لبعضها البعض لهزيمة «كوفيد- ١٩».

فخلال أكثر من سبعين عامًا اعتاد العالم على مصطلح فلسطين المحتلة بعدما اغتصب اليهود الأرض التاريخية لفلسطين، إلا أن فيروس كورونا فعل ما فشلت فيه الحرب والدبلوماسية على السواء، وذاق طباح السُم مرارة صنيعه، فأصبحت «إسرائيل محتلة» بعد الإجراءات التى اتبعتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وعقد الكاتب الإسرائيلى جدعون ليفي، مقارنة بين الأيام القليلة الماضية التى عاشها الشعب الإسرائيلي، بالمأساة التى يراها الشعب الفلسطينى خلال أكثر من سبعين عاما، مؤكدا أن العذاب الذى يشعر به الفلسطينيون سينتقل إلى الإسرائيليين بعد الإجراءات التى اتخذتها سلطات الاحتلال للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن «تل أبيب ستبدو مثل جنين، وكل إسرائيل ستصبح محاصرة مثل قطاع غزة، وكذلك الإجراءات التى اتبعهتا الحكومة ستنقل إحساس العذاب اليومى الذى يراه الشعب الفلسطينى إلى شعب إسرائيل».

وفيما يتعلق بالاقتصاد أشار «ليفي» في مقاله المنشور بصحيفة «ها آرتس» العبرية، مارس الجارى إلى أن «الاقتصاد الإسرائيلى سيلحق بنظيره الفلسطيني، في حال فقد ١٠٠ ألف شخص وظائفهم، حيث يشعر هؤلاء حاليا بأنه لا مستقبل لهم أو أولادهم وكل شيء ذهب هباء، إلا أن تلك الأمور بديهية تحت نير الاحتلال».

ويبدو أن فيروس كورونا لن يكتفى فقط بإذاقة الاحتلال مرارة تعسفه ضد الفلسطينيين، وإنما قرب بين الجانبين لمواجهة العدو الخفي، حيث أعلن الرئيس الإسرائيلى ريفلين أنه اتصل بالرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن في ١٨ مارس ٢٠٢٠.

وقال ريفلين على حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه «تحدث مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وقال له إن قدرتنا على العمل والتعاون أثناء الأزمة هى شهادة على قدرتنا على العمل معًا أيضا في المستقبل لصالحنا جميعًا».


مساعدات إماراتية لإيران

وفى الوقت الذى تدعم فيه إيران جماعة الحوثى الإرهابية في اليمن ضد التحالف العربى لدعم الشرعية، سارعت الإمارات في تقديم مساعدات إلى طهران لمواجهة وباء فيروس كورونا الذى ضرب الجمهورية الإسلامية، وكانت الإمارت هى أول دولة في العالم تهب لمساعدة إيران، أوائل مارس الجاري، بإرسال طائرة عسكرية تحمل ٨ أطنان من معدات الفحص المتعلق بفيروس كورونا لإجراء الفحوصات لـ١٠٠ ألف شخص، بالإضافة إلى المعدات الضرورية أرسلت من قبل منظمة الصحة العالمية إلى إيران عبر طائرة عسكرية أقلعت من دبي.

ووجه مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، الشكر لولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدعم الذى قدمته الإمارات لإيران.

وكذلك قدمت الكويت ١٠ ملايين دولار كمساعدات عاجلة لإيران لمواجهة فيروس كورونا.

أما عن منطقة الشرق الأوسط، في عصر ما بعد فيروس كورونا، فيستشرف الكاتب مايكل نايتس في مقاله بموقع «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، المنشور في ٢٦ فبراير ٢٠٢٠ مستقبل المنطقة والعولمة ٢٠٢٠ قائلا: «عند التفكير بمنطقة الشرق الأوسط، أستطيع تصور بعض الأمور التى قد لا تتأثر، فسوف تستمر السلع في التدفق طالما كانت هناك حاجة إلى الهيدروكربونات، لأنه من الممكن تشغيل قطاع النفط والغاز مع عدد أقل من الأشخاص المحميين بشكل جيد، ولا تشكل صادرات الطاقة أى خطر للإصابة بالعدوى تقريبا».