الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"السرد والجنوسة في سيرة بني هلال".. المرأة بطلة الحكاية الشعبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر عن معهد الشارقة للتراث كتاب "السرد والجنوسة في سيرة بني هلال" للدكتور محمد حسن عبد الحافظ أستاذ الأدب الشعبي المساعد بالمعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون.
ويقدم الدكتور محمد حسن عبد الحافظ خلال هذا الكتاب تعريفًا لمفهوم "الجنوسة" في سيرة بني هلال وأن هذا المصطلح ليس مرادفًا لمصطلح النوع الاجتماعي أو الجندر، وإنما المقصود هنا بأنه مفهوم مركب وعام، يشمل على المرأة والرجل، والعلاقات فيما بينهما.
ويطرح الكاتب عدة تساؤلات في كتاب "السرد والجنوسة في سيرة بني هلال" والذي قسم إلى أربعة موضوعات الأول طرح اشكالية النوع الاجتماعي ودور المرأة في الأدبيات الشعبية، الثاني "في سرديات "الهلالية" وأسئلة الجنوسة، الثالث في "الهلالية" وصراع الأنواع الشعرية، الرابع في الهلالية وعديد النساء، وأخيرًا في سردية الشخصية النسوية ودورها في الحكاية الشعبية.

وهنا يطرح "عبد الحافظ" تساؤلًا هل السيرة الهلالية سيرة نسوية؟ وذلك الطرح جاء من فكرة أن المرأة لها دور كبير في الحكاية الشعبية، والموروث الثقافي الشعبي، وذلك وفقًا لعلاقتها المباشرة بكل ما يتعلق بالحياة اليومية، ومن الناحية السوسيو اقتصادية، فنجد أن المرأة تسهم بشكل كبير في الجانب الاقتصادي والمعيشي ومن خلال علاقتها بالصناعات الحرفية، أو حتى استعمالها للسرد والأغاني التي تؤديها أثناء العمل بداخل المنزل على الرحى، وخض اللبن، وفي الأفراح والأعياد، والعديد، أو أغاني الطفولة.
ويتابع حافظ لافتًا النظر إلى الراوية السيدة "رتيبة فرغلى" وهي إحدى الراويات، التي ورثت رواية السيرة الهلالية عن أبيها، وقد كان لها سردًا خاصًا في السيرة الهلالية، وذلك وفقًا لمفهموما أو منظورهًا، فقد جعلت النساء في مرتبة البطولة عوضًا عن الرجل، والتي أعادت صياغة الحكاية الشعبية في السيرة الهلالية، حيث تقوم باستبدال بطولة "خضرا" ببطولة "أبو زيد" ليتحول البطل المحوري في الأحداث من ذكر إلى أنثى، كما أنها عملت على تضفير تقاليد الأداء التي تلقتها عن أبيها بمنظورها السردي الخاص.
وأنه من خلال طرح فرضية تقارب سيرة بني هلال بوصفها فضاء سرديًا، يتمازج فيه صوت النساء الحكائي المؤسس لقواعد السرد السيري، ولقيمة الرمزية، من جانب، وصوت الرجال الشعري المؤدي لها من جانب موازٍ، ويتنوع فيه عبرشفرات الحكي النسوي، أداء الرجال، على أصعدة رئيسية.
هذا إلى جانب طرح العديد من التساؤلات ومنها هل تمنحنا المقاربات السيمياائية التأويلية، لسرود السيرة الهلالية، فرصة لتحليل الأدوار الاجتماعية والرمزية للنساء، داخل خطابات السيرة الهلالية وخارجها،. وعما إذا كانت أصواتهن التي قاومن بها هيمنة الرجال على اللغة بالكتابة؟ وهل يقودنا ذلك الصنف من المقاربات إلى النظر إلى السيرة الهلالية بوصفها فضاء للبطلات وللشخصيات النسوية "خضرا والجازية وعطور، الجيب، شما، وشيحة والناعسة، وحسنة، زبيدة وغيرهن؟