الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

مشروع بحثي لزيادة إنتاج النفط والغاز ومنع انهيار الآبار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الدكتور أحمد نوح الأستاذ بقسم الاستكشاف في معهد بحوث البترول عن مشروع بحثي ضخمً لزيادة إنتاج آبار النفط والغاز في مصر من خلال قياس وتحديد وتقليل كمية انهيار التكوينات الجيولوجية.
وأوضح أن هذا المشروع يتناول موضوعًا مهما وهو أضرار أو تشوه الخزان الناتجة عن عمليات الحفر واستكمال الآبار بالإضافة إلى عمليات الإنتاج، فهو يناقش تأثير هذا الضرر على إنتاجية الآبار، وآلية هذا الضرر على الخزان، تحديد واختبار قوة هذا الضرر، مع الأخذ في الاعتبار الاختيار الجيد لنوعية سوائل الحفر (الطفلة) المناسبة، والأهم وهو إزالة هذا الضرر من الأساس.
وأشار إلى أنه تم تعريف أضرار أو تشوه الخزان في هذا التقرير على أنه عملية قلة نفاذية الخزان والتي تؤدي إلى تقليل الإنتاجية (في الآبار المنتجة) أو تقليل قوة الحقن (في آبار حقن المياه)، رغم أن هذه العملية يمكن أن تحدث خلال جميع مراحل عمر البئر، خلال عمليات المعالجة أو الإنتاج، إلا أن هذا المشروع يعالج الضرر الناتج عن سوائل الحفر (الطفلة) وبعض الأسباب الأخرى.
وأوضح أن استمرار العمل على هذا المشروع لشركات البترول وشركات الخدمات والمعاهد البحثية سوف يؤدي إلى تحسين معرفتنا بأسباب المشكلة والتوصل إلى حلها، وبالتأكيد سوف يساهم في رفع كفاءة إنتاجية الزيت والغاز في مصر، حيث لوحظ على نطاق واسع ظاهرة انخفاض إنتاجية آبار البترول المصرية وخاصة في الصحراء الغربية بسبب انسداد مسارات تحرك الزيت والغاز عن طريق بعض حبيبات صخور الخزان نفسها، وقد تم تفسير هذه الظاهرة كنتيجة لتحرك بعض الحبيبات الدقيقة والمكونة لصخر الخزان نفسه مع الإنتاج وتجمعها وبالتالي خفض نفاذية الصخر وانخفاض الإنتاج.
وأشار إلى انه خلال فترة الإنتاج لبعض الآبار في الصحراء الغربية وخليج السويس، لوحظ انخفاض كبير في الإنتاجية تراوحت من 10 إلى 40% مما تسبب في حدوث خسائر كبيرة والتي شهدتها الآبار في السنوات الأخيرة. بعض التحاليل والاختبارات مثل (تحاليل عبور ضغط المقياس الدائم في البئر – مؤشر بناء الضغط) والتي تمت أثناء غلق الآبار وإيقافها عن الإنتاج أتاحت معرفة مدى دور وتأثير شكل سمك النفاذية المؤثرة على انخفاض إنتاجية الآبار.
