الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فاينانشيال تايمز: الإرهاب اليميني التهديد الأخطر للديمقراطيات في الغرب

وزيرة العدل الألمانية
وزيرة العدل الألمانية الجديدة كريستين لامبريشت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت صحيفة ذي فاينانشيال تايمز البريطانية، اليوم الإثنين، أن تنامي ظاهرة الإرهاب اليميني في أوروبا تشكل التهديد الأخطر للديمقراطيات في الغرب، لاسيما بعد حادث إطلاق النار في بلدة هاناو الألمانية.
واستهلت الصحيفة - افتتاحية لها في هذا الشأن أوردتها على موقعها الإلكتروني - بالقول إن المتعصّب العنصري الذي قتل عشرة أشخاص هذا الأسبوع في مدينة هاناو الألمانية، قبل أن يدير بندقيته على نفسه لينتحر، قدّم نمطًا سامًا ومألوفًا من الإرهاب اليميني المتطرف.
وأضافت أن ذهن هذا المتطرف كان ملوثا بنظريات المؤامرة البشعة المنتشرة على شبكة الإنترنت وكان يعاني من القلق النفسي جعله يميل إلى اقتناء الأسلحة الفتاكة، ولم يكن من قبيل الصدفة أن معظم ضحاياه كانوا من مجتمعات المهاجرين فيما عبرت وزيرة العدل الألمانية الجديدة كريستين لامبريشت عن قلق متزايد عندما قالت إن عمليات القتل أظهرت أن "التطرف اليميني والإرهاب اليميني هما أكبر تهديد لديمقراطيتنا اليوم.
وتابعت :"إن ألمانيا ركزت مثل حلفائها الغربيين في أعقاب هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في سبتمبر 2001 على مجابهة التهديد الذي يمثله المتشددون، ورغم أن هذا التهديد حقيقي بما فيه الكفاية، وكما يعلم الناس في لندن ومدريد وباريس ومدن أخرى. لكن التركيز على الإسلاموفوبيا فقط يعني أن السلطات في بعض الديمقراطيات، بما في ذلك ألمانيا، كانت بطيئة في التصدي للإرهاب اليميني المتطرف بشكل متزايد".
واستدلت الصحيفة في رأيها في هذا الشأن بأحداث المذبحة التي وقعت في النرويج عام 2011، ومقتل السياسي البريطاني جو كوكس في عام 2016 وجرائم القتل التي وقعت العام الماضي في نيوزيلندا وتكساس، بما يؤكد التهديد الحقيقي الذي تُشكله هذه الأزمة العالمية. 
ولاحظت "فاينانشيال تايمز" أن هذه الحوادث تكشف أن القضية التي تواجه المجتمعات الغربية ليست مجرد عنف جماعي يميني منظم وأيضا ليست مجرد عنف من قبل من يُسمون بـ"الذئاب المنفردة" بل هم قتلة لديهم شخصيات مضطربة يعملون بشكل مستقل عن محيطهم الاجتماعي الأمر الذي ربما أصبح يتعلق بأجندة سياسية قد تُنكل بديمقراطياتنا إذا لم نتمكن من الاستجابة عن طريق تنفيذ أحكام القانون والنظام، ومنها على سبيل المثال تفعيل الضوابط الصارمة على الأسلحة.
وأكدت الصحيفة أن خلفية العنف المتزايد في الغرب خلال السنوات الأخيرة تتمحور في حقيقة الأمر حول تآكل النظام الليبرالي في المجتمعات الغربية وما صاحب ذلك من صعود الحركات الشعبوية القومية واليمينية، وتمثيلها القوي في في الهيئات التشريعية لدى معظم الديمقراطيات فإنهم يستغلون حرية التعبير لتشويه سمعة السياسيين والقادة بوصفهم خانوا ثقافات الحضارة المسيحية البيضاء وبهذه الطريقة، أصبحوا يسهمون في مناخ يجد فيه المتطرفون أو من يُسمون بـ"الذئاب المنفردة" أعذاراً للقتل.. وفقا لقول الصحيفة.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن السلطات الألمانية كثفت في حقيقة الأمر الحرب ضد العنف اليميني المتطرف بعد اغتيال فالتر لوبكي في يونيو الماضي، وهو سياسي كان مؤيدًا قويًا لسياسات المستشارة أنجيلا ميركل الخاصة باللاجئين وكانت وفاته هي أول عملية اغتيال لسياسي على يد متطرف يميني منذ ولادة الجمهورية الاتحادية في عام 1949. وشملت التدابير الجديدة بذل المزيد من الجهود المكثفة لمراقبة التطرف على الإنترنت، وسن قوانين أقوى ضد خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة عدد الموظفين في وكالات الاستخبارات. وهذه خطوات مرحب بها. لكن المعركة الأكبر التي يجب خوضها هي المعركة ضد الكراهية والكذب والتعصب!.