الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مكتبة الأسرة".. أبرز المشروعات الثقافية في عهد مبارك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أسعارها الزهيدة، إلا أنها كانت أحد أبرز المشروعات الثقافية التى قامت عليها الدولة لتوفير الكتاب ونشر الثقافة والوعى إلى أكبر قطاع من المواطنين، بإتاحة أمهات الكتب والترجمات في شتى المجالات الإبداعية، والفكرية، والفلسفية، وغيرها، مما أدت إلى ترسيخ القراءة في كل بيت مصري. 
بدأ مشروع المكتبة في 1994 بفكرة إنشائها في اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع تحت رئاسة سوزان مبارك زوجة الرئيس الراحل، وتعد المكتبة أحد المشاريع المصرية المهمة في نشر روائع الأدب في شتى المجالات سواء فكرية، وإبداعية، فلسفية، إلى جانب الأعمال التي شكلت مسيرة الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ حتى وقتنا هذا بأسعار رمزية.
وقد ساهمت جهات حكومية وخاصة في تمويلها وخاصة مع ارتباطها بمهرجان القراءة للجميع وكان من بين هذه المؤسسات المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية المحلية، جمعية الرعاية المتكاملة، ووزارة الإعلام، ووزارة الشباب، والتخطيط، وغيرها، حيث تعمل المكتبة على التشجيع على القراءة والاطلاع بين جموع الشباب والمواطنين، بث الروح الوطنية والشعور بالفخر بالثقافة المصرية، وذلك من خلال تمكين الشباب والمواطن من الإطلاع على الأعمال الأدبية، والإبداعية، والدينية، والفكرية، والثقافية، والسياسية، التي صنعت مسيرته الحضارية وكونت وجدانه الفكري.
عندما تنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، يقبل الزائرين على مكتبة الأسرة لاقتناء إصداراتها المتميزة بما تحمله من قيمة إبداعية وأدبية لكبار الكتاب والمبدعين وكذلك المترجمات أيضا نظرا لأسعارها الزهيدة، للتواصل مع الحضارات الأخرى من خلالها التي تقدم للشباب، حتى يطلع على ثقافات الشعوب الأخرى في جميع المجالات، فأصبحت هذه المكتبة محفورة في قلوب وعقول المصريين والعرب أيضا، أخر موسم للمكتبة كان مرتبطا بمهرجان القراءة للجميع.
قاد الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، مشروع ترجمة 6000 كتاب، خلال فترة توليه حقيبة وزارة الثقافة، وتبنته سوزان مبارك، حتى أصبح هناك ميزانية مخصصة للمكتبة تصل إلى طباعة أمهات الكتب بأسعار زهيدة، وقد حملت "سوزان" على عاتقها مهرجان القراءة للجميع ومشروع مكتبة الأسرة، حيث كانت تكلفة المكتبة من الكتب السنوية تصل إلى 12 مليون جنيه، وكان العالم العربي مطالبا بأعداد كبيرة من مطبوعات المكتبة، وقد حقق هذا العمل نتائج دولية كبيرة.
ازدهرت مكتبة الأسرة في ارتباطها بمهرجان القراءة للجميع، وعندما توقف هذا المهرجان تقلصت عدد المطبوعات من 200 إصدار جديد كان يصدر كل ثلاث شهور بدعم يصل إلى 50 % في بيعها للجمهور، حتى أصبحت بعد ذلك 200 نسخة خلال الأثنى عشرة شهرا. 
وقال الكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، في أحد لقاءاته، إن هذا المشروع لم يتوقف لحظة ولكن تقلصت ميزانيته، خاصة بعد ثورة 25 يناير، فقد حدث لها متغيرين الأول كانت الميزانية في 2010 وصلت إلى 38 مليون جنيه من قبل دعم المؤسسات الخاصة والحكومية وتدرجت بعد ذلك إلى 33 مليون حتى 2011، أما المتغير الثاني أن المشروع قائم على العمل الفكرى الكبير، فقد شرفت في تلك الفترة على طباعة الأعمال الكاملة لـ "دوستويفسكي"، وقد تكفلنا بدفع أعمال الترجمة لسامي الدروبي ودور النشر أيضا، وأعمال "رفاعة الطهطاوي"، كتاب الأغاني للأصفهاني.