الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حارس مبارك لـ"البوابة نيوز": تلقيت خبر وفاته كالصاعقة وكان بالنسبة لي أبا

اللواء رأفت الحجيري
اللواء رأفت الحجيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر اللواء رأفت محمد الحجيري، الحارس الشخصي للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، لمدة تزيد عن 17 عاما، عن بالغ حزنه لوفاة الرئيس الأسبق والذي غيبه الموت يوم الثلاثاء الماضي، قائلا: "كانوا أصعب 3 أيام في حياتي".

وأكد الحجيري، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن خبر وفاة الرئيس الأسبق مبارك وقع عليه كالصاعقة برغم علمه بمرضه الأخير، والذي حُجز بسببه في العناية المركزة، مشيرا إلى أنه كان يتواصل بشكل دوري مع عائلة الرئيس وزملائه بالحرس الجمهوري بمستشفى الجلاء العسكري، للاطمئنان على صحة الرئيس الراحل أولا بأول، ولكن عندما جاءه نبأ الوفاة في تمام الحادية عشرة ونصف يوم 25 فبراير شعر بصدمة كبيرة، لفقدانه شخص قريب منه للغاية ولا يعوض.

وأردف حارس مبارك، أن آخر مكالمة له مع الرئيس الراحل عندما اتصل لتعزيته في وفاة شقيقه العميد علاء الحجيري، كما أنني زرته قبلها لتهنئته بأحد المناسبات، وكنت على تواصل دائم مع أبنائه وحرمه السيدة سوزان، ولم تنقطع صلتي مع العائلة منذ خروجي عن الخدمة، وتلقيت نبأ وفاته كالصاعقة فهو كان أبا لي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأن الرجل دا كان محترما ومنضبطا وشريفا وطاهر اليد، وقولنا الكلام دا في عز انتقاد الناس له بعد 25 يناير، تعلمت منه الكثير مثل الصبر والإرادة حتى أصل لما اطمح إليه، وكان متواضع وعفيف اللسان".

وأردف: "مبارك كان رئيسا وطنيا، وتاريخه يشهد بذلك، وخلال 30 عامًا من الحكم كان يحارب الإرهاب بكل قوة، وطيلة 17 عامًا عملتهم مع رئيس الجمهورية، لم أجد الرئيس ينعت أو يتلفظ بأي ألفاظ خارجة، إنما كان طبعه هاديا، وكان محبا لمصر ولشعبه، وكان يطلب من جميع العاملين في القصر الجمهوري، أن يسردوا له حكايات وردود أفعال الشعب المصري في كل محافظات الجمهورية".

وأضاف اللواء رأفت الحجيري: "الرئيس الراحل كان رجل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأذكر له موقفين حضرتهما بنفسي من جملة تلك المواقف، أولهما كنا في وقت الإفطار في شهر رمضان باستراحة الفردان، وقبل أن يتناول إفطاره خرج الرئيس من الاستراحة ومر على عساكر الخدمة ووجد أحد العساكر يقف وليس لديه إفطار، وأكد له إنه ينتظر زميله لتبديل الخدمة معه، ضمن أعمال التأمين وعلى الفور اتصل بقائد الحرس الجمهوري وأمر بصرف وجبة كاملة لكل فرد أمن ع الطريق قائلا إزاي فرد عسكري واقف طول النهار صايم ميفطرش زيه زي أي حد" ومن وقتها بدأ الاهتمام بأفراد الأمن وصرف وجبات الإفطار لهم.

وتابع: "أما الموقف الثاني كنا جايين من إسكندرية متجهين إلى برج العرب وأثناء سير الركاب لاحظ الرئيس وقوف رجل ومعه طفل يستندان على عمود إنارة في الطريق، وعلى الفور أمر بإيقاف الركاب وطلب منا إحضار الرجل وابنه وسأله عن سبب وقوفهما هكذا، فأوضح له الرجل أن ابنه مريض ويعاني من إسهال شديد بسبب تسممه من وجبه، وكان يقف في انتظار سيارة لنقله إلى المستشفى وعلى الفور أمر الرئيس، مدير أمن الإسكندرية وقتها قائلا: "خد الرجل في عربيتك ودي ابنه المستشفى" وعندما وصل الرئيس إلى مطار برج العرب اتصل مجددا بمدير الأمن وتأكد أن الطفل يتلقى العناية اللازمة كما أرسل لوالده مبلغ 5000 جنيه وأمر بشراء أجهزة كهربائية لمنزله الذي يقع في عزبة المطار".

واستطرد: "حضرت الجنازة العسكرية وشاركت في مراسم دفنه كما شاركت في عزائه، الذي أقيم بمسجد المشير، الذي حضره كافة أطياف الشعب المصري، مضيفا "مفيش حد في مصر مجاش عزاه ودا دليل على حب الناس وتقديرهم له، وأود أن أشكر الرئيس السيسي على اللفتة العظيمة للرئيس الراحل بإقامة جنازة عسكرية له تكريما وتقديرا لابن من أبناء القوات المسلحة وهو آخر أبطال جيل أكتوبر وله تاريخ مشرف كما أنه أسس القوات الجوية كما أنه رجل لن يتكرر مرة أخرى في وطنيته وتاريخه العسكري المشرف".

واختتم اللواء رأفت الحجيري تصريحاته، بإرسال رسالة وداع للرئيس الراحل، قائلا: "سيادة الرئيس، ستبقى تاريخ مشرف في التاريخ المصري الحديث، ناس كتير ظلمتك في حياتك بس ربنا جابلك حقك، انتقلت إلى رحمة الله في يوم مبارك وهو أول يوم من أيام شهر رجب بعد أن تأكدت من براءتك وبراءة نجليك، كما أنصفك الرئيس السيسي بإقامة جنازة مشرفة وإعادة الأوسمة والنياشين وقريبا سيعود إسمك في كل مكان تم إزالته منه مثل المدارس ومحطة المترو، وربنا عوضك عن هذا الظلم بدعوات الملايين التي صاحبتك بعد وفاتك".

يذكر أن اللواء رأفت الحجيري ابن مركز دشنا بقنا عمل داخل القصر الجمهوري، لمدة 17 عامًا، منذ عام 1991 حتى عام 2008، وأنقذ الرئيس من الموت في حادث محاولة اغتياله بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأعطاه وسام الشجاعة العسكرية؛ كان ضابطا بالقوات المسلحة، تخرج في الكلية الحربية عام 1984، بتقدير جيد جدا، والتحق بالعمل في قوات الصاعقة، ثم تعين ضمن فريق حراسة وتأمين السد العالي بأسوان لمدة سنة، واشترك في أحداث الأمن المركزي عام 1986، والتحق بفرقة مكافحة الإرهاب وحراسة الشخصيات المهمة، وتم اختياره بعدها ضمن القوة الخاصة بتأمين رئيس الجمهورية، واستمر ضمن الحرس الشخصي لمبارك، حتى عام 2008.