الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل مؤتمر "بناء الإنسان في التصور الإسلامي.. بين الواقع والمأمول".. علماء: الرسالات السماوية عنيت ببناء البشر.. وجمعة: حماية الأنفس من المقاصد الكلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت كلية أصول الدين جامعة الأزهر، اليوم السبت، مؤتمرها حول "بناء الإنسان في التصور الإسلامي.. بين الواقع والمأمول"، بقاعة مؤتمرات الأزهر، حيث أشار الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المؤتمر يأتي في حينه وزمانه، ومكانه؛ إذ إنه يتعرض لقضية مُهمة، تتعلق ببناء الإنسان، في عالم سيطرت فيه المادة، وتحكمت فيه القوة، ولم يعد هناك احترام للإنسان مِن قبل أخيه الإنسان، حيث يأتي في وقت غابت فيه معاني الإنسانية، واختفت معالِمها؛ مما أدى إلى ضياع الحقوق، والتعدي على الواجبات وأصبح الإنسان جسدا بلا روح.
وأضاف أن القرآن الكريم سلك مسلكًا فريدًا في الحديث عن بناء الإنسان؛ وذلك من خلال تركيزه على محاور متعددة، متى اختل واحد منها اختل بناء الإنسان، من خلال البناء العقدي، والبناءُ الروحي، والبناء العلمي والمعرفي، والبناء الأخلاقي، والبناء البدني والجسدي، لافتًا إلى أن النظريات البشرية التي حاولت أن تضع بناء للإنسان، فإنها غطّت جانبا، وأهملتْ جوانبَ؛ لأنها نظريات ناقصة، متناقضة أحيانًا، انطلقت من غايات شخصية، أو أهداف خاصة، للداعين إليها؛ ومن ثم نجحت في تغطية جانب، وفشلت في جوانب أخرى، وهذا ما يفرق بين الحقيقة القرآنية والنظرية البشرية في النظرة إلى بناء الإنسان.

بينما قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن الرسالات السماوية جميعًا عُنِيَتْ في المقام الأول ببناء الإنسان، وتطويرِه وتأهيلِه لخلافة الله في الأرض، والقيامِ بمقتضيات تلك الخلافة، وأَوْلَت الشريعة المحمدية على وجه الخصوص عنايتَها البالغة ببناء هذا الإنسان، بوصفه ركيزة الحضارة، ومناط عملية النهضة والتنمية، وسَعَتْ إلى تشييد هذا البنيان الإنساني على قواعد ثابتة مستقرة.
وتابع: "نحن نتطلع إلى مستقبل تلك الأمة ودورِها الحضاري المقدر لها، نعلم يقينًا أن هذا المستقبل يُصنع وَفق إرادة الله تعالى، وأن صناعته تتطلب إيمانًا حقيقيًّا من أفراد تلك الأمة بأنهم يمتلكون القدرة والطموح والإبداع الذى يؤهلهم لتلك المهمة الجليلة"، مشددًا إننا ونحن نؤكد على أهمية التراث وعلى كونه أحد المكونات البنائية للشخصية المسلمة، نؤكد على أن تلك المحاولات التأصيلية للشخصية المسلمة إنما هي محاولات للارتكاز على الموروث الثقافي وعلى الهوية المميزة، وليست محاولات للاحتماء في ذلك الموروث، والاتقاء به من موجات التقدم والتطور العالمية.
واستطرد علام: "لا يمكن ونحن بهذا الصدد أن نتجاوز دور الأزهر الشريف المحوري في حفظ التراث والـهُوِيَّة الإسلامية الخالصة، وممارسة دوره التنويري الرائد بذات الكفاءة والفعالية التي يمارس فيها دوره كصمام أمان للأصالة الإسلامية، فهو يتضلَّع بجانب المؤسسات التعليمية الإسلامية العريقة في العالم الإسلامي برسالته السامية في بناء إنسان يحمل بين مكوناته الأصالةَ والتنويرَ والمعاصرةَ". 
وأشار إلى أن الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم؛ فالعلم هو الضامن الحقيقي لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذي تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته.

من جانبه أكد الدكتور رافع طه الرفاعي، مفتي العراق، أن الأزهر الشريف قد كتب الله له البقاء، وهو مفخرة هذه الأمة، وأنموذجًا مشرفًا للوسطية والاعتدال الذي جاء به هذا الدين الحنيف، مشددًا على أن المجتمع الإنساني في أمس الحاجة لمعرفة ما قدمته الشريعة الإسلامية للإنسانية، مشيرًا إلى أن المتبع لمقاصد التشريع الاسلامى يتجلى له واضح ان الغاية هو الإنسان، وقد هيئ الله للإنسان أسوة حسنة يقتضي بها في كل تصرفاته وهو الإنسان الكامل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وشدد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على ضرورة الحذر من الشائعات التي تعمل على ترويجها صفحات التواصل الاجتماعي، بشأن صلاة الجمعة وانتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أننا لسنا بحاجة إلى اتخاذ أي إجراء يتعلق بصلاة الجمعة حتى الآن.
وقال الوزير: "قلنا إذا انتشر أي وباء يشكل خطرًا على البشرية، فإنه وبلا تردد، نقول إن حماية الأنفس من المقاصد الكلية، ويمكن عدم إقامة صلاة الجمعة، فحماية الأنفس من المقاصد الكلية، لكن قلنا بوضوح لا نأخذ صلاة الجمعة دون باقي التجمعات، فعندما ترى الدولة خطرًا من التجمعات فإنها تحظر جميع التجمعات بما فيها الجامعات والمدارس ومبارايات كرة القدم والمؤتمرات، والجمعة واحدة من تلك التجمعات، وقلنا أن الرأي الشرعي يتبع الرأي العلمي، فعندما يخرج أهل العلم من الصحة ويطلبون المنع، فالمنع هنا جائز".