الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

صحيفة: "كورونا" عنصر جديد في التوترات الأمريكية الإيرانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تتصاعد بدرجة مشابهة لتلك التي دفعت البلدين إلى حافة حرب في بداية العام الجاري ولكن مع اختلاف رئيسي واحد.
وأوضحت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أنه في الوقت الراهن يركز البلدان على مواجهة وباء فيروس كورونا، وهو ما قد يؤثر على الوضع العام في الشرق الأوسط.
ففي الوقت الحالي تقاتل إيران أسوأ تفش للفيروس في المنطقة، ويرى الجيش الأمريكي أن هذا الوضع يجعل إيران أكثر خطورة فقد يدفعها إلى العمل في الخارج لتشتيت الانتباه عن أزمة تفشي الفيروس فيها.
ويرى البعض أن انتشار الوباء بشكل كثيف في إيران قد يقلل احتمالات شن هجمات على خصمها لأن محاربة الفيروس تستهلك اهتمامها بشكل كبير.
وفي هذا الصدد، قال بهنام بن طالبلو الباحث المختص في الشأن الإيراني في معهد حماية الديمقراطيات "بالتأكيد انشغال الولايات المتحدة وإيران بمواجهة فيروس كورونا يعني أنه قد لا يكون هناك اهتمام كاف بمسألة النزاعات بينهما ولكن الانشغال سيكون بالأزمة الصحية العامة".
ورغم أن إيران أعلنت أن عدد الإصابات بفيروس (كوفيد-19) التاجي بلغت حتى الآن 16169 حالة كما وصل عدد الوفيات إلى 988، كما أصيب العديد من المسؤولين الإيرانيين بالفيروس وتوفي بعضهم نتيجة لذلك، إلا أن عددا من المسؤولين الأمريكيين والدوليين يرجحون أن إيران لا تبلغ عن عدد الحالات لديها بشكل دقيق.
وأكد قائد عمليات مكافحة «كورونا» في طهران علي رضا زالي أن بلاده لن يكون لديها القدرة الكافية لمواجهة الوضع إذا استمر تفشي المرض بنفس الوتيرة.
وفي ظل تفشي المرض شنت الولايات المتحدة وجماعات مسلحة مدعومة من إيران عملية انتقامية في العراق، حيث أدى هجوم صاروخي يوم الأربعاء الماضي إلى مقتل جنديين أمريكيين وعضو بريطاني في قاعدة كامب التاجي العسكرية في العراق، ووجه مسؤولون أمريكيون أصابع الاتهام إلى كتائب حزب الله المدعومة من إيران، ورد الجيش الأمريكي بعد يوم بشن غارات جوية على خمسة مواقع تابعة لكتائب حزب الله، وقال مسؤولون إن الجماعة كانت تستخدمها كمنشآت لتخزين الأسلحة.
كما أبلغ الجيش الأمريكي يوم السبت عن هجوم صاروخي آخر على معسكر التاجي أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين وجنديين عراقيين.
بعد الهجوم الصاروخي يوم الأربعاء صنفت مجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية احتمالات الحرب بأنها منخفضة بنسبة 25 بالمائة بسبب عدم اهتمام إيران أو الولايات المتحدة بالحرب في الوقت الراهن وخاصة إيران التي تتصدى لانتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا التي أصابت البلاد بالشلل".
وأوضح محللو مجموعة أوراسيا إنهم غير مقتنعين بأنه كلما تفاقمت الحالة كلما كانت طهران أكثر عدوانية في الخارج.
واستبعد السيناتور الأمريكي تيم كاين -الذي رعى قرارًا لمنع العمل العسكري ضد إيران في وقت سابق- أن هجوم معسكر التاجي سيؤدي إلى نفس التصعيد الذي حدث في المرة الأخيرة في نهاية ديسمبر وأوائل شهر يناير الماضي، مستشهدًا بالضغوط الداخلية في إيران الناجمة عن تفشي فيروس كورونا بشكل هائل.
إلا أن كاين أشار إلى نظرية مضادة تقول أنه "أحيانا تفعل الدول الاستبدادية شيئًا لإبعاد الانتباه عن مشاكلها الداخلية"، وترى قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أن إيران تعمل بهذه النظرية المضادة.
فبعد الضربات الانتقامية الأمريكية قال قائد القوات القوات الأمريكية في الشرق الأوسط فرانك ماكنزي "إن التهديد من إيران لا يزال مرتفعا للغاية، والضغط الناجم عن تفشي فيروس كورونا في إيران قد يجعلها أكثر تحمسًا لشن هجوم".
وأضاف ماكنزي "في الدول الاستبدادية يمكنهم الرد على أزمة داخلية بإحدى طريقتين إما أن يتحولوا إلى الداخل أو قد يتحولون إلى الخارج، ويخبرنا التاريخ عادة أن الدول الاستبدادية تتحول للخارج من أجل حشد الأشخاص للوقوف خلفها ضد عدو مشترك خارجي".