الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التكاتف في زمن الكورونا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
_ لا صوت يعلو الآن فوق صوت فيرس كورونا، ذلك الوباء اللعين الذى ظهر أول مرة في الصين في مدينة ووهان في ديسمبر 2019 وسط الصين وأُطلق عليه «Ncov-2019» حيث صنفته بعد ذلك منظمة الصحة العالمية بجائحة وتعنى بذلك انتشار وباء معين في منطقة شاسعة المساحة كدولة معينة أو عدة دول أو قارة، لكن الأمر الآن تعدى كل ذلك وأصبح عالميًا، لم يكتف فيرس الكورونا بأن يكون محليًا بل اجتاح العالم كله بلا هوادة أو رحمة ينتقل من فرد إلى جماعة ومن دولة إلى دول أخرى لا يوقفه شيء. 
- في هذه الأثناء وعند كتابة هذه الأسطر أعلن الرئيس ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن ولاية نيويورك أصبحت منطقة كوارث وهذا يعنى قرارات وأمور وقوانين جديدة تُفرض على الولاية للحد من انتشار هذا الوباء وسيطبق من الساعة الثامنة يوم السبت 21 مَن مارس الحالى غلق كامل للمحلات والشركات والمكاتب، يُستثنى من ذلك وسائل المواصلات ومترو الأنفاق والمستشفيات في الولاية.
- على الصعيد العالمى أيضًا تدهور النظام الصحى في إيطاليا وأصبحت تُسجل معدلات غايه في الخطورة من حيث حالات العدوى أو حالات الوفيات على حدِ سواء، حيثُ سجلت الحالات المصابة بفيروس الكورونا أكثر من 47 ألف حاله إصابة وعدد الوفيات تخطى أيضًا 3405، والوضع في إيران ليس أفضل حالًا عن مثيله في إيطاليا حيث سُجلت الحالات المصابة 3513 وحالات الوفاة بمئات الأشخاص.
- الأمر بالطبع لم يقتصر على هذه الدول بل شمل كل دول العالم بلا استثناء ولا إخطارِ أو إشعار، بدأ من الصين لينتشر بلا هوادة أو رحمه للدول الأوروبية والأمريكية مرورًا بالعربية لا تُوقفه حدود ولا سدود ولا شيء سوى إتباع الوقاية الصحية والالتزام بما تُقره كل دولة لمواطنيها من إجراءات احترازية ووقائية؛ ليحمى كل فرد نفسه أولًا ثم أسرته ومجتمعه ومُحيطه بالكامل عند تكاتف الأفراد والحكومات سويًا جنبًا إلى جنب ويدًا بيد.
- ونأتى هُنا إلى بيت القصيد (مصر) وكيف أننا يجب علينا أن نُحبها ونحب أنفسنا في هذا الزمن القاسى والمُخيف، فبعد أن تهاوى النظام الصحى في إيطاليا في غضون أيام قليلة ولم يستطع مواجهة هذا المرض اللعين وذلك قد يكون لسببِ أو لآخر، فقد يكون لاستهتار المواطن الإيطالى بما يُضمره هذا الفيرس اللعين له، فلم يأخذ الحيطة والحذر منه، فأخذه الفيرس على حين غُرة، وأصبحت إيطاليا اليوم مرتعًا له ويحاولون جاهدين تصحيح ما تم تجاهله في السابق.
- إن المواطن المصرى لا بد أن يعى الدرس جيدًا وبسرعة قبل فوات الأوان، وإذا كنا نمتلك أيادٍ طبية ماهرة فنحن لا نمتلك القوة الطبية الكبيرة والنظام الصحى القوى كما كان لإيطاليا وإسبانيا وأمريكا، والذى تهاوى في إيطاليا ولا يقوم بدوره المشهود له في أمريكا الآن على سبيل المثال وذلك لأن الأمر جد خطير.
- مطلوب وبلا أدنى تأخير أن نهتم بالنظافة الشخصية للفرد، مطلوب أن نبتعد عن التجمعات أن نقلل بل نتوقف عن التدخين وخصوصًا الشيشة، وأن يتحمل كل منا مسؤليته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه. 
- إن القرارات الأخيرة التى اتخذتها الحكومة المصرية غاية في الحِرفية والروعة ولكن لا نُريد أن نكون نسخة أخرى مُشوهة من التجربة الإيطالية التى ندعو الله أن يخرجهم من هذه الأزمة على خير، نحن يا سادة قد تخطينا المائة مليون نسمة لن ينفع معنا سوى الوقاية، عدم الاختلاط، وعدم تقبيل الآخر، إن مصر تحتاج منا أن نتكاتف ونقف صفًا واحدًا كأننا في ميادين حرب، ننصح بعضنا البعض وننشر الثقافة الطبية على السوشيال ميديا، فكما ننتصر كل يوم على الإرهاب والظروف الاقتصادية الصعبة، علينا أن نحارب هذا الفيرس بلا هوادة أو رحمة.
- إننا نستحق أن نُحب أنفسنا وأسرنا ووطننا أكثر في هذه الأثناء، نخاف على أرواحنا بالالتزام بكل ما تنشره الدولة ووزارة الصحة لنا كل يوم، إن هذا الفيرس الكريه اللعين ما كان لينال من أهلنا إذا وجدنا على قلب رجل واحد، دعونا نأخذ الصين مثالًا يُحتذى في مواجهة الفيرس، والصين وما أدراك ما هى التى نشأ فيها هذا الوباء اللعين، لكن بفضل الالتزام والتطبيق الصارم لكل شيء أصبحت الصين خالية تمامًا إلا من الحالات القادمة من الخارج.