الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: الجماعة الإرهابية تتاجر بكارثة كورونا لإحياء مشروعها الاستقطابي

عمرو فاروق الباحث
عمرو فاروق الباحث في شئون الجماعات المتطرفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عمرو فاروق الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، ما يجري من جماعة الإخوان، بأنه إرهاب من نوع جديد، يعتمد على المتاجرة بالفتاوى الحنجورية، لكسب تعاطف واسترداد شعبية القواعد التي انصرفت عن الجماعة. 
وقال "فاروق" لـ"البوابة نيوز"، إن شيوخ الجماعة اعتادوا على استهداف أتباعهم بالفتاوى الشاذة، التي تطلق أكبر قدر ممكن من الجدل، وتشعر هؤلاء الأتباع بأن الجماعة مازالت موجودة وقادرة على مخاطبة الرأي العام، والتأثير فيه.
وأضاف: "حاولت الجماعة ركوب موجة الشماتة، رغم أن فيروس كورونا يصيب جميع دول العالم، وهي عادة لم ولن يتفقوا عنها أبدا"، متسائلا: "من أين تأكد الإخوان أن هذا الوباء لن ينال منهم حيث يقيمون بأي مكان في العالم"،
ولفت إلى أن شيوخ التيار المتطرف، عادوا إلى سيرتهم المعتادة، في محاولة توظيف الأحداث لصالح مشروعهم الاستقطابي، مثلما حدث عقب نكسة يونيو، التي كانت البداية الحقيقة لانتشار التطرف، مسمى "الصحوة الإسلامية"، الذي انتشر عبر فترة الثمانينيات، والتسعينيات من القرن الماضي، مما أثر على التركيبة النفسية للمجتمع. 
وأشار عمرو فاروق إلى أن الجماعة الإرهابية، تحاول تصوير الوباء، على أنه عقاب إلهي ينال من خصومها، لتصوير أن السماء تدعمهم حتى بتوجيه أقدار الله لصالح أهدافهم، ومشروعهم الأيديولوجي، والسياسي. 
وقال فاروق: "إذ كان الوباء انتقاما إلهيا، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليحذر منه، بقوله: (إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخولها، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها)، وهي قاعدة الحجر الصحي، بالمعنى الحالي، فلماذا لم يقل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه سخط من الله وانتقام".
وتابع الباحث في شئون الجماعات المتطرفة: "إذا كانت الأوبئة انتقاما إلهيا من الناس، فلماذا حل طاعون عمواس بالمسلمين، وفيهم صحابة، ويقود دولتهم الفاروق عمر بن الخطاب، حيث مات في هذا الوباء، عدد من كبار الصحابة، أمثال أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وسهيل بن عمرو، وضرار بن الأزور، وأبو جندل بن سهيل، وقد عُرفت هذه السنة بعام الرمادة". 
وأشار فاروق إلى أن الإخوان يتعمدون نشر الشائعات، غير عابئين بصعوبة الموقف الذي يعيشه العالم كله، بسبب فيروس كورونا، وليس مصر وحدها، حيث أطلقوا لجانهم الإلكترونية، لإغراق المجتمع في الفوضى والبلبلة، عبر نشر آلاف المعلومات الكاذبة، التي زاعمة رصد معاناة المصريين نتيجة الإصابة بكورونا.
وأوضح أن الجماعة وإمعانا في التضليل، نشرت صورا غير محددة الملامح، أو مصحوبة بتاريخ أو مكان، بغرض تشويه المجتمع فقط، لافتا إلى أن أجهزة الدولة رصدت آلاف الصفحات بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كرست منشوراتها لبث الشائعات حول الفيروس، سواء من حيث عدد الإصابات، أو إجراءات الدولة لمواجهة الموقف، وهي أول المدعين بفرض حظر التجوال.
وأكد عمرو فاروق، أن جماعة الإخوان دفعت مبالغ طائلة، لبعض وسائل الإعلام الأجنبية من أجل تضليل الرأي العام العالمي، بنشر معلومات مغلوطة، وهو ما تم تنفيذه من خلال صحيفة "الجارديان" البريطانية، التي زعمت كذبا وجود 19 ألف إصابة بكورونا في مصر، على غير الحقيقة، ودون أن توضح الجهة التي استندت إليها في استقاء معلوماتها. 
وتساءل عمرو فاروق عن سر صمت الإخوان عن حالة التردي الواضحة للتعامل التركي مع فيروس كورونا، رغم ما يدل عليه ذلك من إهمال واسع من الحكومة التركية. 
وقال إن المعارضة التركية، ألقت الضوء على جريمة إهمال الدولة لمواجهة كورونا في الوقت الذي تفرغت جماعة الإخوان لبث الأكاذيب عن مصر، لإثارة الذعر وضرب الاستقرار المتنامي في الدول.
وشدد على أن سعي اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان، لبث الأكاذيب والشائعات، عن مصر يستهدف تأليب المواطنين على الدولة، عن طريق إثارة الرعب، وإقناع الرأي العام، بأن الحكومة لا تتخذ الإجراءات الواجبة لمواجهة الموقف، لافتا إلى أن الجماعة تستغل في ذلك أذرعها الإعلامية، من صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات تبث من قطر وتركيا. 
وأضاف أن نوايا الجماعة الخبيثة، وضحت بجلاء، حين ادعت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، وجود إصابات بكورونا داخل السجون، وذلك بغرض إطلاق حملة تعاطف مع المسجونين على ذمة القضايا والأحكام، من أتباع الجماعة، حتى يتم الإفراج عنهم، مضيفا: "وحسنا فعلت الدولة بالنفي المبكر والقاطع لهذه الشائعة، التي تعد شاهدا على جرائم الجماعة، وسعيها لاستغلال كل شيء من أجل تحقيق مصالحها، دون وازع من ضمير أو دين".
وألقى فاروق الضوء على ما ذكره محمد عبد المجيد، نجل القيادي الإخواني اليمني، عبد المجيد الزنداني، الذي ادعى فيها استطاعته التوصل لعلاج للفيروس، مشيرا إلى أنه يفعل ذلك حتى يستقطب من جديد أتباع الجماعة، الذين يؤمنون بكل ما يقوله قادتهم، دون تفكير أو تحليل.