الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

هدايا وزارة الثقافة فى زمن الكورونا.. مطالعة المحتوى الإبداعي مجانا عبر الإنترنت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى ظل الظروف المحيطة بالدولة لتوخى الحذر تجاه فيروس «كورونا» المستجد، فقد تقرر تعليق كل الأنشطة والفعاليات لدى قطاعات الدولة، إلى جانب التزام كل المواطنين منازلهم لحين الانتهاء من هذه الأزمة لمواجهة هذا الوباء الذى يواجه العالم أجمع، وأطلقت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، مبادرة جديدة مجانية بعنوان «الثقافة بين إيديك»، وذلك لبث المواد الثقافية والفنية التى تمثل كنوز أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر والمتواجدة بمكتبات وأرشيف قطاعات الوزارة على قنواتها باليوتيوب، وحسابات السوشيال ميديا الخاصة بها.
قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، إن مباردة «الثقافة بين إيديك» تأتى كأحد الحلول البديلة لتقديم ألوان الإبداع الجاد للجمهور فى ظل تعليق الأنشطة الفكرية والفنية، نظرا للظروف الطارئة التى تمر بها البلاد وتمثل إهداء لأبناء الوطن ودعوة للالتزام بالإجراءات الوقائية التى اتخذتها الدولة حفاظا على الصحة العامة جراء تداعيات كورونا.
وأضافت عبدالدايم، أن هذه الخدمة تهدف إلى تيسير الحصول على جرعة فكرية وفنية ومعرفية من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، كما تتيح للعالم الاطلاع على المحتوى الإبداعى المصرى ومتابعة الحراك الثقافى فى المجتمع من خلال شبكة الإنترنت وتمثل أحد خطوات التحول الرقمى الذى تسعى الوزارة لتنفيذه، جار وضع اللمسات النهائية لبرنامج البث المقرر انطلاقه الأسبوع المقبل. وأكدت عبدالدايم، أن مكتبات الوزارة تضم مجموعة ضخمة ونادرة من الأنشطة والفعاليات التى تشكل جزءا هاما من ملامح الهوية وتم انتقاء مواد منها لعرضها إلكترونيا، ومنها أعمال نادرة تعرض لأول مرة وتبرز خلالها الصورة الرائدة للقوى الناعمة المصرية وتتنوع بين عروض مسرحية منها: «سلم نفسك»، «قهوة سادة»، «أين أشباحى»، بالإضافة إلى نخبة من أهم أعمال البيت الفنى للمسرح لكبار النجوم، حفلات من مهرجانات الموسيقى العربية بمختلف دوراته السابقة من بينها حفلة الموسيقار عمر خيرت، فرقة لى بتى شاه، وباليهات «الليلة الكبيرة»، «كسارة البندق»، «زوربا»، «كارمن»، «بحيرة البجع»، وحفلات مركز تنمية المواهب، إلى جانب كوكبة من الأفلام القصيرة والوثائقية، والكثير من عناوين الكتب وإصدارات مختلف قطاعات الوزارة.

«كسارة البندق»

