الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«الديكتاتور العثمانلي» يستخدم مراكز الأبحاث التركية لخدمة توجهاته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
48 مركز بحث بلا أدوار حقيقية.. و«العدالة والتنمية» يسيطر على مفاصل السياسة الخارجية
«أورسام وتاسا ودى بى آى».. مراكز تلعب دورًا فى توجيه الأتراك للانفتاح على الشرق الأوسط
«العثمانية الجديدة».. أردوغان يلجأ إلى الحاضنة الإسلامية بعد رفض انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبى
على الرغم من امتلاك تركيا 48 مركز أبحاث من المفترض أن ترسم السياسة الخارجية للنظام التركي، إلا أن الواقع، يؤكد أن دور هذه المراكز، لم تلعب الدور المنوط بها، نظرًا لوجود عوائق، أهمها سيطرة حزب العدالة والتنمية التركى ممثلًا فى رئيسه أردوغان، على مفاصل صنع السياسة الخارجية. وبحسب التقرير السنوى لجامعة بنسلفانيا الأمريكية عن ترتيب مراكز الأبحاث حول العالم، الصادر عام 2019، هناك قرابة 8160 مركز أبحاث حول العالم، يوجد منهم فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 507 مراكز.
وفيما يتعلق بتركيا فوفقًا للأرقام الواردة فى التقرير، بلغ عدد المراكز البحثية التركية 48 مركزًا.
زاد عدد المراكز فى تركيا بشكل كبير، مقارنة بالعام ٢٠١٣، الذى سجّل ٢٩ مركزًا، وغابت تركيا عن قائمة أوّل ٢٥ دولة، من حيث عدد مراكز التفكير، فجاءت بعد دول من الشرق الأوسط مثل إسرائيل فى المرتبة ١٩، بواقع ٦٩ مركزًا، وإيران فى المرتبة ٢٢، بواقع ٦٤ مركزًا. لذا فإقليميًا تأتى تركيا فى المركز الثالث، بفارق كبير عن تل أبيب وطهران.

وفى لائحة أول ١٤٤ مركز دراسات غير أمريكى حول العالم، حضرت تركيا بمركزين، الأوّل هو مؤسسة الدراسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التركيّة (تِسِف)، واحتلت المرتبة ٣٩ بفارق ٣ مراتب عن الموقع الذى كانت حققته قبل ٥ سنوات، بينما احتلت جمعية التفكير الليبرالى (آلت) المرتبة ٧٣ متراجعة ٦ مراتب عن الموقع الذى كانت حققته عام ٢٠١٣. وفى لائحة أوّل ١٧٧ مركزًا حول العالم، بما فى ذلك المراكز الأمريكية، تقلّص عدد المراكز البحثية التركية المتأهلة من ٣ إلى ٢، ولم يستطع أى مركز أبحاث تركى - باستثناء المركزين المذكورين أعلاه - اختراق اللائحة، فحلّ «تِسِف» فى المرتبة ٧٩ ـ متراجعًا بذلك ٥ مراكز عن الموقع الذى كان حققه قبل ٥ سنوات، واحتلت «ألت» المرتبة ٩٠ على اللائحة، متراجعة ٣ مراكز عن المركز الذى حققته عام ٢٠١٣.
أمّا على مستوى مراكز الأبحاث فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فمن أصل أوّل ١٠٣ مراكز، يوجد ٩ مراكز تركية (اثنان منها ليست مراكز تركية فى الأساس)، وفشل جميعها فى اختراق قائمة المراكز العشرة الأولى فى الشرق الأوسط، وهى القائمة التى تصدّرها مركز الدراسات الاستراتيجية الأردني، وضمّت مركزين من إسرائيل، ومركزين من قطر، بالإضافة إلى مراكز من دول أخرى.
وفيما يتعلق بالاختصاص، تراجع حضور المراكز البحثية التركية كمّا ونوعًا، ففى قطاع الدفاع والأمن القومى وردت أسماء ثلاثة مراكز، يتقدّمها «إدام» فى المرتبة ٢٠ بعد أن كان يحتل المرتبة ١٦ قبل ٥ سنوات، فى حين جاءت المراكز الأخرى فى مواقع متأخرة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بباقى القطاعات الاختصاصية.
