استحقوا أن تكتب أسماءهم بأكبر قدر من الشرف والضوء على صفحات التاريخ، وتكريما لآلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلادنا، تحتفل مصر في يوم 9 مارس من كل عام، بيوم الشهيد، وذلك إحياءً لذكرى استشهاد رئيس الأركان الأسبق الفريق عبد المنعم رياض في ذلك التاريخ عام 1969.
واستشهد رياض إلى جانب العديد من مساعديه في هجوم بقذائف الهاون الإسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، وكان شارك في عدة حروب، بما في ذلك حرب فلسطين عام 1948 والعدوان الثلاثي ضد مصر في عام 1956.
واتخذ عبد المنعم رياض خطوات كبيرة في رحلته لقيادة الجيش المصري بجدارة وبذل كل الجهود الممكنة وكرس نفسه لعمله.
و"رياض" أحد أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين حيث حارب الألمان والإيطاليين في الحرب العالمية الثانية في عامي 1941 و1942، وفي الحرب العربية الإسرائيلية من أجل فلسطين عام 1948، وفي الحرب العربية الإسرائيلية الثانية عام 1956، أو العدوان الثلاثي، وفي حرب الاستنزاف في عام 1967، بالإضافة إلى الإشراف على الخطة التي صممتها مصر خلال سنوات حرب الاستنزاف لتدمير خط بارليف.
تقول عنه الدكتورة عزة الخولي، ابنة شقيقته: "على الرغم من أن الشهيد انضم إلى كلية الطب من أجل والدته خاصة أن والده قد توفي عندما كان عمره 13 عامًا فقط، إلا أنه لم يتوقف عن الحلم بالانضمام إلى الجيش المصري وذهبت والدته إلى غرفته في إحدى الليالي ورآته يقرأ القرآن ويبكي كثيرًا وعندما سألته لماذا كان يبكي، قال: كان والدي ضابطًا وأريد أن أتبع خطواته لكنني تقدمت بطلب لكلية الطب واليوم هو الموعد النهائي للتقدم للأكاديمية العسكرية ولقد كانت والدته متأثرة بالفعل واقترحت عليه التقديم فورًا بطلب للحصول على اختبارات الأكاديمية العسكرية، وبالفعل أجرى الاختبارات وتم قبوله في الأكاديمية العسكرية".
الدكتورة عزة الخولي: لم يتزوج الفريق عبد المنعم رياض حيث ضحى بحياته للجيش المصري وحقق نجاحات كبيرة وتولى مناصب عسكرية رفيعة المستوى، وأصبح قائد أركان القوات المسلحة المصرية".
وأضافت: "فارس الشهداء كما كان يطلق عليه لم يكن سوى رجل عسكري صارم ورجلًا مهذبًا يحفظ القرآن من صغر، وكان لديه ذوق للفن ووقت لهواياته الخاصة والتي شكلت جوانب كثيرة من شخصيته، وكان يحب الجولف والسباحة وقد فاز بالعديد من البطولات في السباحة وكان رومانسيًا وأحب الشعر وقراءة جميع أنواع الكتب وكان قارئا متعطشا ومثقفا غير عادي وشغوفًا بالموسيقى العربية الأصيلة وكانت نجمة الشرق أم كلثوم هي مغنيته المفضلة وكان حريصًا على حضور حفلاتها بانتظام إذا كان وقته يسمح له بذلك كما اعتاد حضور عروض الباليه البولشوية الروسية وخاصة "بحيرة البجعة".