واحدة من أبرز العروض النادرة التى قدمتها فرقة الباليه الروسية على خشبة مسرح مارينسكى بمدينة سانت بطرسبورج فى الثانى عشر من ديسمبر عام ١٨٩٢، فى احتفالات أعياد الميلاد المجيد، والعام الجديد، بسبب أجوائها الساحرة وأحداثه الشيقة.
يصور العرض قدرة الحب على تحويل المصائر وتغييرها، والتأثير على مجرى الأحداث فى الحياة بشكل عام، معتمدا على عناصر إبهار فنية متنوعة، بالإضافة إلى بعض الخدع البصرية التى تم توظيفها لتتناسب مع أحداث العرض، فقد اقتبس موضوع الباليه، الذى يدور من خلال فصلين وثلاثة مشاهد، عن قصة للكاتب الألمانى إرنست تيودور أماديوس هوفمان، وهى بعنوان «كسارة البندق وملك الفئران» وقام بإعداد الباليه الروائى الفرنسى أليكساندر دوما الابن، وصمم رقصاته ليف إيفانوف، خلفًا للمصمم الشهير ماريوس بتيبا، والذى أقعده المرض بعد أن كان قد قطع شوطًا بعيدا فى تصميم الرقصات.
تدور أحداث الفصل الأول فى بيت «كلارا»، حيث يشاهد الرئيس وزوجته فى مأدبة أقامها بمناسبة عيد الميلاد «الكريسماس» وهما يستقبلان مدعويهما الكثيرين، وعندما يصل الضيوف ويجتمع شملهم يبدءون فى الرقص، فهناك رقصات للكبار، وأخرى للصغار، ويحضر أحد الضيوف ويدعى «دروسلماير» أربع لعب تتحرك آليا، فيقدمها هدايا ويعطى «كلارا» ابنة صاحب الدار، لعبة كسارة البندق التى يشتهيها شقيقها «فرانز»، ويتمنى الحصول عليها ويشب نزاع بسبب هذه اللعبة بين الأخوين فينتزع فرانز اللعبة من يد أخته، ويلقيها على الأريكة، وتدور رقصة أخيرة يختتم بها الحفل، وينصرف الضيوف ويأوى الأطفال إلى مخادعهم.
«كلارا» لا تستطيع النوم لانشغال فكرها بلعبتها كسارة البندق، وعندما ينتصف الليل تنهض للوصول إليها، ولكنها تفاجأ بأن الحياة قد دبت فى الدمى والعساكر التى تشن حربا ضروسا تحت قيادة كسارة البندق، ضد رهط من الفئران المعتدين بقيادة ملكهم، وتقاتل كلارا إلى جانب كسارة البندق وتساعدها على الانتصار، وعندها تتحول كسارة البندق إلى فتى وسيم يدعو كلارا للذهاب معه إلى مملكة الحلوى، ويشاهدان وهما يمران خلال عاصفة ثلجية فى طريقهما إلى بلاد الحلوى.
يصل الفتى والفتاة فى الفصل الثانى من أحداث الرواية فى زورق صغير وتستقبلهما حورية الملبس وتابعاتها، ويقمن لهما حفلا تكريمًا لهما، ويتيح هذا الحفل الفرصة لعرض سلسلة من الرقصات المتميزة، وقرب نهاية الباليه يتضح أن كل ما شاهدته «كلارا» لم يكن سوى حلم رأته أثناء نومها.

«قهوة سادة»

العرض الذى واصل مخرجه وأبطاله بروفات وتحضير له أكثر من ٨ شهور حتى شاهد النور فى ٢٠٠٩، وقد حقق نجاحا مبهرا طوال ليالى عرضه منذ افتتاحه وكان بمثابة نقطة انطلاقه لفنانين شباب أصبحوا نجوما فى الوسط الفنى والإعلامى، سواء فى السينما والدراما وغيرها. تناول العرض مناقشة العديد من القضايا التى تمس حياتنا الآن منها: «انهيار اللغة العربية»، «الخلجنة»، «العنوسة وتأخر سن الزواج»، «معركة بلا نهاية»، «القبح»، «الوساطة فى الفن»، «صلة الرحم»، «الغلاء»، «الجهل»، «الفتاوي»، «الهجرة غير شرعية»، وهو نتاج الدفعة الثانية من ستوديو المواهب لمركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا المصرية، إنتاج قطاع صندوق التنمية الثقافية، من إخراج مدير المركز خالد جلال، والذى أعلن فيه هؤلاء الأبطال عن صرخة ضاحكة على كل ما فقده المجتمع من قيم وسلوكيات.

