الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" في جولة داخل مركز الحفريات بـ"المنصورة".. الأول من نوعه بالشرق الأوسط وأفريقيا.. و"الحيتان والتماسيح والقردة" أهم الاكتشافات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد مركز الحفريات الفقارية بكلية العلوم جامعة المنصورة، أول مركز متخصص، في دراسة الحفريات في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويضم حفريات منذ ملايين السنين، وأصبح المركز حديث العالم، ومزارا للعلماء من جميع الدول، بعدما تحقق اكتشاف الفريق البحثى للمركز، لأول هيكل ديناصور آكل العشب، وأطلقوا عليه «المنصوراصورس»، نسبة إلى جامعة المنصورة، وأحدث ذلك الاكتشاف ضجة علمية كبيرة على المستوى العالمى.


عميد علوم المنصورة: مزار للباحثين من مختلف دول العالم

قال الدكتور عادل جنيدى، عميد كلية العلوم بجامعة المنصورة، إن مركز الحفريات الفقارية يمثل أهمية علمية على المستوى العالمى، وبدأ نشاطه منذ ٨ سنوات، ويهتم بالحفريات الفقارية، ويعلن اكتشافات علمية سنوية، وشارك المركز بأبحاث في مؤتمرات علمية عالمية.

وأوضح «جنيدى» أن المركز يمثل مزارا للباحثين من مختلف دول العالم، حيث زارته مؤخرا وفود من بريطانيا وأستونيا، ورومانيا، وإن أغلب أبحاث المركز، يتم نشرها، بمجلات علمية عالمية، فالمركز يثرى العلم، ويعد منارة للعلماء.

وقال الدكتور أحمد المحمودى، وكيل كلية العلوم جامعة المنصورة لشئون التعليم والطلاب ورئيس قسم الجيولوجيا، إن مركز الحفريات هو مركز فريد من نوعه، وقبل إنشائه لم يكن هناك مركز متخصص في هذا العلم، على الرغم أن مصر تحتوى على العديد من الحفريات التى تعود إلى ملايين السنين، فلم يحظ العلم سابقا بالاهتمام اللازم.

وأكد أهمية الاكتشافات العلمية للمركز، وبخاصة الديناصور الذى يسمى المنصوراصورس، ويعد أول ديناصور مصرى مكتشف على أيدى باحثين مصريين، حيث تم اكتشاف ديناصورات سابقة بأيدى باحثين أجانب.


مدرس الحفريات: آخر ظهور للديناصورات كان من 144 مليون عام

قالت الدكتورة هبة الدسوقى، مدرس الحفريات والطبقات في قسم الجيولوجيا، بجامعة المنصورة، إن الحفرية، تمثل بقايا أو آثار كائنات كانت تعيش على سطح الأرض منذ ملايين السنين.

وأشارت إلى أن الزمن الجيولوجى بدأ من تكوين الأرض، أى منذ ما يقرب من ٤.٦ بليون عام، ومنذ ذلك الوقت هناك بقايا كائنات، ومنها الكائنات وحيدة الخلية في أول العصور وحتى ظهور الإنسان، فيتم تحديد عمر الحفريات طبقا لنوع وعمر الصخور التى يتم اكتشاف الحفرية فيها، وإن كل مجموعة صخور لها عمر زمنى معين، يضم كائنات كانت تعيش فيه.

وأضاف أن أهمية الحفريات العلمية، تعود للتعرف على أشكال الكائنات التى كانت تعيش في تلك الفترة، فمثلا حفريات العصر الكاربونى، يعمر منذ ما يقرب من ٣٦٠ مليون عام، لو بحثنا عنها في منطقة شمال الصحراء الشرقية، تكشف لنا كان تبدو أشكاله في تلك الفترة، بمقارنة أشكال حفريات العصر بمثيلتها، أو حفريات بشمال أفريقيا وأوروبا وروسيا، وفى حالة تصادف تواجد حفريات مشابهة، فيكشف ذلك أن جميع تلك الحفريات، تعود إلى حوض ترسيبى واحد، ويشير إلى توثيق العلاقة بين مصر وتلك المناطق في تلك الفترة الزمنية، ثم يرسم الباحثين شكل الأرض والقارات عن طريق الحفريات.

وأضافت أن العصر الطباشيرى الذى يعود إليه ديناصور المنصوراصورس المكتشف، هو أحد العصور الجيولوجية الذى تواجد من ١٤٤ مليون عام إلى ٦٥ ونصف مليون عام، وكان آخر عصر لظهور الديناصورات، فعلى سبيل المثال، في حالة تواجد ديناصور في أفريقيا، ومثيله في قارة أمريكا الجنوبية، فيكشف وجود اتصال بين القارتين، وأن تلك الديناصورات عاشت في قارة واحدة، في تلك الفترة.


