الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وفاة 34 شخصا.. تقرير يفضح انتهاكات قطر ضد العاملين في ملاعب كأس العالم

انتهاكات قطر ضد العاملين
انتهاكات قطر ضد العاملين في ملاعب كأس العالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف تقرير عن وفاة 34 من العاملين في ملاعب قطر في غضون ست سنوات، بينما أظهرت أحدث البيانات أن تسعة من العاملين بالملاعب توفوا عام 2019 وحده، وذلك في الوقت الذي تنتقد فيه منظمات حقوقية التأخر في تطبيق إصلاح قوانين العمل.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية -في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الانترنت اليوم الاثنين- عن "اللجنة العليا" القائمة على تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 إعلانها عن وفاة تسعة من العاملين المهاجرين في الملاعب التي تستضيف هذا الحدث في العام الماضي، وهو ما يرفع عدد الوفيات في المشروعات المتعلقة بالاستعداد لكأس العالم إلى 34 منذ بدء الإنشاءات قبل ستة أعوام.
وتصنف 31 حالة وفاة -من بينها الوفيات التسع التي سجلت العام الماضي- على أنها "وفيات غير مرتبطة بالعمل" وهو مصطلح تستخدمه اللجنة العليا في توصيف الوفيات التي تحدث خارج أماكن العمل وترجع في غالبيتها إلى فشل في ظائف القلب أو الجهاز التنفسي بشكل مفاجيء وغير مبرر.
وأشار الصحيفة إلى أن الأرقام الأخيرة -التي تم الكشف عنها في التقرير السنوي للجنة المعنية بأوضاع العمال- تشمل أربعة عاملين توفوا إثر ما يسمى بأسباب طبيعية وثلاثة توفوا في حادث حافلة نقل ركاب، ولم تسجل وفيات في أماكن العمل عام 2019.
وأضافت اللجنة العليا أنها تحقق في كل حالة وفاة بشكل منفصل للوقوف على العناصر التي ساهمت في ذلك والإجراءات الوقائية التي يتعين اتخاذها.. وقال حسن الذوادي رئيس اللجنة المنظمة إن " فقد أي روح في برنامجنا هو أمر يبعث على حزن عميق".
وأوضحت الصحيفة أن القانون القطري واللجنة العليا المعنية بالمعايير المتعلقة بأوضاع العمال لا تلزم الشركات بدفع تعويضات بسبب الوفيات غير المتعلقة بالعمل، غير أنه في شهر أكتوبر الماضي كشفت الجارديان عن أن قطر نادرا ما تجري عمليات تشريح للجثث عندما يتوفى عامل أجنبي مما يجعل من الصعوبة بمكان الوقوف على سبب الوفاة بدقة وتحديد ما إذا كانت الوفاة ترتبط بالعمل أم لا، كما قالت الجارديان إن طقس قطر شديد الحرارة في الصيف من المرجح أنه عامل كبير يقف وراء وفاة العديد من العمال.
وذكرت الجارديان أن أرملة أحد العاملين والذي توفي العام الماضي مازالت بانتظار رد على خطاب أرسلته إلى الذوادي تطالب فيه بالحصول على تعويض عن وفاة زوجها النيبالي والذي توفى عن عمر 24 عاما بشكل مفاجيء أثناء نومه، وقالت إن الشركة التي وظفت زوجها عرضت عليها مبلغ 7000 ريال قطري فقط (1500 جنيه استرليني).
وأضافت "بغياب زوجي الذي كان يعتني بعائلتنا ويلبي مطالبنا، أصبحنا نواجه أزمة خطيرة...أعتقد أن حياة زوجي تقدر بأكثر من 700 ريال".
وقالت اللجنة العليا إنها تشجع المتعاقدين على تقديم تأمين إضافي يغطي الوفيات "غير المتعلقة بالعمل" بحيث تتلقى الأسر تعويضات في حال وفاة العامل بشكل عرضي أو طبيعي .
كما يصف التقرير عددا من الإجراءات لمواجهة بعض من أكثر الأشكال شيوعا في قطر للانتهاكات التي يتعرض لها العمال من بينها برنامج لرد رسوم توظيف غير قانونية وحملة ضد الأجور المتدنية يشمل بعض عمال الملاعب الذين يحصلون على أجر تبلغ قيمته 35 جنيه استرليني في الأسبوع.
ونوهت الصحيفة بأن أقل من 2% من العمال الأجانب في قطر يعملون في مشروعات تتعلق بكأس العالم والبالغ عددهم 2 مليون لاعب، غير أن الجهود الرامية لتحسين ظروف عملهم تبدو أنها تواجه طريقا مغلقا، في الوقت الذي لازالت فيه مجموعة من الاصلاحات الكبرى التي أعلن عنها في أكتوبر الماضي بانتظار تطبيقها.
من جانبها ، طالبت المجموعات الحقوقية قطر بالبدء الفوري في تطبيق الإصلاحات، وقالت هبة زياد الدين الباحثة المعنية بشئون الخليج في منظمة هيومن رايتش ووتش "بالنسبة للعاملين الأجانب الذين يعملون أكثر من طاقتهم ويسكنون في ظروف مزرية ولا يتلقون رواتبهم أو يتم بخس حقوقهم المادية لأشهر متتالية ... فإن كل يوم يقضونه وهم محاصرون في ظل هذه الأوضاع هو يوم يعيشونه في خوف وقلق وعدم استقرار".
ومضت الصحيفة البريطانية تقول إن قطر تتعرض لضغوط دولية متزايدة لاصلاح نظام العمل منذ أن كشفت الجارديان للمرة الأولى عن انتشار واسع لانتهاكات بحق العمال المهاجرين، والذين جائوا من أكثر الدول في المنطقة فقرا .. غير أن النشطاء المعنيين بحقوق العاملين قد انتقدوا عدم احراز تقدم قبل أقل من ثلاث سنوات على انطلاق بطولة كاس العالم.