الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يلقي عظته الأسبوعية عبر الإنترنت بسبب كورونا

 بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، تعليمه الأسبوعي، وتحدث إلى الشعب الكنسي عبر الإنترنت من مكتبة القصر الرسولي بدلا من اللقاء التقليدي معهم في ساحة القديس بطرس.
ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا.
قال البابا "نجد في الكتاب المقدّس تعبيرًا عن عطش أعمق من العطش الجسدي، وهو رغبة وُضعت في أساس كياننا. يقول أحد المزامير: "يَا اللهُ، إِلَهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلَا مَاءٍ" (مزمور ٦٣، ١). كذلك يتحدّث آباء الكنيسة عن هذا القلق الذي يقيم في قلب الإنسان، فيقول القديس أغوسطينوس: "لقد خلقتنا لك يا رب وقلبنا لن يرتاح إلا فيك" وبالتالي هناك عطش داخلي وجوع داخلي وقلق...
أضاف البابا يقول في كل قلب، حتى في قلب الإنسان الفاسد والبعيد عن الخير، يختبئ توق نحو النور، حتى وإن كان تحت حطام الخداع والخطأ هناك على الدوام عطش إلى الحقيقة والخير، وهذ هو العطش إلى الله. إن الروح القدس هو الذي يولِّد هذا العطش: إنه الماء الحي الذي طبع ترابنا، وهو النفس الخالق الذي منحه الحياة. لذلك أُرسلت الكنيسة لكي تُعلن للجميع كلمة الله المطبوعة بالروح القدس لأنَّ إنجيل يسوع هو العدالة الأسمى التي يمكن تقديمها لقلب البشرية التي تحتاج للعدالة بشكل حيوي حتى وإن لم تُدرك ذلك. فعلى سبيل المثال عندما يتزوج رجل وامرأة يكون لديهما النيّة في القيام بشيء كبير وجميل فإن حافظا على هذا العطش حيًا فسيجدان على الدوام الدرب للمضي قدمًا وسط المشكلات بمساعدة النعمة. حتى الشباب يملكون هذا الجوع أيضًا ولا يجب أن يضيّعوه أبدًا! علينا أن نحمي ونغذّي في قلوب الأطفال تلك الرغبة في الحب والحنان والاستقبال التي يعبرون عنها في اندفاعاتهم الصادقة والمنيرة.
تابع فرنسيس يقول كل شخص مدعو لكي يكتشف مجدّدًا ما يهمُّ فعلًا وما يحتاج إليه فعلًا، ما يجعله يعيش جيّدًا وفي الوقت عينه ما هو ثانوي وما بإمكانه أن يتخلّى عنه بكل سهولة. إن يسوع يعلن في هذا التطويب – الجوع والعطش إلى البر – أن هناك عطش لن يخيب أبدًا، عطش إن جاريناه سيُروى ويقودنا إلى نهاية صالحة لأنه يتلاءم مع قلب الله وروحه القدوس الذي هو محبة، ومع البذرة التي زرعها الروح القدس في قلوبنا. ليمنحنا الرب هذه النعمة بأن يكون لدينا هذا العطش إلى البر الذي هو الرغبة في إيجاد الله ورؤيته وفعل الخير للآخرين.
وفي ختام تعليمه الأسبوعي وجّه البابا فرنسيس نداء قال فيه أرغب في هذا الوقت أن أتوجّه إلى جميع مرضى فيروس الكورونا والذين يتألمون بسببه والذين يتألّمون بسبب الشكوك حول أمراضهم. 
أشكر من كل قلبي جميع العاملين في المستشفيات والأطباء والممرضات والممرضين والمتطوعين الذين يقفون في هذا الوقت العصيب إلى جانب جميع الأشخاص الذين يتألّمون.
أشكر جميع المسيحيين وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة الذين يصلّون من أجل هذه المرحلة متّحدين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. أشكركم من كل قلبي على جهودكم، لكنني لا أريد أن ينسينا هذا الألم وهذا الوباء إخوتنا السوريين الذين يعانون عند حدود اليونان وتركيا، إنهم شعب يتألّم منذ سنوات وعليهم أن يهربوا من الحرب والجوع والأمراض. لا ننسينَّ إذًا إخوتنا وأخواتنا والعديد من الأطفال الذين يتألّمون هناك.