أول بحث علمى عن سمكة القرموطس

قالت الدكتورة سناء السيد، من الفريق البحثى المكتشف لديناصور «المنصوراصورس»، إنها نشرت أول بحث علمى عن سمكة القرموطس، في مجلة «بلوس وان»، وكانت أول سيدة في الوطن العربى، تنشر بحثا في هذا المجال.

وأشارت إلى أن سمكة القرموطس، تعد من أقدم أنواع القراميط التى عاشت بمصر، مشيرة إلى أن المركز شارك في أكبر مؤتمر على المستوى العالمى بستة ملخصات بحثية العام الماضى، المقام في دولة استراليا، مما يمثل عددا كبيرا من الأبحاث العلمية عن الحفريات الفقارية، ومثلت مصر عالميا.

وكشفت سناء السيد، عن أنه من الاكتشافات العلمية للمركز، أيضا حفريات الحيتان، والتى لم يسلط عليها الضوء الإعلامى اللازم، ومنها حفرية حوت «الباسيلوسورس»، وعاش قبل ٤٠ مليون عام بمنطقة وادى الحيتان، بطول ٢٠ مترا.

وكان من أهم الحيتان المهيمنة على البيئة البحرية في تلك الفترة، حيث كان شط مياه البحر المتوسط، يتجاوز نصف مصر، وكان نصف مساحة مصر الشمالية، مغمور بمياه بحر التيثي، مسقط رأس الحيتان.

وكان يطلق على الاسم القديم للبحر الأبيض المتوسط، اسم البحر التيثي، حيث كانت شواطئه ممتدة عبر الجزء الشمالى لمصر في اتجاه غرب وجنوب غرب وشرق وشمال شرق خلال العصر الأيوسيني، حيث وصل البحر جنوبا إلى الاقصر، ثم تراجع شمالا بعد ذلك، وفى نفس الوقت اتجه النهر القارى شمالا وغربا مؤثرا في المدى البعيد على مستوى سطح البحر، وبحلول نهاية العصر الأيوسينى استبدلت المياه البحرية العميقة بالبحيرات الضحلة، والتى أدت في نهاية المطاف إلى تكوين الأنهار والدلتا.

وأشارت إلى أن اسم باسيلوسورس، يعنى «السحلية الملك»، حيث إنه حين تم العثور على عظم الحوت، كان يعتقد أنه نوع من الزواحف المتوحشة، التى عاشت في البحر، ثم قرر العلماء بعد ذلك أن عظام الباسيلوسورس، تنتمى إلى الثدييات الحوتية، وأنه لم يتطور إلى نوع آخر من الحيتان، وتعد الأقدام الخلفية لحوت الباسيلوسورس، أطراف صغيرة مقارنة بالحجم الكبير للحوت، وعظام الحوض غير متصلة بالعمود الفقرى بالشكل الذى كانت عليه الثدييات البرية، لهذا لم تستطع تلك الحيتان أن تستخدم أطرافها في المشى.


«منصوراصورس».. ديناصور مصر السادس

عبد الله جوهر: الاكتشاف دليل على اتصال أفريقيا وأوروبا منذ ملايين السنين

قال الدكتور عبد الله جوهر، مسئول الحفريات بمركز الحفريات الفقارية في كلية العلوم جامعة المنصورة، وخبير الاكتشافات الحفرية، والشهير بـ «الحفرجى»، إن ديناصور «منصوراصورس»، من أبرز الاكتشافات العلمية للفريق البحثى بالمركز، بقيادة الدكتور هشام سلام الأستاذ بقسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، ومدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وفريقه البحثى المكون من ٤ باحثات، وهن الدكتورة سارة صابر وسناء السيد ومى الأمير وإيمان الدواودى.

ويعد منصوراصورس الديناصور المصرى السادس، وأطلق عليه ذلك الاسم، نسبة إلى جامعة المنصورة، خاصة أن المركز متخصص في دراسة حفريات الكائنات الفقارية، التى تعود إلى ملايين السنوات، قبل وجود الإنسان على الأرض.

وأوضح «جوهر» أن الديناصور يمثل فترة زمنية غابرة في الزمن الجيولوجى قبل ما يقرب من ٧٣ مليون سنة، ومكتشف في الواحات الداخلة بالوادى الجديد، ويعد أول ديناصور يتم اكتشافه، قبيل انقراض الديناصورات في قارة أفريقيا.