دور مراكز الأبحاث التركية المعنية بالسياسة الخارجية التركية بالشرق بالأوسط
حسب رأى العالم السياسى الإيطالى أنطونيو جرامشى هناك وسيليتان لفرض السيطرة السياسية على مجتمع ما؛ الطريق الأولى هى الطريقة الأمنية الخشنة التى تُستعمل بها القوة الهمجية. وحسب رأى غرامشى غالبًا ما تكون هذه السياسات فاشلة ولا تولد سيطرة فعلية مرغوبة فى المجتمع بل إن مدى سيطرتها مؤقت ومحدود أم الطريقة الأخرى فهى الطريقة الناعمة التى تعتمد على أسلوب الإقناع والترغيب وكسب رضى المجتمع وتعتمد هذه الطريقة على الثقافة والتعليم والدعم الاقتصادى وتوفير الخدمة الاجتماعية المطلوبة وغيرها من الأساليب الناعمة، ويبين غرامشى بأن هذه الطريقة هى الأنجع لكسب الشعب وكسب سيطرة فعلية مستمرة عليه.
وبتركيا اليوم العديد من مراكز الأبحاث والدراسات التى تهتم بالسياسة الخارجية التركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وتستخدم كقوة ناعمة تسهم فى بسط الهيمنة التركية على بلدان الشرق الأوسط والتوسع التركى فى المنطقة، لتحصيل الثروات وخدمة الدولة التركية، ونُورد هنا بعضً منها ونُعرف بدورها وإسهاماتها فى هذا الإطار.
١- مركز «أورسام»
بعد تولى البروفسور أحمد داود أوغلو وزارة الخارجية عام ٢٠٠٩، تبنّت تركيا فكرة التوسع والانفتاح الاستراتيجى والنوعى مع دول الشرق الأوسط. ولكن خلال هذه الفترة اكتشفت تركيا أن لديها نقصًا كبيرًا فى المعلومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخاصة بالدول التى تبغى إقامة علاقات استراتيجية معها فى الشرق الأوسط. هذا النقص فى الإلمام والمعلومات من الطبيعى جدًا رؤيته فى تركيا التى كانت متبنّية لسياسة الانعزال والتوحد القومى والانفتاح على أوروبا. ولكن وجهة النظر التوسعية لحزب العدالة والتنمية والتى أصبحت أقوى مع تولى داود أوغلو وزارة الخارجية جعلت تركيا تتحرر من انعزالها وتتجه نحو عقد اتفاقيات مع العديد من الدول بالشرق الأوسط.

هذا التحرك مكّن تركيا من ملاحظة وجود نقص لديها. ولتفادى هذا النقص والتخلص منه قامت تركيا بتأسيس عدة مراكز أبحاث استراتيجية متنوعة المجالات، بهدف إجراء البحوثات المتنوعة الخاصة بدول الشرق الأوسط. ومن الأمثلة على هذه المراكز التى تم تأسيسها من أجل هذا الهدف «مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (أورسام)».
تأسس أورسام بتاريخ ١ يناير ٢٠٠٩، بهدف إجراء الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والفكرية «الاستراتيجية» الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والعمل على اقتراح أفكار تعمل على تقوية العلاقات بين تركيا ودول الشرق الأوسط بما يخدم المصلحة التركية.
أهداف أورسام
ـ تقريب فكر المجتمع التركى إلى منطقة الشرق الأوسط وإكسابه شعور بالقرب إلى الشرق الأوسط أكثر من أى منطقة أخرى، وبهذا التمهيد للمواطن التركي، أصبح من السهل تقبل المجتمع التركى للخطط التوسعية للعدالة والتنمية فى الشرق الأوسط.
ـ إمداد الرأى التركى بكافة فئاته، سواء كان أكاديميًا أو صحفيًا أو مواطنًا عاديًا، بكافة المعلومات والتحليلات الخاصة بالشرق الأوسط وبجميع الأحداث الجارية فيه.
ـ تزويد متخذى القرار فى تركيا بمعلومات استراتيجية صحيحة وسليمة خلال عملية اتخاذ قرارات تخص منطقة الشرق الأوسط.
ومع تطور الأوضاع الجارية فى الشرق الأوسط قدم المركز وبشكل مستمر تقارير وأوراق سياسات لصانع القرار التركي. ما ساهم فى تحديد اتجاهات السياسة الخارجية التركية فى الشرق الأوسط بشكل كبير اتجاه الأحداث الأخيرة. فالانفتاح على الإسلام السياسى ودعمه بالشرق الأوسط كان وراءه دعم من الكثير من مراكز الأبحاث التركية التى رأت فى دعمه فرصة لزيادة حلفاء تركيا فى المنطقة العربية بما يخدم التوسع التركى بالمنطقة.
ويعمل أورسام على البحث قضايا الشرق الأوسط وأزماته ومن ثم ينشر تحليلاته قصيرة الأمد «اليومية» والاستراتيجية، طويلة الأمد «شهرية أو مستقبلية» على صفحته الرسمية وعلى الجرائد والصحف المجلات المتعاونة معه. ولعب المركز دورًا كبيرًا فى الأزمة الأخيرة فى ليبيا والتدخل الذى تقوم به تركيا فى ليبيا، عن طريق دراسات وأوراق سياسات قدمها المركز للجهات المعنية بتحديد السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط.
