الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خالد هاشم الباحث العراقي في العلاقات الدولية يتحدث لـ«البوابة نيوز».. العالم لن ينظر إلى الولايات المتحدة كقائد دولي بعد «كوفيد ١٩».. شكل الاتحاد الأوروبي سيتغير بانتهاء الأزمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث العراقى في مجال العلاقات الدولية الدكتور خالد هاشم، إن الكوارث الكبيرة التي تركها فيروس كورونا ستترك أثرها البالغ على شكل النظام العالمى الذى تتزعمه الولايات المتحدة، فلن يشهد ذلك النظام استمرار زعامة الولايات المتحدة له، ولن ينظر العالم إلى واشنطن بعد الآن كقائد دولى، نظرا لسلوك الإدارة الأمريكية الذى يقوم على تغليب المصالح الذاتية الضيقة وافتقار تلك الإدارة الفادح للكفاءة، وهذا لمسناه أيضا ما قبل كورونا من خلال إدارة ترامب التى تدعو إلى تعزيز مصالح الولايات المتحدة على حساب مصالح العالم وفق مبدأ (أمريكا أولا)، وبالتالي فإن واشنطن قد فشلت في اختبار القيادة وأن العالم قد بات أسوأ حالا نتيجة لذلك الفشل.
وأضاف «هاشم» في حواره مع «البوابة نيوز»، أن فيروس كورونا سيساهم ويعجل بنهاية العولمة الاقتصادية، وثم مؤشرات ساهمت حتى قبل تفشى كورونا بذلك التعجيل، من ضمنها القلق الأمريكى من تنامى القوة الاقتصادية والعسكرية للصين، والذى أدى إلى إجماع سياسى على فصل الصين عن التكنولوجيا العالية التي تمتلكها الولايات المتحدة، ومحاولة حمل حلفاء أمريكا على أن يحذو حذوها.
كما أجبر فيروس كورونا الحكومات والشركات والمجتمعات أيضا على تعزيز قدرتها على التعامل مع فترات طويلة من العزلة الاقتصادية الذاتية، ومن المستبعد في ظل كل ما سبق أن يعود العالم إلى فكرة العولمة ذات المنفعة المتبادلة التي طبعت أوائل القرن الحادى والعشرين.
من جانب آخر، فإن هذا الوباء لن يسهم في تغيير السياسة العالمية السائدة التي يطبعها الصراع، فكثير من الأوبئة التي مرت على البشرية من قبل لم تضع حدًا للتنافس بين القوى العظمى ولم تكن نقطة بداية لحقبة جديدة من التعاون العالمى، وبالتالي فالصراع على المصالح والقوى سيستمر، وهذا نصر للمدرسة الواقعية في العلاقات الدولية ومقولاتها حول الدولة والقوة، والنتيجة النهائية هى أننا سنشهد عالم أقل انفتاحا وأقل ازدهارا وحرية نظرا لتضافر عوامل عدة، من ضمنها الفيروس القاتل والتخطيط غير المناسب والقيادات التي تفتقر للكفاءة مما يضع البشرية على مسار مثير للقلق.
وفيما يخص مستقبل الاتحاد الأوروبى، قال «هاشم»، إنه سيترك أثرا بالغا على مستقبل الاتحاد الأوروبي وتعاون دولة، وأظهرت تلك الأزمة التي انتشرت بشكل كبير في دول القارة الأوروبية، ضعفًا في مبدأ «التضامن» الذى يشكل أساس الاتحاد الأوروبى، كما أظهرت مؤسسات الاتحاد عدم فعالية، في حل هذه الأزمة الخطيرة، مرجحة المنافع القومية على مصالح الاتحاد. 
وتجلى ذلك في قيام دول الاتحاد الأوروبى بالتحرك منفردة دون تنسيق فيما بينها، فضلا عن إغلاق حدودها، وبدء إجراءات التفتيش وتطبيق سياسات العزل، مما يشير إلى أن الروح التي جمعت دول الاتحاد والقائمة على التضامن في الصعيد الأول، قد انتهت في عموم دول الاتحاد، وكانت إيطاليا التي تعد أكثر دولة تضررت من وباء كورونا، إحدى أعضاء الاتحاد الأوروبى الذين عبروا عن انزعاجهم وعدم رضاهم بسبب عدم التضامن معها.
والمحصلة النهائية، هى أن كورونا ساهم في تقوية الدولة وتعزيز الوطنية، والأكيد هو أن شكل الاتحاد لن يكون هو نفسه ما بعد كورونا.
وعلى الصعيد الإقليمى، حول دور إيران المستقبلى في المنطقة، قال الباحث في العلاقات الدولية، قال إن إيران أصبحت مركزًا إقليميًا لتفشي فيروس كورونا، وهذا بدوره ترك أثارًا خطيرة على إيران وسياستها الخارجية، فمن جهة ساهم تفشى وباء كورونا في غلق الحدود أمام إيران من قبل دول المحيط مما زاد من عزلة إيران الخارجية التى هى أصلا تعانى منها قبل تفشى الوباء بفعل العقوبات الأمريكية.
من جانب آخر، وبفعل العقوبات الاقتصادية، فإن إيران ليست مدمجة عالميًا من الناحية التجارية كما ترغب أن تكون، فقد اعتمدت إيران على روابط التجارة والسفر واحتفظت بها لمساعدتها في التغلب على الضغوط الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية.
وتابع: إن النمو الاقتصادى الإيرانى بطىء بالفعل، كما أن دول الإقليم وكلها أخذت بالفعل تقلص مؤقتًا أو تمنع السفر إلى إيران أو تغلق حدودها، فإن ذلك سيكون له تأثير مباشر على إيرادات القطاع غير النفطى الإيرانى، وفي الواقع فإن أى تقييد للعلاقات التجارية، وخاصة مع الصين، سيكون له تأثير أكبر على إيران من تأثيره على شركائها التجاريين، وذلك بالنظر إلى اعتماد إيران على عدد محدود من الروابط التجارية بسبب العقوبات.
وختم: من غير الواضح ما الذى سيحدث للميليشيات الإيرانية و«الحرس الثورى»، والوكلاء المرتبطين بإيران الذين يسافرون إلى النزاعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، من سوريا إلى اليمن وحتى أفغانستان، ويرافقهم مقاتلو «حزب الله»؟ لقد وضع فيروس «كورونا» السلطات الإيرانية في وضع محرج تماما أمام شعبها وأمام حلفائها في المنطقة.