وقال إن وزن الديناصور قدر بـ٥ أطنان ونصف طن، وطوله ١٠ أمتار، وعاش في الفترة من ٧٠ إلى ٨٠ مليون عام قبل الميلاد، حيث كانت بداية ظهور الديناصورات، على الأرض بحجم صغير منذ ما يقرب من ٢٥٠ مليون سنة، ثم زادت حجما مع الوقت، نظرا لارتفاع نسبة الأكسجين في تلك الفترة الزمنية.

وأكد «جوهر» أن ديناصور «المنصوراصورس»، يمثل أهمية علمية وتاريخية، حيث يشير إلى وجود اتصال برى بين أفريقيا وأوروبا، ويوثق الفجوة في أفريقيا لفترة ٣٠ مليون عاما قبل الميلاد قبيل انقراض الديناصور.

وكشف أن المركز نشر عدد من الأبحاث في المجلة العلمية العالمية «نيتشر»، ومنها بحث عن ديناصور «المنصوراصورس» عام ٢٠١٨، كما نشر بحثان في مجلة نيتشر كومينيكشن، عن حفريات القردة، منهما بحث عن عظمة فخذ القرد المصرى «إيجبتو بسوكس» العام الماضى، حيث اكتشفت حفرية للقرود البدائية، بصحراء الفيوم، من نوع «الليمور»، ويقال عنها إنها أصل الثدييات على الأرض، وجاءت نتيجة البحث، على عكس النظريات العلمية التى أثبتت أن مدغشقر مسقط رأس قرود «الليمور».


وتابع «جوهر» أن المركز يضم مئات الحفريات من مختلف الصحارى المصرية، سواء الشرقية والغربية، ومنها حفريات السلاحف والديناصورات والقردة والحيتان والتماسيح والأسماك والقوارض، ومختلف الكائنات الفقرية التى عاشت منذ ملايين السنوات قبل ظهور الإنسان، ويعد المركز الوحيد المهتم بدراسة تلك الكائنات، على ربوع الوطن العربى، ويدرس علوم الحفريات لمختلف الجامعات المصرية، ومنها جامعات كفر الشيخ وأسيوط والإسكندرية.

وكشف «جوهر» أن من أهم الاكتشافات العلمية أيضا، سمكة قرموطس، وهى من سمك القرموط القديم، والتى عاشت أكثر من ٣٧ مليون عام تقريبا، في وادى الحيتان بالفيوم، وهى سمكة ضخمة يبلغ طولها مايقرب من ٢ متر ونصف المتر، وتعيش في البحر على عكس القرموط العادى، والذى يعيش في المياه العذبة.

وتابع أنها كانت وجبة جيدة للحيتان بتلك الفترة، وسميت قرموطس نسبة إلى سمكة القرموط العربية، وكما أطلق عليها أيضا «حيتانسسز» نسبة إلى وادى الحيتان، وهو المكان المكتشف منه السمكة.

وأوضح أن المركز بصدد اكتشاف أنواع جديدة من القوارض، كما يضم حفرية سمكة «إنكودس تينديى» في منطقة « تنيدة»، واكتشاف حفريات جماجم تماسيح، منها جمجمة من منخفض الفيوم، بعمر يقرب من ٣٥ مليون عام.

وتابع أن من ضمن الحفريات المكتشفة أيضا، حفرية أشجار المانجروف المتحجرة في وادى الحيتان، خلال العصر الأيوسينى، ما يؤكد وجود بيئة ضحلة في ذلك الوقت، ويشير إلى المناخ الاستوائى، وشبه الاستوائى الذى كان سائدا في تلك الفترة.

وأشار إلى تقسيم حفريات المركز، طبقا للمناطق التى تم اكتشافها منها، وهى: الداخلة والواحة البحرية وجبل قطرانى والفيوم، وكذلك وفقا للمدة الزمنية التى تمثلها، والخريطة الجيولوجية.


كما اكتشف الفريق البحثى بالمركز أيضا، حفرية حوت الدوردون أتروكس، بطول ٥ أمتار، وكانت تعيش منذ ما يقرب من ٣٧ مليون عام، وكلمة «الدوردون» تعنى سن الرمح، إشارة إلى شكل أسنان الحوت في منطقة «الوجنة»، وفيما تعنى كلمة أتروكس «شرس»، وعلى الرغم من ذلك، كانت الدوردون الفريسة المفضلة لحوت الباسوسورس، ويعد الدوردون نوع من أصل الحيتان الأولية التى تطورت لتشبه الدلافين والحيتان الحديثة، فالأشكال الأولية للحيتان تبدو مشابهة جدا لشكل الدوردون، وتكيفت حياتها في الماء بشكل أوسع.