يواصل فيروس "كورونا "الضغط على أسواق المال والسلع العالمية، مع سرعة انتقال الفيروس المستجد خارج المنطقة الآسيوية، مصيبا أكثر من 30 دولة حول العالم، لتستهل البورصات العالمية تداولات الأسبوع على تراجعات قياسية مع تزايد المخاوف من تحول "كورونا" لوباء يصعب السيطرة عليه .
وقادت البورصة الإيطالية مؤشرات الأسهم الأوروبية إلى انخفاض جماعي بعد تراجعها بنحو 4 % مسجلة 23808 نقطة، وسجل مؤشر "يورو ستوكس 600" انخفاضا بنسبة 3.34 % ليصل إلى 413 نقطة وتراجع "كاك" الفرنسي بنسبة 3.42 % ليصل إلى 5825 نقطة، كذلك انخفض مؤشر البورصة الألمانية "داكس" 3.44 % ليصل إلى 13111 نقطة .
كما تتجه البورصة الأمريكية لتسجيل أدنى مستوياتها منذ شهر أغسطس الماضي، مع تراجع مؤشراتها الرئيسية في التعاملات الإلكترونية المبكرة اليوم، حيث انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.78% مسجلا 28992 نقطة، فيما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقا 1.05% ليسجل 3337 نقطة، كما تراجع مؤشر "ناسداك" التكنولوجي 1.79 % مسجلا 9576 نقطة.
وأغلقت الأسهم الآسيوية تعاملات اليوم على تراجع جماعي، حيث هبط مؤشر البورصة اليابانية نيكي بنسبة 0.39 % ليصل إلى 23386 والصيني شنجهاي تراجع بنسبة 0.28 % مسجلا 3031 نقطة.
ولم تنجو أسواق النفط من ضربات كورونا المتلاحقة، حيث تتجه أسعار المعدن الأسود لتسجيل أدنى مستوى منذ أسبوعين؛ متأثرة بمخاوف المستثمرين من تداعيات انتشار الفيروس على معدلات الطلب العالمية لاسيما وقد تسبب في خفض طلب الصين على الخام لمستويات قياسية، وهو ما يعد نذير شؤم على أسواق المعادن؛ نظرا للمكانة التي تتبوأها بكين بأكبر مستورد للخام عالميا.
كما انخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي (تسليم شهر إبريل)، بنسبة 3.49 % ليصل إلى 56.35 دولار للبرميل، كما تراجع سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي (تسليم شهر إبريل)، بنسبة 3.37 % ليصل إلى 51.58 دولار للبرميل.
على صعيد آخر، تواصل أسواق الذهب سيرها عكس التيار؛ كونها الملاذ الآمن الذي يركن إليه المستثمرون وقت الأزمات، لتحقق ارتفاعا بنسبة 2 % مدفوعا بحالة الذعر المسيطرة على الأسواق بسبب ارتفاع أعداد الإصابات المؤكدة بكورونا خارج الصين والقارة الآسيوية بشكل عام، حيث صعد سعر العقود الآجلة للذهب (تسليم شهر إبريل) بنسبة 2.05 % ليصل إلى 1682 دولارا للأوقية، كما ارتفع سعر التسليم الفوري للذهب بالنسبة ذاتها ليصل إلى 1682 دولارا للأوقية.
من جانبه، خفض صندوق النقد الدولي تقديراته بشأن نمو الاقتصاد الصيني هذا العام ليصل إلى 5.6 % بدلا من تقديرات سابقة ببلوغه 6 %، كما قلص البنك توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي بواقع 0.1 نقطة مئوية.
كما حذر تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية من تعرض ملايين من الشركات الصينية للانهيار ما لم تتحرك دوائر صنع القرار سريعا لاحتواء أضرار كورونا الاقتصادية، وفي تقرير لها أخر تحت عنوان"إفريقيا مرشحة لتكون أكبر ضحايا كورونا "، نبهت الشبكة الإخبارية إلى أن الضربة التي تتعرض لها أسواق المعادن والنفط بصفة عامة منذ ظهور كورونا ستؤثر بشكل كارثي على اقتصادات القارة السمراء المعتمدة على عائداتها النفطية.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينج، قد قال في تصريحات تليفزيونية أمس، إن فيروس "كورونا"، يشكل أخطر حالة طوارئ صحية في الصين، منذ تأسيس النظام الشيوعي العام 1949، معترفا بوجود ثغرات في حملة مكافحة الفيروس.
ن ص ر/س.ع
