الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"كورونا" يضرب العالم.. "الصحة": تتأهب لأسوأ السيناريوهات الوارد حدوثها في مصر.. وأطباء يحللون المشهد الطبي وإجراءات الوزارة لمنع وصول الفيروس.. ويطالبون المواطنين بالحذر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أعقاب انتشار فيروس "كورونا" في عدد من دول العالم -قابل للزيادة يوميًا-، بعد ظهوره في البداية داخل مدينة "ووهان" الصينية في أواخر العام الماضي 2019، فضلًا عن ارتفاع حالات الإصابة والوفاة في الدول التي ظهر بها المرض، اتخذت مصر مجموعة من الإجراءات الوقائية الاحترازية لمنع ظهور الفيروس على أراضيها.



وأكدت الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية في حالة ظهور أعراض ارتفاع درجة الحرارة أو ضيق التنفس أو سعال على أحد القادمين من الخارج عبر المطارات والموانئ، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن مصر من أوائل الدول على مستوى العالم التي قامت على الفور بعد ظهور الفيروس باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي في المطارات، وهو ما أكدته أيضًا منظمة الصحة العالمية خلال تصريحات مدير المنظمة "جون جابور". 
وأوضح رئيس الوزراء أنه تم منذ بداية ظهور "كورونا" وتفشيه عالميًا، تشكيل لجنة أزمة وغرفة أزمات لمتابعة الإجراءات الاحترازية على مستوى الجمهورية بشكل يومي، كما يتم متابعة أي حالات مشتبه بها وفحصها، مشيرًا إلى أنه وفقًا لخريطة منظمة الصحة العالمية بالإصابات والوفيات على مستوى العالم، يظهر موقف مصر حيث تمت الإشارة لحالة واحدة التي تم الإعلان عنها منذ 3 أسابيع، وحتى هذه اللحظة لم يثبت أي حالة مصابة بهذا الفيروس على أرض مصر، مؤكدًا أنه تم وضع خطة للتعامل مع هذا الفيروس وفقًا للإجراءات العالمية التي تتم لمجابهة هذا المرض من خلال ثلاث مراحل؛ فالمرحلة الأولى هي الاحترازية والتأمين، وهي المرحلة الحالية التي نحن بصددها.

وبدوره، قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن مصر من أول الدول التي بدأت تتحرك بشأن فيروس "كورونا" وانتشاره في أكثر من دولة على مستوى العالم، حيث تم اتخاذ الإجراءات والتدابير الطبية اللازمة منذ بداية الاستعداد داخل المطارات والموانئ وعمل الحجر الصحي لعزل القادمين من الخارج في حالة إصابتهم بالفيروس، وتخصيص الميزانية اللازمة لهذا الأمر، لافتًا إلى أنه تم إقامة مستشفى للعزل الطبي في مطروح وتجهيز نحو 17 منفذا بحريا وبريا للوقاية ومنع وصول الفيروس لمصر.
وتابع فؤاد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذه الإجراءات الطبية التي تم اتخاذها جيدة جدًا، ولكن هناك بعض الملاحظات التي ظهرت مؤخرًا ودفعت بعض الدول للحديث عن قدوم مصابين بفيروس "كورونا" من مصر، ففي دول العالم أجمع لا يتم الكشف عن أي راكب خارج من البلد في المطارات والموانئ والمنافذ، فهذا يعد حق من حقوق الإنسان الأساسية، مشيرًا إلى أن الفحص الطبي يتم للقادمين إلى القاهرة وإخضاعهم لفحوصات الكشف عن فيروس كورونا والفيروسات الأخرى، وفي حالة الكشف عن مصابين من الممكن ترحيلهم أو حجزهم في المستشفيات وعزلهم مثلما تفعل جميع دول العالم.
وطالب وزارة الصحة بضرورة متابعة الموقف الطبي الراهن في مصر، فإن إصدار 3 بيانات صحفية فقط للمواطنين عن فيروس "كورونا" ومنع وصوله لمصر ليس أمرًا كافيًا، فلا بد من تحقيق عامل الشفافية فيما يخص الأوبئة والأمراض الفيروسية، حيث إن الإعلان والحديث عنها يدفع المواطنين إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية والصحية السليمة اللازمة لمواجهة أي مرض أو فيروس بصفة عامة، وبالتالي يحافظ على صحته خلال الفترة المقبلة، فهناك غياب للحملات التوعوية والتثقيفية للمواطنين بشكل وافي، بالإضافة إلى غياب موقع إلكتروني خاص بالوزارة لنشر النصائح والإرشادات والتطورات عن الفيروس في الوقت الحالي، مقترحًا عمل نشرة صحية يومية لوزارة الصحة على غرار النشرة الإخبارية لتقديم المحتوى الطبي والإرشادي للمواطن وآخر مستجدات فيروس "كورونا" أو غيره.
وأكد أن ظهور رئيس الوزراء في مطار الغردقة أمس بمثابة رسالة طمأنينة للمواطنين المصريين وغير المصريين القادمين للقاهرة، إلا أنه لم يتم التركيز عليها إعلاميًا بشكل كبير، كما هو الحال فيما يخص غياب أساتذة الفيروسات ومكافحة العدوى والصحة العامة في مصر ودورهم الهام في تقديم روشته وقائية لمواجهة "كورونا" وتحليل الموقف الراهن. 

من ناحيته، رأى الدكتور طارق كامل، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، أن وزارة الصحة أعلنت اتخاذها للإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا" ومنع ظهوره وانتشاره في مصر، والتي أكدت أنه ليس هناك داعي للفزع أو التهويل الشديد فمن الممكن قدوت حالات مصابة بالفيروس من الخارج، على غرار دول العالم حاليًا، لافتًا إلى أن الفيروس منتشرة في عدد كبير من الدول ومن الوارد ظهوره في مصر، ولكن انتشاره يتوقف على الإجراءات الخاصة بالوزارة لمواجهته. 
وأضاف كامل، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن نسبة الوفيات عالميًا من فيروس "كورونا" وصلت حاليًا لنحو 3% وفي أحيان كبيرة يكونون من كبار السن أو الصغار، نتيجة ضعف المناعة لديهم، وهذه نسبة قريبة من أدوار أنفلونزا والفيروسات القديمة التقليدية الخاصة بـ"إنفلونزا"، كما أنه هناك بنسبة نحو 80% مصابين بالفيروس وهناك حالات يتم شفائها، موضحًا أنه تم الإعلان للمواطنين كيفية الوقاية من الفيروس وكيفية اتباع الإرشادات الطبية السليمة في التعاملات اليومية، أما عن دور الوزارة في مواجهة الفيروس في حال ظهوره أو انتشاره فإن الدكتورة هالة زايد أكدت جاهزية الوزارة في التعامل مع هذا الموقف من خلال امتلاكها طرق العزل والتعامل مع تفشيه في بلد أو مربع معين، واستقبال المستشفيات للمرضى، ففي الوقت الراهن هناك مستشفى للعزل في مرسى مطروح، وسيتم تجهيز المستشفيات الأخرى أيضًا على غرار هذه المستشفى.