السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تأمنهم ولو نبحوا ودا.. فهم في نهاية الأمر كلاب يا عزيزي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عدة ساعات وأنا أقف أمام الخبر، أعاود قراءته، أحاول استخلاص ولو سبب واحد لتلك الفعلة، لا أجد تبريرا واحدا.. لماذا فعلوا ذلك! لماذا لم يعارض أحدهم ويدافع عنها ببسالة! لماذا لم يختار أحدهم الموت معها صونا لما كان بينها وبينهم! أتلك كانت طباعهم وما قيل كان خداعا وزيفا! أتكون قد تأخرت عليهم فغلبت شهوة بطونهم خصالهم! أيكون هناك من اندس بينهم في فترة غيابها فغير معتقدهم وتفكيرهم! لماذا تحولوا بهذه الطريقة المريبة من مصدر للسعادة إلى مصدر للألم والموت! من وجهة نظري هذا أمر جلل يستحق التأمل.. يستحق الدراسة والتفسير والتحليل ولا يجب التعامل معه كخبر عادي.. فهل كان الخطأ منا لأننا أعطيناهم أكثر مما يستحقون فظنوا العطاء أمرا مستحقا لا يجب التأخر عنه! أما أن ذلك كان درسا قاسيا بأن الكلب يظل على علته مهما قدم لك من مبررات لغير ذلك! أكان الوفاء تلك الصفة التي نتشدق بها لديهم مشروطة! ءأغواهم ذئب ومناهم بطيب لحم صاحبهم في زمن لا تجد فيه الفضائل! ألم ينبح أحدهم ألما ويبكي على تمزيق معروف قدم له إربا!.
في الحقيقة ألف سؤال يدور برأسي مذ أن قرأت الخبر، خبر تمزيق الكلاب في "دهب" لأجنبية كانت تطمعهم لعشرين عاما، أفزعني الحادث.. تخيلت لحظة سقوط تلك المرأة.. رأيت تألمها على صنيع فعلته بحب 20 عاما، رأيت نظرات عتابها المختلطة بدموعها.. رأيت الكلاب وهم يجمعون أمرهم ويدبرون لعض اليد التي مدت إليهم بالمعروف.
لكني فجأة اكتشفت أن الأمر الذي أفزعني بجديد.. لكن ربما ما أفزعني هو تجمع الكلاب على سيدة تؤدي دورها حسب المتاح لها.
ولا عجب أن جاء ذهني بتلك الواقعة بجوار ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي تجاه الدولة ووزيرة الصحة.. المشهد واحد وإن اختلفت الأبطال.
ضع هذا هناك أو هناك هنا ستجد نفس الحبكة الحياتية المؤلمة.. ستجد أن هناك كلابا كثيرة تخفي الذئاب بداخلها بأقنعة الوفاء والوطنية لتحين الفرصة لغرس أنيابها المسمومة في جسد صاحب المعروف شخصا كان أو وطن.
فلا تأمنهم وإن نبحوا ودًّا فهم في نهاية الأمر كلاب يا عزيزي.