الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تقارير مزيفة لإخوان أستراليا تغذى اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا.. والجماعة تستغل الفئات الضعيفة خاصة النساء والأطفال وتبتز حكومة سيدنى بدعوى الاضطهاد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أينما حلت جماعة الإخوان المسلمين، تروج لعدد من الأكاذيب لتحصد بعض المزايا تستطيع من خلالها التسلل للمجتمعات والدول التى تستغل علمانيتها وديمقراطيتها لنشر أفكارها المسمومة، ولا يختلف الأمر كثيرًا فى أستراليا حيث تروج مواقع الإخوان المسلمين وصفحاتها على السوشيال ميديا بأن الجاليات المسلمة فى أستراليا تواجه اضطهادًا عنصريًا متزايدًا منذ اعتداءات ١١ سبتمبر على الولايات المتحدة.
وجاء فى تقرير يبثه الإخوان بين الأسر، والأعضاء المنضمين لهم والمترددين على مساجدهم يعرض المسائل المتصلة بالأجناس الأسترالية المختلفة ويقول إنَّ عمليات الاضطهاد مستمرة للمسلمين هناك.
ويلعب الإخوان على الفئات الضعيفة خاصة النساء والأطفال حتى يسهل ضمهم سوا فى جمعيات الإخوان أو فى الحضانات التابعة لهم حيث وهم حمايتهم.
ويقول الإخوان إن البحث الذى أجرته وجَد أن انتشار الآراء المغلوطة حول الدين قد قاد إلى العنف والتهكم ضدَّ المسلمين، بما فى ذلك تعرُّض بعضهم لجلوس آخرين على أجسامهم وتعرّض النساء لإزاحة الحجاب عنهنَّ بالقوة.
وطالب الإخوان السلطات الأسترالية باعتبارهم ذا نفوذ عند المسلمين بتوزيع كتيّب بعنوان (واجِه الحقائق) لمعالجة مشاعر عدم التسامح، ومخاطبة بعض المعتقدات الخاطئة السائدة بشأن المهاجرين واللاجئين والسكان الأصليين لأستراليا. وعند معرفة تاريخ دخول الإسلام إلى أستراليا يكتشف كذب الإخوان وادعاتهم حيث وصل الإسلام على يد مجموعة من مسلمى الأفغان منذ ما يقرب من ١٥٠ سنة أو أكثر، وأقاموا فى وسط أستراليا وهذه الأجيال الأولى المهاجرة تلاشت تمامًا وأعقبها الجيل الثانى والثالث، والجيل المسلم الذى يعيش فى أستراليا الآن يُعتبر الجيل الرابع، إذا اعتبرنا الجيل عمره ٥٠ عامًا.. فالجيل الأول اندثر ولا يحمل معه سوى الذكريات، وإذا ذهبت إلى زيارة لمدينة (ألس برنك) هذه المدينة من مدن وسط أستراليا لوجدتها مثل بلاد العرب أو تحديدًا مثل جزيرة العرب فمناخها شبه مناخ الجزيرة العربية إذ يبلغ شهور الصيف فيها ١٠ شهور، والشتاء شهران فقط، ودرجة الحرارة تتجاوز الخمسين درجة، وسكن الأفغان هذه المناطق بل أكثر من ذلك سموا منطقة بها مكة؛ لأن بها جبالا وسهولا تشبه جبال وسهول مكة، ولما وقف مؤذن معهم وأذن وجد كثيرين منهم ينحدرون إليهم، ويسألون ما هذا النشيد أو الأغنية التى تغنونها فقلنا هذا إعلان وقت الصلاة.. فيقول أحدهم كنت أسمعه من أبى ويقول آخر كنت أسمعه من جدى وإذا سألت أحدهم عن اسمه سمعت عجبًا أن اسمه «جون» أو «استيف» ثم اسمه ينتهى بـ«سراج الدين» أو «عبدالله» أو «محمد» فهؤلاء كان آباؤهم وأجدادهم مسلمين، ولعدم وجود مقومات البقاء اندثر الإسلام والمسلمين هناك.
إلى أن تمَّت الهجرات الجديدة التى بدأت فى القرن التاسع عشر من نحو ١٨٣٠م وإلى الآن، وكانت أكثر هذه الهجرات من لبنان ثم العراق ومصر واليمن ومعظم البلاد العربية. وبعيدا عن أكاذيب الإخوان فإن التحديات التى تواجه المسلمين فى أستراليا هى نفس التحديات التى تواجه جميع المهاجرين وتتلخص أساسًا فى البطالة والفقر، فهناك أشخاص معدودون فى أستراليا يمتلكون معظم الثروات الوطنية، أى معظم وسائل الإعلام والشركات الكبرى والمصارف وشركات التأمين.
وأكثر من ذلك؛ تقتطع الحكومة الضريبة عن مرتبات محدودى الدخل قبل أن يتسلموا رواتبهم بنسبة ٨٠٪ فأصحاب الدخل المحدود وهو بالفعل محدود جدًا يدفعون ضرائب أكثر بكثير من رجال الأعمال من أصحاب الدخل المفتوح.
والعقبة الحقيقية تمثلها جماعة الإخوان التى بنشرها للأكاذيب ومظاهر الانطواء والنفور من المجتمع تساعد فى تأجيج اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا.