السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمواج سياسية.. نهر النيل حياة المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مدعى الود تفضحه الشدائد، هذا أقل ما يقال على موقف السودان من سد النهضة حيث تحفظ على قرار وزراء الخارجية العرب الذى يقر فيه الوزراء بالوقوف خلف مصر والسودان في قضيتهما المصيرية، ولم ندر أنها قضية مصر فقط، وأن السودان يتبنى موقفًا آخر غير ما يظهر ولو أنه صمت كان لن ينقص هذا من حصته في مياه النيل نقطة واحدة ولم تتخيل مصر أن السودان الشقيق يخرج منه هذا الموقف في ظل الوقت المصيرى الذى تعيشه مصر في هذه الأيام الحاسمة فلم تتخل مصر يومًا عن السودان وتتلقى منا الدعم المستمر السياسى والفنى والعلمى لطلابها الذين يتلقون تعليمهم في مصر بمنح مجانية، وليس أدل على دعم مصر من سعيها لدى الولايات المتحدة الأمريكية لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لقد عاش السودان مع إثيوبيا قصة خداع ومماطلة لمصر لكى تكسب إثيوبيا الوقت لتضعنا أمام الأمر الواقع، وهو قرار الملء المنفرد وبدون شروط وقيود ودون أى اعتبار لمصر، ولم ينطل هذا الخداع على مصر وأصرت على إشراك أمريكا كأكبر دولة في العالم لتكون شاهدة على تعنت الطرف الإثيوبى وحتى لا تختلق إثيوبيا الأكاذيب عن الموقف المصرى في المفاوضات فما حدث هو أن مصر كشفت أمام العالم كذب وسوء نية الأطراف المشتركة في المفاوضات بشهادة أمريكا، وكى لا يتهم أحدًا مصر باستعراض القوة مع الضعفاء ومع الأشقاء بدون حق مع أن هذا العالم لا يعترف بقوة الحق، ولكن يعترف بحق القوة ويعتبر موقف مصر يحمل في طياته المثالية والخلق الرفيع المستمد من خلق قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى يتمتع بدماثة الخلق النادرة وبالقوة والصبر والحكمة التى تحمى سفينة الوطن وتنقى شكل مصر أمام العالم في كل المواقف. 
ولم يكن سد النهضة المشروع الأوحد أمام إثيوبيا لإحداث نهضة اقتصادية، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا السد هو هدف تنموى بحت ولكن ظهر هذا السد كوسيلة لخلق خلاف بين الدولتين تستخدمه دول معادية نكاية في مصر. لقد كان وما زال سد النهضة أحد الكروت التى تستخدم للضغط على مصر من حين لآخر. 
ومع أن هذا السد مجرد وجوده كارثة لمستقبل المياه في مصر، ولكن لم تعترض مصر على المبدأ وسعت في مفاوضات طويلة ومضطربة سنوات وسنوات لوجود حل وسط وعادل تتحمل فيه جميع الأطراف المسئولية والمشاركة والتعاون لتجنب وقوع ضرر جسيم على أحد الأطراف ولكن لم تقبل إثيوبيا أن تصبر لكى لا تضر الآخرين ويتلخص هذا الضرر في أن سنوات الملء ليست سوى خطر مؤقت ليبدأ الخطر المستديم وأول أسباب هذا الخطر أولًا أن وجود السد سيعرقل تصرف المياه كيفًا وكمًا، أما كيفًا فهو إبطاء سرعة تدفق المياه والتى تؤثر في زمن انتقال المياه مما يعرضها لفقدان كميات كبيرة نتيجة للبخر والامتصاص ثانيًا معدل التصرف الناتج من فتحتى السد لا يكفى لتوصيل المياه إلى مصر والسودان، أما الأخير فهو المستفيد الأول من السد وأشد استفادة من دولة السد نفسها حيث سينظم لها السد وجود المياه طوال الوقت، وبالتالى التوسع في استخدامها بسهولة من قبل السودان بعد أن كانت في شكل فيضان جامح لا يستطيع شيء الوقوف أمامه إلا السد العالى ثالثًا تريد إثيوبيا أن تتحكم في كمية المياه، وفى هذه النقطة ترفض وجود مراقبين من دول المصب، وهو ما يعد مخالفًا للأعراف والقانون الدولى المنظم للأنهار العابرة للدول بجانب أن التصميم في الأصل لم يعرض ولم توافق عليه مصر حيث طلبت وجود أربع فتحات فلم تستجب إثيوبيا وهو ما يجسد التعنت والفهم المتخلف للعلاقات الدولية وحقيقة موقف وواقع البلدين من حيث القوة والضرورات المصيرية لكل دولة فلا أهم من نقطة المياه لكل دول العالم وليس لمصر فقط وتتناثر التصريحات المستفزة من إثيوبيا وانضم لها السودان مؤخرًا في غدر وخيانة لا طائل من ورائها إلا الندم والحسرة.... وللحديث بقية.