وتابع: "شكلنا فريق عمل من معهد بحوث البترول المصرى من قسمى الاستكشاف والكيمياء، هذا الفريق يقوم بدراسة تأثير انهيار التكوينات الجيولوجية والذي يحدث نتيجة عمليات الحفر وتجهيز الآبار وكذلك نتيجة عملية الإنتاج وذلك لدراسة كل صخر على حده والمعادن المكونة له في كل عملية ومرحلة من مراحل حفر البئر وكذلك دراسة التفاعل الكيميائي بين الصخور والسوائل الموجودة في الخزان والتى ستؤثر على إنتاج البئر وبالتالى العائد الاقتصادى لآبار الزيت والغاز حيث يحدث هذا الانهيار أثناء عمليات الحفر والأسمنت وتخريم الآبار وكذلك أثناء عملية معالجة الآبار (تحفيز الآبار) وكذلك عمليات الإنتاج حيث يعتمد هذا الانهيار بشكل كبير على طبيعة الصخور (المعادن المكونة لها وتوزيع حبيبات الصخر) وكذلك على التركيب الكيميائي للسوائل ودرجة الحرارة والضغط بالخزان ودرجة البلل التي يمكن تغييرها باستخدام مواد كيميائية وكذلك الزيت الثقيل والباقي في الصخور والتي يمكن الإنتاج منها على سبيل المثال هذا الانهيار الحادث أثناء عملية الحفر بسبب سائل الحفر سيعتمد على التركيب الكيميائي لهذا السائل وكذلك طبيعة المكونات الصلبة لهذا السائل وفقدان هذا السائل داخل تجاويف البئر ومدى ثبات مكونات هذا السائل والتي ستدرس بعناية فائقة.
وأوضح أن منع انهيار التكاوين الجيولوجية بسبب سائل الحفر تعتبر من أهم الاعتبارات لصناعة الغاز والبترول حيث يؤثر فيما بعد بالسلب على الإنتاج والدخل الكلى للبئر.
وأكد أنه تم عمل دراسة حقلية لمجموعة من آبار بالصحراء الغربية في حقل Bed – 15، حيث يتم الإنتاج من تكوين أبو رواش (C) حيث بدء هذا البئر بإنتاج 10 ملايين برميل حيث كان الخزان في حالة تحت تشبع ثم بدأ ضغط البئر في الانخفاض بسرعة، حيث إن الخزان أنتج تحت نقطة الفقاعة وهذا كان بسبب انهيار التكاوين الجيولوجية خلال عملية الحفر والإنتاج ولذلك من ناحية دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع لو أخذنا هذا البئر Bed - 15 كمثال نجد أنه من سنة 1990م إلى 1992م انخفض الإنتاج لهذا البئر من 5000 برميل يوميًا إلى أقل من 2000 برميل في اليوم ولو اعتبرنا أن سعر البرميل في هذا الوقت هو 60 دولار للبرميل فهذا معناه أننا فقدنا مبلغ قدره 3000 برميل بسعر 60 دولار = 180 ألف دولار لبئر واحد ولو اعتبرنا وجود 15 بئرا في هذا الحقل تكون الخسارة المادية نحو 2.7 مليون دولار هذا المبلغ في حقل واحد في الصحراء الغربية فكيف إذا تم اعتبار الإنتاج من خليج السويس أو من دلتا نهر النيل والبحر المتوسط.
وأشار إلى أن تطبيق هذه الدراسة في حقول البترول يوفر مليارات الدولارات وإنتاج كميات أكبر كان لا يمكن الوصول إليها والتي بدورها ستنعكس على الدخل القومى خاصة أن تكلفة الاستكشاف والحفر كبيرة مقارنة بسعر البترول الحالى وهو ما أحجم معظم الشركات عن الحفر، مضيفا: لكي يتم دراسة هذا المشروع بنجاح يجب توفير جهاز Formation Damage Cell والتى تعمل تحت ظروف الخزان وتقيس سبب ووقت حدوث وتقدير كمية هذا الانهيار وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع كيميائيين متخصصين، خاصة وأن معظم آبار العالم تعانى من مشكلة انهيار التراكيب الجيولوجية، ولتكملة الدراسة يلزم وجود جهازين لقياس المسامية والنفاذية وجهاز التشبع وجهاز تقطيع العينات وضغوط الخاصية الشعرية وجهاز درجة البلل وميكانيكا الصخور حتى يتسنى إجراء دراسة متكاملة على الصخور والسوائل ومعرفة العلاقات والتفاعلات بينهم حتى يتم تقدير هذا الضرر الذى سيؤثر بصورة كبيرة على إنتاج آبار الزيت والغاز.