السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الصحة العالمية: كورونا لن يختفي في فصل الصيف.. وأساتذة الفيروسات: فيروس جديد لم يجرى عليه أبحاث وفحوصات طبية كافية حتى الآن.. ويؤكدون صعوبة التنبؤ بالمستقبل في مواجهة الفيروس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت شائعات عديدة عن احتمالية اختفاء فيروس "كورونا" بقدوم فصل الصيف، حيث إنه تفشي الفيروس في البداية داخل مدينة "ووهان" الصينية منذ أواخر العام الماضي 2019، ومن ثم تفشيه في نحو 91 دولة ومنطقة على مستوى العالم ووصل عدد المصابين أكثر من 100 ألف شخص بينهم نحو 3400 حالة وفاة، وفقًا للإحصائيات الأخيرة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية.

أكدت المنظمة، أنه لا صحة للأخبار المتداولة بأن فيروس "كورونا" (كوفيد-19) ستتراجع خطورته في فصل الصيف تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة على غرار الأنفلونزا الشتوية، حيث أكد الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية أن الفيروس ليس موسميًا ومن الخطأ اعتقاد هذا الأمر واختفائه في فصل الصيف مثل الإنفلونزا، لأنه لديه القدرة على الانتشار، موضحًا أن هذا الاحتمال مجرد افتراضية دون دليل، فمن غير المعروف كيفية نشاط الفيروس التاجي في الظروف المناخية المختلفة.

كما كشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، حقيقة انخفاض نسب الإصابة في كورونا مع قدوم فصل الصيف، قائلة:"لا يوجد أبحاث كافية لمعرفته طبيعة الفيروس المستجد، وهناك توقعات بأن فيروس كورونا المستجد تكون غالبًا في فترة الشتاء، ولكن لا يوجد تأكيد لانحصار الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة".
وأوضحت زايد، في تصريحات تليفزيونية، أن علاج فيروس "كورونا" سيأتي بالبحث العلمي من خلال الحالات المصابة، والصين أكبر قدرة على تقديم أبحاث في هذا الصدد، ونحن نتشارك مع باقي الدول بالعينات والبيانات، ولكن لا يوجد علاج مصري للفيروس".
يُذكر أنه تم تسجيل 80552 إصابة بينهم 3042 حالة وفاة في الصين، ثم تأتى كوريا الجنوبية ثاني أعلى معدل للإصابات حيث وصل عدد المصابين 6284 إصابة و42 وفاة، تليها إيران بـ4747 إصابة و124 وفاة، وإيطاليا 4636 إصابة و197 وفاة.

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور محمد عبد الحميد شلبي، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أن فيروس "كورونا" ينتقل عن طريق الرذاذ في حالة عطس شخص ما في وجه شخص آخر، وكان مصابًا بالفيروس والذي سينتقل مباشرةً للشخص الآخر، عكس ما يحدث في نزلات البرد والإنفلونزا التي من الممكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق الهواء والذي من الممكن أن يكون الهواء ساخن فيزيد من احتمالية انتشار الفيروس من الأساس بين المواطنين، مشيرًا إلى أن الفيروس ينتقل بالتلامس للأسطح الملوثة أو التعامل مع الأشخاص المصابين، حيث يعيش الفيروس عند درجة 37 في جسم الإنسان.
ويتابع شلبي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن حرارة الإنسان 37 درجة ويتأقلم الفيروس في جسم الحيوان، مؤكدًا أن انخفاض نسبة انتشار "كورونا" في فصل الصيف عملية تتوقف على الأبحاث العلمية التي يتم إجرائها عليه، فهو فيروس جديد لا يعرف العالم عنه شيئًا، وبمرور عام كامل يتم تقييم التجربة كاملة، ومدى تأثره بالحرارة أو الظروف الجوية، كما أن الجسم ليس لديه أي مناعة للفيروس، وبالتالي يدخل الفيروس الجسم ويبدأ في عمله، وخاصةً أنه ليس كل مصاب بالفيروس يحدث بداخله مشكلة ما، فإن كبار السن يتأثرون بالفيروس أو إصابتهم بنزلات البرد نتيجة إصابتهم بالأمراض "السكر- الضغط" أو ضعف الجهاز المناعي.
ويشير إلى أن نسبة الوفيات في العالم أجمع تصل إلى أكثر 100 ألف حالة في العام الواحد، فإن المصابين يتحركون بسرعة وينتقلون عبر العالم مما يتسبب في زيادة نسب الإصابة بالفيروس في عدد من الدول، وذلك يعد أحد أسباب انتشاره، فضلًا عن عدم وجود مناعة لدى بعض الأشخاص، معلقًا على مشهد تكدس المواطنين بالمعامل المركزية لوزارة الصحة للكشف عن فيروس "كورونا" المستجد في استخراج شهادات تحاليل الـpcr والتي اشترطت السعودية الحصول عليها قبل السفر إلى أراضيها بـ24 ساعة، بأنه أمر غير منظم على الإطلاق وقد يسبب في حالة تواجد شخص مصاب بالفيروس إلى انتقال العدوى للآخرين وانتشاره بشكل أكبر.

ويقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن اختفاء فيروس "كورونا" في فصل الصيف أمر خاطئ كما أكدته منظمة الصحة العالمية، فإن هذا الفيروس ما زال جديدًا على العالم، ولم تجرى عليه الفحوصات والأبحاث والاختبارات الكافية لتحديد ماهيته وعلاجه أو ارتباطه بمواسم العام، لافتًا إلى أنه ظهر منذ نحو ما يقرب من شهرين ونصف وبالتالي لم يكتمل مدة طويلة لاختباره مع درجة الحرارة سواء انخفاضها أو ارتفاعها.
ويستكمل عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الدليل على عدم ارتباط فيروس كورونا بدرجة الحرارة وارتفاعها في الصيف هو ظهور نحو 3 حالات في دول أفريقية تصل درجة الحرارة بها نحو 30 درجة، وبالتالي فإن ارتباط الفيروس بالحرارة لا يمكن اعتباره صحيحًا، فلا يمكن الاجزام بأي معلومة سوى المعلومات المؤكدة المدروسة ونتائج الاختبارات والفحوصات الطبية التي يجريها العالم أجمع في الوقت الراهن لمواجهة "كورونا" ووضع حد لهذه الأزمة العالمية، وإيجاد اللقاح أو العلاج لهذا الفيروس، مشددًا على ضرورة دراسة الفيروس بشكل دقيق والوضع البيولوجي له وعلاقته بدرجة الحرارة وغيرها من الأمور.
ويؤكد، أن التعامل مع أمراض "كورونا" القديمة مثل "السارس" وغيره والتي بدأت تختفي، فهذا الأمر يتم التعامل معه بواقعية ولكن هذا لا يعني التأكد مما سيحدث مستقبلًا في مواجهة "كورونا" المكتشف حديثًا، فإن جميع دول العالم تتوقع حاليًا السيناريو الأسوأ، إلا أنه ما زال قيد الدراسة من خلال سرعة انتشاره وتفشيه في عدد كبير من دول العالم.