٢- مركز «تاسا»
أصدرت الحكومة التركية فى ٣ يوليو ٢٠١٤ قانون «دعم مراكز الأبحاث الاستراتيجية» رقم ٦٥٥٠ بهدف زيادة نشاطهم العمل وجعلهم مراكز أبحاث نشطة مستدامة تخدم تركيا فى توفير الأبحاث السياسية والاستراتيجية التى تخدم سياسية الدولة وتجعلها سياسة قادرة على تخطى مجريات الأحداث وتقلباتها.
ومن مراكز الأبحاث التى أسست فى سبيل توفير الأبحاث والاستشارات السياسية الاستراتيجية الأساسية «تاسا» الذى تأسس عام ٢٠١٤ لعدة أهداف. يُمكن ذكر أهم هذه الأهداف بالشكل التالي:
ـ تزويد الرأى العام بالتحليلات السياسية والاقتصادية ليصبح على دراية بما يدور حوله.
ـ تزويد الحكومة والمؤسسات السياسية والاقتصادية بالتحليلات والخطط السياسية والاقتصادية ليصبح لهم القدرة على اتخاذ قرارات قريبة للصواب ومجدية فى تجنب ما يمكن حدوثه فى المستقبل.
وبالفعل يصدر المركز العديد من الدراسات والأوراق العلمية التى تناقش الكثير من القضايا ومنها المتعلق بالسياسة الخارجية التركية، وبالتحديد سياسة تركيا فى الشرق الأوسط.
٣- مركز «دى بى آي»
بعض مراكز الأبحاث الاستراتيجية الخاصة بالسياسة الخارجية. من ضمن هذه المراكز تأسس معهد السياسة الخارجية «دى بى إي».

ويعمل «دى بى آى» على بحث القضايا النشطة والمتعلقة بشكل مباشر بسياسة تركيا الخارجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية...إلخ. وفى القلب من هذه السياسات، سياسة تركيا الخارجية ناحية الشرق الأوسط والعالم العربى بالتحديد، وكان للمركز إسهام فى تحديد التوجه التركى الجديد فى المنطقة العربية.
ينشر المعهد أعماله باللغتين التركية والإنجليزية فى مجلة دورية تحت عنوان: «السياسة الخارجية» أو «Foreign Policy» كما ينظم ويرعى المعهد الكثير من المؤتمرات السياسية والأكاديمية داخل تركيا وخارجها من خلال التعاون مع مراكز الأبحاث والدراسات الأخرى، وجزء كبير من اهتمامات المركز تتوجه للسياسة الخارجية التركية فى الشرق الأوسط.
٤- مركز «آسام»
يسعى مركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية «أسام» الذى تأسس عام ١٩٦٩، وتحدّثت رؤيته عام ٢٠٠٦ من خلال إجراء العديد من البحوث والدراسات المُتعلقة بدراسة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية والدولية، حيث إلى جانب دراسة المجتمع التركى يسعى أسام إلى دراسة العلاقات الاقتصادية الاجتماعية فى المجتمعات الأخرى لمعرفة مدى قدرة استيعاب الشعوب الأخرى على التأقلم مع العلاقات الاقتصادية والوحدة والتعاون الاقتصادى النشط.
تُعد أبحاث أسام مهمة جدًا لدارسى الإدارة والاقتصاد وعلمى النفس والاجتماع الأتراك لوعى مدى العلاقة الرابطة بين التنمية الاقتصادية والوعى الاجتماعى ولاستيعاب الدور الكبير الذى يلعبه الجانبان الاقتصاديان والاجتماعيان فى العلاقات السياسية الخارجية بين الدول، خاصة بين الدول التى تسعى لتنمية وتطوير علاقتها من خلال استخدام أساليب الترابط الاقتصادي.
ومن أهم القضايا التى تدخل فى دائرة اهتمام المركز، الاتحاد الإسلامى وإمكانية تحقيقه، القضايا الاقتصادية والاجتماعية الإقليمية فى الشرق الأوسط، القضايا الاقتصادية والاجتماعية الدولية.
