الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

خبير: الاستخدام الخاطئ لـ"السوشيال ميديا" أضر بمصر

 الدكتور أحمد سعيد،
الدكتور أحمد سعيد، خبير التشريعات الاقتصادية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور أحمد سعيد، خبير التشريعات الاقتصادية، إن أدوات الحرب تغيرت خلال الفترة الأخيرة؛ لأنه قديمًا كان المستعمر يحتل أي دولة بأدوات عسكرية للحصول على المواد الخام والثروات التي تمتلكها هذه الدول رغما عنها.
وأوضح أنه عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وتم تأسيس منظمة الأمم المتحدة شهد العالم نوعًا من التقسيم وأصبح هناك تحولًا في التفكير وطريقة استعمار الدول النامية وتحول الأمر حينها لمجموعة من الاتفاقيات والتي بدورها دمرت الصناعات الوليدة في الدول النامية وخاصة الدول التي مضت على اتفاقية الجات، علاوة على أن الدول الكبرى استطاعت حماية اختراعاتها باتفاقيات لحماية حقوق الملكية الفكرية، مشيرًا إلى أن اتفاقيات الجات ليست فقط لتحرير التجارة أو لإزالة القيود الجمركية بل لحماية الأفكار والتي تتمثل في ضمان عدم تصنيع المنتجات التي تصنعها الدول الكبرى حتى تنفرد الدول الكبرى بكل الثروات.
وأضاف "سعيد"، خلال لقائه عبر "الفضائية المصرية"، مساء اليوم الأربعاء، أن الدول الكبرى حاولت استكمال فرض السيطرة على الدول النامية ولجأت إلى طريقة حديثة بدلا من الاستعمار؛ والتي تمثلت في السيطرة على تلك الدول فكريًا؛ عن طريق زرع أفكار في الأذهان وكانت أسهل طريقة تُستخدم هي الميديا والتي بدأت من خلال أفلام هوليود؛ موضحًا أن هذه كانت أول طريقة للعولمة والغزو الفكري والثقافي الغربي للعالم أجمع لأنهم يرون العالم بالنسبة لهم سوق مفتوح.
وأوضح أن تلك الدول بدأت التسويق من خلال الميديا لمنتجاتها وخلقت أنماطًا فكرية جديدة؛ وهذا ما أثر بدوره على تفكير وسلوكيات الشعوب؛ وبالتالي نجحت تلك الدول في اختراق العقول، مشيرًا إلى أن مشكلة التعليم في مصر أنه ظل لعدة سنوات قائمًا على التلقي والحفظ فقط؛ وهذا ما يُعاني منه المجتمع المصري خلال الفترة الحالية لأن الناس تعودت على تلقي الأفكار واعتبارها أمورًا مُسلم بها ولا يجوز مناقشتها، مطالبًا المصريين بضرورة البحث عن مصدر أي معلومة وعدم تصديق كل ما يُقال وتغيير طريقة التفكير.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي مجرد وسيط لنشر المعلومات والتي من خلالها يُريد الغرب تدمير عقول المصريين بها؛ والتي تُعد أحدث أنواع الحروب في العصر الحديث، مطالبًا بضرورة تثقيف الشباب المصري لمعرفة كيفية التعامل مع مثل هذه المواقع؛ حتى لا ينجرف الشباب وراء الشائعات ووصول الغرب إلى ما يريد تحقيقه من وراء هذه المواقع التي غزت عقول الشباب العربي مؤخرًا بصورة مهولة.
وأوضح أننا كثيرًا ما نجد منتجات تُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لافتًا إلى أن معظمها غير حقيقي وغير أصلية ولكن المستهلك يتأثر بالعبارات الترويجية المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون محاولة مراجعة الإعلان ومعرفة مصدره الحقيقي وما هي جودة تلك المنتجات، مشيرًا إلى أن ذلك يُطلق عليه "ماركيتنج مدروس" والذي يؤدي بدوره في كثير من الأحيان إلى أن المستهلك يشتري منتج ردئ جدا لأنه لم يقم بمراجعة الضمانات الخاصة بهذا المنتج.
ولفت إلى أن المصريون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة خاطئة؛ بعكس الغرب الذين يستخدمون "فيس بوك" على سبيل المثال في التعليم وتلقي المعلومات الصحيحة وليس في التصفح والاستخدام الخاطئ كما يفعل البعض في مصر؛ مؤكدًا أن الدولة المصرية تعرضت لضرر شديد بسبب الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي ما تسبب في التأثير على الاقتصاد القومي؛ فضلًا عن التأثير على البورصة ومناخ الاستثمار والمستثمرين بسبب الشائعات التي تنتشر بسرعة الصاروخ عبر السوشيال ميديا؛ قائلًا إنه عندما تنتشر شائعة عن أن هناك مشكلة أمنية في مصر أو حادث نجد المستثمرين يخافون من وضع استثماراتهم في مصر بمجرد أن الأمر لا يتعدى الشائعة؛ ما يؤثر بدوره على الاقتصاد الوطني بشكل كبير.