أثار قرار نقابة المهن الموسيقية، بمنع بعض مطربي المهرجانات الشعبية، نهائيًا جدل بين أعضاء مجلس النواب، مطالبين وسائل الإعلام المختلفة بتقديم مساحات كبيرة للمحتويات الثقافية والفنية البناءة لنشر وتعزيز الثقافة والأخلاق المصرية العربية، الأصيلة، مؤكدين أن بعض الأعمال الفنية تقوم بضخ العنف والأخلاق السلبية بين الشباب والتي تنعكس على المجتمع بأكمله، من جرائم قتل وتحرش.
في البداية هاجم النائب محمد سعد تمراز، عضو مجلس النواب، ما يسمى بالمطربين الشعبيين للمهرجانات، مؤكدًا أنه ضد تنظيم المهرجانات نهائيًا لأنها ساهمت بشكل كبير في تدني المستوى الأخلاقي والثقافي والفني، خلال السنوات الأخيرة، مضيفًا أن قرار المطرب هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، بمنع هذه المهرجانات جاء متأخر لسنوات طويلة.
وأضاف عضو مجلس النواب، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن الأطفال يشاهدون ويسمعون تصرفات حمقاء من وسائل الاتصال المختلفة، والتي تسمى إبداع وفن، وفي الحقيقة قذارات، ويأخذونهم قدوة لهم ويقلدونهم في أغانيهم ومصطلحاتهم وتصرفاتهم الغير لائقة للعادات والتقاليد والدين.
وأشار النائب سعد تمراز، إلى أن المهرجانات الشعبية ليست مدمرة للأخلاق والثقافة والفن المصري العربي فقط، بل واستنزاف اقتصادي أيضًا من خلال البحث عنهم والاستماع لهم عبر شبكة الإنترنت، مضيفًا أن اللوم الأكبر على وسائل الاتصال المختلفة التي تفتح لهم أبوابها وخاصة القنوات الفضائية والجرائد، والمواقع الإلكترونية الكبرى، التي تستضيف وتعطي مساحة لهذه الأشخاص الجهلة لنشر ثقافتهم السيئة، السلبية.
وطالب تمراز، الجهات المختصة من وزارتي الإعلام والاتصالات بالسيطرة على وسائل الاتصال التي تصدر لنا ما يسموا بمطربين المهرجانات الشعبية، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، وتطبيق عقوبات بالحبس لمن يظهر مرة أخرى، لافتًا إلى أن القرى والنجوع خاصة بمحافظات الدلتا يعانون أشد المعاناة بسبب سيطرة بعض الأعمال الفنية العنيفة والمصدرة للبلطجة والعنف ومصطلحات الأغاني التي تحمل أفكار سلبية، خاصة لدى سواقين التوكتوك.
وتذكر عضو مجلس النواب، حادثين كبيرين بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، أحدهم قتل أسرة مكونة من 7 أفراد، على يد شاب مشهور بكثرة مشاهدته لبعض الأفلام السينمائية العنيفة والأغاني المسيئة، وكذلك الأخر الذي قتل 4 أشخاص في عيد الأضحى الأخير، والذي تباهى أمام رجال الشرطة والنيابة.
وأكد النائب محمد سعد تمراز، أننا أصبحنا لا نستطيع سماع القرآن الكريم من كثرة تصدير الأغاني الشعبية الهابطة، لمطربين جهلة لا يفقهون شيء.
ومن جانبه، أيد النائب ماجد طوبيا، قرار نقابة المهن الموسيقية، في منع بعض المهرجانات الشعبية، ومطربيها، عن العمل مرة أخرى، قائلًا: إن هذا القرار خطوة إيجابية، ولابد من تحسين المستوى الثقافي والفني والموسيقي للمجتمع المصري، من خلال إعطاء مساحات كبيرة للمحتوى البناءة السليم الذي يعمل في بناء الشخص الأفضل ثقافيًا وأخلاقيًا وفنيًا وتعليميًا.
وطالب عضو مجلس النواب، في تصريح خاص لـ"البوابة"، باستبعاد ومنع المحتوى السلبي من الأعمال الفنية بمختلف أنواعها، والعمل على تزويد الوعي لدى الشباب والمواطنين، من قبل المؤسسات التعليمية، والثقافية، والدينية، على المدى البعيد، لافتًا إلى أن معظم المطربين والفنانين المحترمين محجوبين على الساحة الإعلامية، بشكل عام، والنماذج السلبية تقوم بفرض نفسها بشكل كبير وهذا خطر على مجتمعنا المصري العربي.
وأضاف النائب ماجد طوبيا، أن فتح القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة أبوابها للمحتوى الفني والموسيقي المحترم الجميل، لبناء جيل واعٍ ومثقف.
وفي ذات السياق تساءل النائب حسن عمر حسانين، عضو مجلس النواب، لماذا الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، لم يمنع الفنان محمد رمضان، من الغناء برغم المحتوى غير المقبول الذي يحتويه أغنية من مصطلحات وملابس وتصرفات سلبية، معلنًا رفضه لقرار النقابة في منع بعض مطربي المهرجانات الشعبية نهائيًا ويراه ظلمًا لهم.
وطالب حسن عمر حسانين، في تصريح خاص لـ"البوابة"، نقابة المهن الموسيقية، بوضع شروط وتقنين أوضاع المطربين الشعبين، ومراقبة الكلمات والمصطلحات لهذه المهرجانات الشعبية، ومن يخالف هذا يمنع نهائيًا، مضيفًا أن الفنان هاني شاكر قام بتفرقة بين المطربين عن غيرهم في اختيار عدد محدود منهم والباقي لم يمنعهم في قراره الذي أصدره منذ الأيام الماضية.
