تشهد الساحة المصرية في الوقت الراهن، تحديا كبيرا، عقب الإعلان رسميا عن وصول فيروس كورونا إلى اراضيها، الإعلان الذي تبعه اتخاذ الحكومة حزمة من القرارات الصارمة مجابهة لذلك الفيروس الذي ضرب معظم دول العالم.
وسط تلك القرارات وتزامنا مع أرقام تسجلها الصحة المصرية يوميا عن مصابي الفيروس، وإجراءات حاسمة تتخذها الحكومة لمنع تفشيه في البلاد، لم تغفل القيادة السياسية والحكومة المصرية ملفا بات هاما وشائكا ومتطور بشكل يومي وهو ملف سد النهضة.
ترصد "البوابة نيوز" آخر مستجدات الملف "سد النهضة" خلال الأيام القليلة الماضية، التي شهدت فيها الساحة المصرية زخما كبيرا من الأحداث.
مستجدات عدة عقبت إعلان تعثر مفاوضات واشنطن فبراير الماضي، وهي كالآتي:
- تجري مصر في الفترة الحالية تحركات دبلوماسية واسعة لكسب موقف دولي داعم، عقب إعلانها انتهاج إثيوبيا سياسة التهرب.
- تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، شهد تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات ملف السد في ضوء ما انتهت إليه المفاوضات في واشنطن من اتفاق وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى، أعرب الرئيس الكيني خلاله عن دعمه للموقف الإيجابي المصري خلال المفاوضات والذي يأتي من منطلق حسن النية والإرادة السياسية المصرية الصادقة، بحد وصفه.
- التقى السفير أسامة عبدالخالق، سفير مصر بإثيوبيا، برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فقيه محمد، ليطلعه على الموقف الحالي لمفاوضات السد المتوقفة.
- سلم وزير الخارجية سامح شكري، رسالة خطية من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بخصوص تطورات الملف.
- وزير الموارد المائية المصري محمد عبد العاطي، قال واصفا موقف إثيوبيا، عبر تصريحات صحفية: "لا يريدون الالتزام بأي شيء، ولا مانع من ضررهم أي دولة"، مشككا في نوايا الجانب الإثيوبي تجاه القضية.
- أقرت جامعة الدول العربية في ختام الدورة الـ153 لمجلس الجامعة العربية، رفض أي مساس بالحقوق التاريخية لمصر، كذلك رفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها إثيوبيا، وتأكيدات على ضرورة التزام إثيوبيا بمبادئ القانون الدولي"، كما حثت الجامعة الدول العربية على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإقناع إثيوبيا بالتوقيع على مشروع الاتفاق الذي أعدته الولايات المتحدة خلال اخر جلسة مفاوضات شهدها الملف في العاصمة الأمريكية واشنطن.
- في خطاب لجامعة الدول العربية، الصومال تعلن استعدادها للعب دور الوساطة لحل الخلاف بين الجانبين المصري والإثيوبي بشأن سد النهضة.
- كشفت إثيوبيا أنها تعد تصورا لحل النزاع مع مصر، سيتم إرساله إلى القاهرة والخرطوم قريبا.
- الجالية المصرية في نيويورك نظمت تظاهرة أمام البيت الأبيض، لحث الإدارة الأمريكية على بذل المزيد من الجهود لدعم مفاوضات سد النهضة وحماية حقوق مصر المائية.
- وفد من المهنيين والأكاديميين المصريين في الولايات المتحدة قدم تقييما شاملا لتأثيرات سد النهضة الإثيوبي على مصر في رسالة مفتوحة إلى المجتمع الدولي، أكدوا عبره أن الحقيقة الأكثر بروزا وراء السياسة المائية لمصر، هي أن مناخ مصر شديد الجفاف (95% منها صحراء)، وتستمد 97% من مياهها من نهر النيل وليس لديها أي مصادر أخرى للمياه.
- الهيئة الوطنية اليمنية الأمريكية أعلنت رفضها المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل أو الإضرار بمصالحهما، وتضامنها المطلق مع الشعب المصري.
- وزير الخارجية الإثيوبى، جيدو أندارجاشيو، صرح عبر مقابلات مع تليفزيون الصين الدولى ووكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، إن إثيوبيا تعد حاليا حلها الخاص لحل النزاعات حول السد وسيتم تقديمه قريبا إلى مصر والسودان، ونفى أن يكون لدى بلاده نية للانفراد باستخدام المياه وحدها.
- أجل البرلمان الإثيوبى جلسة كانت مقررة هذا الأسبوع للجنة العلاقات الخارجية، كان سيحضرها وزير الخارجية ووزير الرى في إثيوبيا، لإطلاع البرلمان على آخر تطورات قضية سد النهضة، وذكر موقع "ذا ريبورتر إثيوبيا" أن التأجيل تم بسبب مخاوف من فيروس كورونا، وأن الاجتماع كان مقررا للجنة الدائمة للعلاقات الخارجية وشئون السلام بمشاركة وزير الخارجية ووزير المياه والرى والفريق المشارك في مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان، ونقل الموقع عن تسفاى دابا، رئيس اللجنة، قوله إن "الهدف من الاجتماع كان الاستماع من الوزراء والمفاوضين إلى الوضع الحالى والقضايا العالقة فيما يتعلق بالبيانات الأخيرة للحكومة الأمريكية وكذلك الضغط الدبلوماسى المستمر ضد إثيوبيا، بحسب ما نشر.
- تسعى إثيوبيا للدفع بدور للاتحاد الأفريقي في نزاعها مع مصر.
- في محاولة لإنعاش مقترح سابق لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بإدخال جنوب أفريقيا، التي تترأس الاتحاد الأفريقي، للتوسط بين بلاده ومصر للوصول إلى حل بشأن النزاع، طالب خبراء أمن إثيوبيون الاتحاد الأفريقي بالوفاء بمسؤولياته ودعم التوصل إلى حل في المفاوضات.
- ميريسا ديسو، منسقة تدريب في معهد الدراسات الأمنية "iss" قالت:"لدى الاتحاد الأفريقي أدوات مثل منع النزاعات، وإدارة النزاعات، وحل ما بعد الصراع يمكن تطبيقها على النزاعات بشأن قضايا مثل نهر النيل"، مشيرة إلى أزمة سد النهضة.