«أين أشباحي؟»

هو عرض للمخرج خالد جلال ومن تصميم وتدريب استعراضات محمد مصطفى‮ ‬وضياء شفيق؛ ويبدأ العرض بثلاثة من حراس الأمن‮ ‬يتسلمون عملهم فى‮ ‬أحد القصور القديمة ويقابلون صاحب القصر المريب فيطلب منهم‮ ‬ألا‮ ‬يصدقوا كلام الناس عن الأشباح الموجودة ويحكي‮ ‬لهم عن جدته نازلي‮ ‬التي‮ ‬احترقت فى‮ ‬أحد الاحتفالات التي‮ ‬كانت تقام فأدت إلى‮ ‬احتراق المعازيم وكل فرد‮ ‬كان فى‮ ‬الاحتفال؛ ويوزع صاحب القصر حراس الأمن الجدد على ‮ ‬أماكن‮ ‬يكون كل منهم مسئولا عن مكانه ليقابلوا الأشباح التي‮ ‬تظهر مرارا فى‮ ‬القصر لتكملة احتفالهم الذي‮ ‬حرموا من تكملته من قبل.
وتشكلت الموسيقي‮ ‬العامة للعرض بفواصل موسيقية تدعو للغرابة والخوف وأيضا بأعداد لمجموعة من المقطوعات الموسيقية العالمية المختلفة من مقطوعات كلاسيك وراب وجاز وأغان هندية وأغان لمايكل جاكسون والأغاني‮ ‬الشعبية المصرية واستخدام تنويعات صوتية.

«باليه زوربا»

صمم رقصاته لوركا ماسين ووضع موسيقاه ميكس ثيودوراكيس، وأخرجه فى الأوبرا المصرية عبدالمنعم كامل
تدور أحداثه فى فصلين داخل إحدى قرى اليونان، وتحكى عن الرحالة اليونانى الذى يعشق الحياة وتعشقه النساء، وخلال إحدى رحلاته تجمعه بـ«أورتانس» قصة حب، لكنها لا تكتمل بسبب موتها المفاجئ مما يترك بداخله حزنًا كبير، لكن صديقه جون الذى فشل أيضًا فى الحصول على قلب محبوبته مارينا يدعوه للتمسك بالحياة على موسيقى ورقصة الحياة المشهورة باسم زوربا».

«الليلة الكبيرة»

«قبة سيدنا الولى دول نوّروها.. ما أحلى البيارق والناس بيزروها.. قبة سيدنا الولي.. فى الجو عالية.. ما أحلى البيارق لما نوروها» بهذه الكلمات بدأ الشاعر صلاح جاهين ملحمة «الليلة الكبيرة»، التى لحنها سيد مكاوي، وقدمتها فرقة مسرح القاهرة للعرائس، وأخرجها رائد مسرح العرائس الكبير صلاح السقا.
وتعد رائعته من أشهر ما قدمه مسرح العرائس فى مصر والعالم العربي، والأوبريت الأكثر شعبية وجماهيرية فى تاريخ مسرح العرائس.
أخرج رائد فن تحريك العرائس فى مصر صلاح السقا، هذا الأوبريت، الذى شهد تعاونا بين عدد من الفنانين ليخرج بصورته التى بدا عليها، حيث صمم العرائس الدكتور ناجى شاكر، والديكور مصطفى كامل، كما أخرجها للتليفزيون محمود بيومي، وقد نفذت الوحدة الثامنة ألوان بالتليفزيون المصرى فى مطلع الثمانينيات تصوير هذا العمل، وقدم للمرة الأولى فى ١ مايو ١٩٦١، حتى أصبح يشكل جزءا كبيرا من وجدان الشعب المصري، ويعد جزءا من التراث الفنى المصرى الأصيل.
«الليلة الكبيرة» بانوراما للمولد الشعبى تقدم بطريقة مميزة ومبتكرة، ويعد هذا العمل الأهم الذى جمع بين الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين والموسيقار الكبير الراحل سيد مكاوي، إلى جانب بصمة المخرج الراحل صلاح السقا، فكان هذا الأوبريت فكرة مبتكرة وغير مألوفة، تحول فى صورة غنائية من استعراض للعرائس، وهكذا يختتم الأوبريت بغناء المجموعة قائلين: «دى الليلة الكبيرة يا عمى والعالم كتيرة.. ماليين الشوادر يابا من الريف والبنادر»، ليعقبها الآذان.