الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مبارك والضربة الجوية".. أول الغيث قطرة

مبارك
مبارك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر الكاتب الصحفي محمود فوزي في كتابه "مبارك والضربة الجوية" أن الرئيس الأسبق استطاع أن يقنع أسرته في الالتحاق بالطيران بعد دخوله الحياة العسكرية، إذ إن أسرته لم تكن تتقبل هذا الأمر في البداية، وفي عام 1952 عمل مدرسا بالكلية الجوية واستمر فيها حتى عام 1959 وتخرج على يديه أثناء هذه الفترة 11 دفعة من الضباط الأكفاء، وتدرج بعد ذلك في المناصب بالكلية الجوية.
تناول فوزي في كتابه المناصب التي تولاها مبارك منذ تخرجه في الكلية الجوية والتي كانت مفاجأة له على حد تعبيره في حوار له، مع الكاتب الصحفي الراحل على حمدي الجمال، فما من منصب تولاه مبارك أو عُين فيه كان يتوقعه أو يسعى إليه أو حتى فكر فيه.
وأشار فوزي إلى أنه في عام 1950 تقابل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مع مبارك لأول مرة عندما كانا ضمن مجموعة من ضباط طياري القاعدة الجوية ولفت انتباهه وتولى مبارك رئاسة أركان القوات الجوية عام 1969 الذي رأى أن هزيمة 67 كانت أن التدريب للقوات الجوية كان فرديًا وأهم شيء في القتال أن يكون الطيارين مدربين تدريبًا جماعيًا واستطاع مبارك التجهيز والتدريب للقوات الجوية للوصول إلى المستوى القتالي المرتفع في أقصر وقت ممكن.
وفي يوليو 1969 كان يوما مشهودا فكان بمثابة "أول الغيث قطرة" حيث أسقط رجال الدفاع الجوي 17 طائرة لتخرج الصحف الإسرائيلية مؤكدة على أن رجل الشارع الإسرائيلي أصبح على يقين الآن من أن الطائرات التي تحمل نجمة إسرائيل يمكن أن تسقط في أي لحظة في المعارك الجوية مع القوات المصرية.
وتبعها في 9 من ديسمبر إسقاط أول طائرة للعدو من طراز "فانتوم" في قتال جوي، وفي 17 سبتمبر عام 1971 تسقط القوات الجوية المصرية طائرة استطلاع إسرائيلية مشتعلة على الجانب الشرقي من القناة.
وفي عام 1972 أصدر السادات قرار بإسناد القوات الجوية لمبارك قائلا له: "إن الطيران فيصل الحرب وعليك منذ هذه اللحظة أن تختار أسلوبًا جديدا في استخدام طيرانك.. أسلوبا جديدا في الهجوم على العدو بحيث تحقق المفاجأة لطيرانه وقواته وفي نفس الوقت تضمن سلامة قواتنا الجوية وقدرتها على الاستمرار وهذا هو وحده طريق النصر".
وقبل الحرب وتنفيذ الضربة الجوية كان مبارك يجري مسابقة أثناء التدريبات لإعادة التموين بالوقود وكان أفضل ما وصلنا اليه 14 دقيقة وفي أثناء الحرب تم تنفيذ العملية في سبع دقائق فقط ولما ان كانت غرفة العمليات تنتظر النتائج والكل يترقب حتى وصلت النتائج 100 بالمائة بعد تنفيذ العملية وعانق الجميع مبارك مهنئين بعد أغلى انتصار في سبع دقائق.
يقول محمود فوزي: إن دور مبارك في الضربة الجوية كان مؤثرا وكبيرا للغاية فهو الذي أشرف على التدريب وهو الذي أدار أعمال القتال وخطط لكل ما حدث فكان دوره بلا شك مؤثرا إذ كان من الصعب تحرك 200 طائرة من مطارات وقواعد جوية مختلفة ونشرها في الجو بحيث تعبر خط القنال في توقيت واحد وتحقق الضربة الجوية وتتوزع على الأهداف على طول 125 كيلو متر لكن مبارك استطاع تحقيق المستحيل، وقد قدمت القوات الجوية أساليب مبتكرة للقتال فقد حققت أرقامًا قياسية للطلعات وصلت من 6 إلى 7 طلعات يوميا لكل طيار في حين الزمن القياسي من 3 إلى 4 طلعات وبعض المعارك استمرت 50 دقيقة بينما الزمن المحدد 10 دقائق للغارة الجوية.