الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كورونا يصرف أنظار العالم عن الأزمات السياسية.. انخفاض حدة تهديدات ترامب لإيران.. وارتفاع شعبية ماكرون.. وتوقف احتجاجات الجزائر والعراق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكتف فيروس "كورونا" القاتل بالتسبب في خسائر اقتصادية هائلة وإنما امتد أثره ليلعب كذلك على أوتار السياسة الداخلية والعلاقات الدولية، مؤكدا حقيقة لا جدال فيها وهي لا شيء أهم من الحياة نفسها.


فعلي مستوى العلاقات الأمريكية الإيرانية التي أوشكت على الانفجار قبل ظهور كورونا بعد تعرضها لتصعيد خطير، أصبحت الاشتباكات أقل وطأة بعد مطالبة منظمات حقوقية وأطراف دولية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء العقوبات عن إيران في ظل تفشي الكورونا على أراضيها.
وهو الأمر الذي لم يستجب له الرئيس الأمريكي بصورة مطلقة، وإن كان قد تعهد بعدم الرد بقسوة على طهران رأفة بأوضاعها الصحية.
فوفقا لمسؤولين أمريكيين إن الرئيس دونالد ترامب امتنع عن القيام برد قاس على الهجوم الأخير على قاعدة للتحالف في العراق، نظرا للأوضاع التي تعيشها إيران بسبب تفشي فيروس كورونا.
ونقلت قناة "إن بي سي" عن مصادر أمريكية مسئولة لم تذكر هويتها، أن ترامب أعرب عن قلقه أثناء اجتماع من مستشاريه الأسبوع الماضي، من أن الولايات المتحدة الأمريكية "ستبدو سيئة" في حال قامت برد قاس على طهران في الوقت الذي تمر فيه إيران بوضع صعب نتيجة تفشي فيروس كورونا.
وتعرض معسكر التاجي العراقي بشمال العاصمة بغداد، حيث تتواجد قوات أمريكية، الأسبوع الماضي لهجوم صاروخي مكثف.


وفي الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية، تعرضت القواعد العسكرية العراقية التي تحتضن قوات أمريكية، لسلسلة هجمات صاروخية، وتتهم الولايات المتحدة فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران بالوقوف وراء هذه الهجمات، متوعدة إيران برد قوي حال استمرارها.
وعلى الصعيد الأوروبي، لعبت أزمة كورونا دورا كبيرا في رفع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأعلى مستوى منذ أكثر من عامين، وفقا لاستطلاع للرأي نشر اليوم السبت، مما يظهر أن أسلوب تعامله مع أزمة فيروس كورونا كان بمثابة تصويت كبير على الثقة.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة هاريس إنترآكتيف لحساب تلفزيون إل.سي.آي أن 51 بالمائة من الفرنسيين "لديهم ثقة" في ماكرون، وتمثل النسبة زيادة بواقع 13 نقطة عن الشهر السابق وهي الأعلى منذ يناير 2018.


وقال رئيس وحدة الاستطلاع السياسي، جان دانييل ليفي، في مذكرة مرفقة بالاستطلاع: "من النادر رصد مثل هذا التغير. آخر مرة حظي فيها رئيس دولة بمثل هذه الزيادة الملحوظة كانت أثناء هجمات يناير 2015".
وأجري الاستطلاع بعدما فرض ماكرون الأسبوع الماضي قيودا صارمة على حركة التنقل بهدف الحد من تفشي كورونا، وكان ذلك في كلمة بثها التلفزيون وشاهدها رقم قياسي بلغ 35 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان فرنسا.
وكانت فرنسا قد أغلقت بالفعل المطاعم والحانات والمدارس، لكن ماكرون، قال: إن هذه الإجراءات غير المسبوقة في وقت السلم مطلوبة إذ أن عدد المصابين يتضاعف كل 3 أيام ومع ارتفاع عدد الوفيات.
وهذه أول مرة منذ عامين تتجاوز فيها شعبية ماكرون الخمسين بالمائة، وذلك بعد تراجعها إلى 31 بالمائة في ديسمبر 2018 في خضم تمرد أصحاب السترات الصفراء والذي أعقب إصلاحات داعمة لقطاع الأعمال لم تنل رضا الكثيرين.


وفي القارة الأسيوية، اعتبرت كوريا الجنوبية قيام جارتها الشمالية بإطلاق مقذوفين يبدو أنهما صاروخان باليستيان قصيرا المدى، بأنه "يفتقر للياقة بشدة" في وقت تواجه فيه تفشيا لفيروس "كورونا".
وقالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة إن "مثل هذا العمل العسكري الذي أقدمت عليه كوريا الشمالية يفتقر للياقة بشدة، في وقت يسبب فيه فيروس كوفيد-19 مصاعب في أنحاء العالم"، ودعت إلى "الوقف الفوري" لمثل هذه الأعمال.
وجاء الإطلاق بعد بضع ساعات من تأكيد كوريا الشمالية أنها ستعقد جلسة لبرلمانها، (مجلس الشعب الأعلى)، في بيونج يانج.


ولم تعلن كوريا الشمالية حتى الآن أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في أراضيها، غير أن مسئولا كبيرا في الجيش الأمريكي قال الأسبوع الماضي إنه "واثق بدرجة كبيرة" من أن هناك إصابات بكوريا الشمالية.
وفرضت بيونج يانج قيودا صارمة على الحدود، لكن منظمات الإغاثة ترى أنها عرضة بشدة لحدوث تفش لأن نظامها الصحي يفتقر للموارد، ولأنها تخضع لعقوبات دولية.
وعلي الصعيد العربي، تسبب الفيروس القاتل في وقف حركات الاحتجاجات الشعبية في العراق والجزائر.
ففي العراق التي شهدت انقساما بين المتظاهرين حول إمكانية تنظيم احتجاجات في ظل الكورونا، فقد وضعت الحكومة القول الفصل في هذا الجدل بفرضها حظر التجوال.
حيث أعلنت قيادة عمليات بغداد، الجمعة، أن قواتها لديها أوامر "صارمة" بحق المخالفين لحظر التجوال، مشيرة إلى أن الساعات القادمة ستشهد حملات أوسع بحق الاشخاص الذين لا يلتزمون بالحظر.
وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان "نؤكد على ضرورة الالتزام التام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة، والعمل على التقيد بحظر التجوال".
واضافت ان "قواتنا لديها أوامر صارمة بحق المخالفين للحظر"، مشددة ان "الساعات القادمة ستشهد حملات أوسع بحق الاشخاص الذين لا يلتزمون".
ودعت المواطنين "للتعاون وعدم اجبار الأجهزة الأمنية على القاء القبض على المزيد ممن يتهاون في إجراءات الحظر الوقائي"، كما دعت إلى "الإبتعاد عن التجمعات بجميع أشكالها".


ولأول مرة منذ أكثر من عام، لم تشهد شوارع الجزائر مسيرات الحراك المنتظمة كل يوم جمعة بسبب فيروس كورونا المستجد.
ويوم الجمعة الـ57 للحراك، لم تشهد شوارع الجزائر تظاهرات وشعارات، وحضر فقط رجال الأمن الذين وضع أغلبهم أقنعة وقاية في وسط العاصمة.
فمع انتشار الوباء (10 وفيات و90 إصابة مؤكدة)، منعت السلطات التظاهر، وتصاعدت في الأيام الأخيرة دعوات في صفوف الحراك والمعارضة السياسية، طالبت بتعليق الاحتجاجات في الشارع مؤقتا.
وخرج الجمعة سكان العاصمة بأعداد كبيرة في الصباح، لكن هذه المرة لشراء مؤن.