ويخصص آسام دراسته فى هذه المجالات لعدة أقاليم يُعدها رئيسية حسب سياسته العملية، وهذه المناطق أو الأقاليم حُددت على أنها رئيسية لمدى تفاعلها النشط مع تركيا وأهمها منطقة الشرق الأوسط والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية الموجودة فى هذا الإقليم. لذا فإن كثيرًا من التعاون الاقتصادى بين تركيا ودول الشرق الأوسط يسهم فيه المركز بدراساته وأبحاثه التى تدفع نحو دعم الاستثمارات التركية والخططة الاقتصادية التركية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
٥- مركز «تاساف»
أسست حكومة العدالة والتنمية مركز الأبحاث السياسية والاجتماعية الاستراتيجية والأكاديمية «تاساف». وإن كان تاريخ تأسيسه متأخرًا إلا أن له تأثيرًا قويًا على نشر الرؤية السياسية لحكومة حزب العدالة والتنمية بشكل قوى داخل المجتمع التركي، خاصة فيما يتعلق بسياساته ناحية الشرق الأوسط.
وتركز دراساته على أبحاث السياسة الخارجية ومدى علاقتها بالمجتمع، أبحاث الأمن والنزاعات الإقليمية والدولية، أبحاث الإدارة والسياسة والحقوق وتأثير هذه الأبحاث على المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر، الأبحاث الثقافية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية، الأبحاث الحضارية المتعلقة بإعادة تقدير وضع تركيا الجيو سياسى والجيو استراتيجى لإعادة رفع وضعها السياسى والاجتماعى والاقتصادى والتاريخى فى المنطقة، الأبحاث التنموية التى تهدف إلى توجيه السياسة الداخلية التركية لترسيخ تنمية مستديمة، تنظيم الدورات والمؤتمرات البحثية العملية التى تهدف إلى نشر وعى السياسة الخارجية والداخلية داخل مواطنى المجتمع التركي.
ضعف دور مراكز الأبحاث التركية
وثمة ملاحظة فى غاية الأهمية يجب أن نوردها عن دور مراكز الأبحاث فى تركيا فى صنع السياسة الخارجية التركية ناحية الشرق الأوسط، ففى الحقيقة لمراكز الأبحاث فى دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، أدوارًا محورية فى تشكيل السياسة الخارجية وفى مساعدة صانع القرار فى تحديد خيارات السياسة الخارجية وطبيعة توجهاتها، ففى الولايات المتحدة على سبيل المثال نرى أن مراكز الأبحاث هى فى الحقيقة بمثابة خطوط خلفية للإدارة الأمريكية تمدها بالدراسات والسيناريوهات، لذا فإن صانع السياسة الخارجية الأمريكية حين يشرع فى صنع سياساته الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال لا يبنى سياساته بناءً على تصوراته الشخصيه وفقط عن المنطقة وطبيعة المصالح الأمريكية فيها، بل هو فى الحقيقة يطلع على أوراق مقدمة من عشرات من مراكز الأبحاث المختلفة بعضها تابع للإدارة الأمريكية وبعضها الآخر مستقل.
هذا عن الدول الديمقراطية القائمة على مؤسسات، أما فى الحالة التركية فالوضع ليس كذلك على الإطلاق، لأننا فى الحقيقة أمام حقبة تسمى فى تركيا اليوم الحقبة الأردوغانية، وهذه التسمية كفيلة بأن نفهم منها من يصنع السياسة الخارجية التركية فى الحقيقة، فرغم أن السياسة الخارجية التركية لها العديد من الصانعين على الأقل نظريًا مثل السلطة التشريعية ممثلة فى البرلمان، وكذلك السلطة التنفيذية ممثلة فى مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية والمؤسسة العسكرية، إلا أن الفاعل الرئيسى فى الحقيقة هو أردوغان كما يقول الكثير من المحللين، والتوجه إلى الشرق الأوسط والعودة إلى ما تعتبره تركيا حديقة خلفية لها، أى الشرق الأوسط والعالم العربى والإسلامي، جاء فى رأيى أعقاب الرفض الأوروبى الحازم لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، ومن لحظتها وأعلن أردوغان والعدالة والتنمية عودتهما إلى الحاضنة العربية والإسلامية، وهو ما سيعرف بعد ذلك بنشوء العثمانية الجديدة.
وهو التوجه الذى شارك فى وضعه حينها الأكاديمى ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وكتب أوغلو عن ضرروة هذا التوجه مرارًا وتكرارًا، وأهميته للعمق الاستراتيجى التركى فى المنطقة.
نلحظ من هذا وبلا ريب ضعف الدور الذى تلعبه مراكز الأبحاث التركية فى هذا الصدد أى تشكيل السياسة الخارجية، وهذا لأسباب عديدة منها ما يتعلق ببنية هذه المراكز نفسها وضعفها وضعف منتجها البحثي، والبعض الآخر يتعلق بدوائر صنع القرار فى تركيا نفسها وتركز القرار فى أيدى أفراد محددين.