شهدت منطقة الزرايب بمدينة ١٥ مايو التابعة لمحافظة القاهرة، الجمعة الماضي، حادثًا مأساويا عقب انهيار عدد من المنازل، إثر تدفق المياه بمخر السيل، نتيجة سوء الأحوال الجوية التى كانت تمر بها البلاد خلال اليومين الماضيين، ما أسفر عن مصرع ١٠ أشخاص، وتضرر مئات المنازل.
وقال سمير فايز، نجل إحدى ضحايا حادث انهيار المنازل بمنطقة الزرايب بمدينة ١٥ مايو، إن والدته، وتدعى بلانت عزيز تواضروس، ٦٠ سنة، كانت في زيارة لشقيقه مكرم، المقيم بالمنطقة محل الواقعة، وأثناء جلوسهم داخل المنزل، فوجئوا بمياه غزيرة كالإعصار تحيط بالمنزل من كل جانب، وهرول كل أفراد الأسرة أثناء انهيار المنزل.
وتابع: «أمى ماتت قدام عينى ومقدرتش أنقذها، المياه جرفتها، ولم نعثر على جثتها إلا بعد مرور ١٠ ساعات من الحادث».
وقال جريس نصير، أحد ضحايا الحادث، إن نجلة ابنه تبلغ من العمر ٦ سنوات، وفقدت خلال الحادث ولم يعثر على جثمانها حتى الآن، وإنه كان يخزن بضائع بمبلغ ١٠٠ ألف جنيه، ودمرت بسبب الأمطار والسيول، مشيرًا إلى أن المياه دمرت سيارتين ملكه بمبلغ ٢٠٠ ألف جنيه، وخسر كل أمواله جراء الحادث، كما أنه مدين لدى أحد التجار بمبلغ ٧٥ ألف جنيه ومعرض للحبس في أى لحظة، كما تسببت في انهيار مئات المنازل وتضرر أكثر من ٢٠٠ أسرة.
وفى ذات السياق قالت السيدة رفقة جاد الله، إنها تربى مواشى لتعول أسرتها بعد مرض زوجها، ونفقت جميعا جراء الحادث، وأصبحت لا تملك مصدر رزق تعول به أسرتها، مشيرة إلى أن السيول حاصرتهم من جميع الاتجاهات ودمرت مسكنهم بالكامل، متابعة: «شقانا كله راح»، وأوضحت أنها لا تملك مكانًا آخر للإقامة به بعد أن تدمر منزلها بالكامل».
وقال شريف وجدي، إن قسيس كنيسة البابا شنودة، فور رؤيته انهيار السدود بمنطقة مخر السيل وارتفاع منسوب المياه، توجه على الفور للأهالى وأبلغهم بجمع أسرهم والذهاب للاحتماء داخل الكنيسة، نظرًا لأن المبنى مرتفع عن سطح الأرض.
وفى لفتة إنسانية تدل على روح الترابط والأخوة بين أطياف الشعب المصرى وقت الأزمات، فتحت مساجد منطقة الزرايب بمدينة ١٥ مايو، أبوابها، على مدى اليوم، لاستقبال أسر الأقباط المتضررين، جراء الحادث وانهيار منازلهم، حيث أصبحوا لا يملكون مكانًا للإقامة بداخله، ووفر بعض الشيوخ ورجال الدين المواد الغذائية والبطاطين للضحايا.
كما وزعت مأمورية من مديرية أمن القاهرة، بقيادة اللواء عاطف خضر، مدير قطاع جنوب القاهرة، والعميد بدوى هاشم مأمور قسم شرطة ١٥ مايو، إعانات غذائية، لأكثر من ١٠٠ أسرة متضررة من الحادث.
وكان مأمور قسم شرطة ١٥ مايو، تلقى إشارة من النجدة، مفادها انهيار عدد من المنازل، في منطقة الزرايب، دائرة القسم، إثر تدفق المياه، بمخر السيل، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية بقيادة النقباء أحمد إبراهيم، وإسلام الدكروري، معاونى مباحث القسم، وبالفحص عثر على ٨ أشخاص، متوفين، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات.
